عقدت في الكرملين أمس الخميس قمة روسية - أوروبية طالب على اثرها الجانبان ب "تسوية سياسية مرحلية" في البلقان. وأشارا إلى تقارب مواقفهما من التحديات التي تواجه العالم في القرن المقبل. وشارك في القمة إلى جانب الرئيس الروسي بوريس يلتسن، المستشار الألماني غيرهارد شرودر الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية جاك سانتير ورئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف. وأثار يلتسن ضجة إعلامية خلال القمة بإعلانه أنه لن يسمح بالمساس بكوسوفو، قاصداً بذلك الصرب وتأكيده أنه أبلغ موقفه هذا إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون في رسالة وخلال مكالمة هاتفية. غير أن البيت الأبيض سارع إلى الرد بتأكيد أن الرئيسين لم يتحادثا هاتفياً في الفترة الأخيرة. وفي الوقت نفسه، حرص البيت الأبيض على ايجاد "مخرج" ليلتسن بالاشارة إلى ان الرئيس الروسي ربما عنى ان موقف بلاده المعارض لاستخدام حلف شمال الأطلسي القوة في كوسوفو، معروف لدى واشنطن. وكان يلتسن قال رداً على أسئلة الصحافيين في شأن احتمالات قصف مواقع الصرب، إن "هذا لن يمر". وأضاف انه أبلغ نظيره الأميركي ان روسيا "لن تسمح بالمساس بكوسوفو". في إشارة إلى ضرب الأهداف الصربية فيها. وجاء ذلك بعد بيان مشترك صدر عن القمة الروسية - الأوروبية، شدد على ضرورة تحقيق "تسوية سياسية مرحلية" على أساس الخطة التي وضعتها مجموعة الاتصال الدولية في شأن البلقان. وأكد الجانبان على أهمية "احراز تقدم على جميع المحاور" في الشرق الأوسط، وتعهدا بالتنسيق في ما بينهما لتسوية سائر النزاعات الاقليمية. ورأى محللون "متفائلون" في موسكو أن لقاء القمة "قد يضع أسساً لتعاون استراتيجي بين موسكو وأوروبا، ويخلق توازنات جديدة وبداية لإقامة نظام عالمي متحرر الأقطاب". وجاء البيان المشترك ليعزز هذا التفاؤل بإشارته إلى "تقارب وجهات النظر في شأن التحديات" التي يواجهها العالم في القرن المقبل. وشدد على ضرورة تعزيز دور منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي كانت روسيا اقترحت ان تكون "معادلاً" لحلف الأطلسي. وأشار شرودر إلى أن أوروبا تعتبر روسيا "الشريك الأهم". وقال إن القمة الأوروبية المقبلة ستصوغ استراتيجية لتطوير العلاقات مع موسكو. وهذا ثالث لقاء قمة يعقد منذ انتماء روسيا أواخر عام 1997 إلى "اتفاقية الشراكة والتعاون"، ولكنه يكتسب أهمية خاصة في ضوء حاجة الروس إلى دعم اقتصادي لتجاوز أزمتهم الحالية.