في ختام زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لروسيا، اعلن البلدان انسجام المصالح الاستراتيجية ووقعا اتفاقاً على اطلاق اقمار اصطناعية اميركية بصواريخ روسية. الا ان الزيارة اظهرت خلافات في مجالات التسلح وفي معالجة القضايا الاقليمية. وأكد الرئيس بوريس يلتسن ان بلاده "ترفض" استخدام القوة دون غطاء دولي في اشارة الى العراق والبلقان. وعقدت اولبرايت لقاءات مع ثلاثة من ابرز المرشحين لخلافة يلتسن وأعربت عن قلقها من "العداء للسامية" في روسيا. وأجرت الوزيرة الاميركية مكالمة هاتفية مع يلتسن الموجود في المستشفى وأعلن اثرها المكتب الصحافي للكرملين ان الجانبين اكدا التزامهما بناء علاقات "التكافؤ والاحترام والمراعاة المتبادلة للمصالح". واعترفا بوجود خلافات ولكنهما اشارا الى انها "لا يجب ان تحجب وحدة الاهداف الاستراتيجية الأساسية". ومن هذه الخلافات ما وضعه يلتسن بپ"الانتقال العملي" الى نشر شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ والذي قال انه يثير قلق موسكو. وتعهدت اولبرايت بأن تتمسك واشنطن بالمعاهدة المعقودة في هذا الشأن لكنها دعت الى حوار مع روسيا لمراجعة بعض من بنودها. ولوحظ ان الجانبين حاولا ان يخرجا من دائرة الضوء نقاط الخلاف واكتفيا باشارات الى المشاكل الاقليمية. وبعد لقاء اولبرايت مع رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف اعلن ان الطرفين يريدان "تنسيق" مواقفهما لتسوية الازمات وشددا في صورة خاصة على العراق وكوسوفو. واعتبر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان "تقارب المصالح الاستراتيجية" هو اهم حصيلة للزيارة. ورداً على سؤال: هل قدمت موسكو تنازلات سياسية في مقابل وعود بدعم اقتصادي، قال الوزير ان بلاده "لا تتاجر بمصالحها الوطنية". ولكنه اكد من جهة اخرى، ان موسكو ستعمد الى تشديد نظام الرقابة على صادراتها وانها مستعدة للتعاون مع الولاياتالمتحدة في كشف حالات "الانتهاك المحتمل". ولهذا الغرض، ستشكل سبع فرق مشتركة للرقابة. ويرى المراقبون ان ذلك يعني تراجع موسكو عن نفيها السابق لاحتمال تسريب مواد محظورة الى ايران وموافقتها على مشاركة الولاياتالمتحدة في تحقيقات تجرى في هذا الصدد. وهيأ هذا الموقف الجديد لتوقيع اتفاقية ثلاثية تقضي بمواصلة اطلاق الاقمار الصناعية الاميركية على صواريخ روسية من مطار بايكاتور في كازاخستان. وأكدت اولبرايت ان الولاياتالمتحدة ما زالت راغبة في مساعدة روسيا للخروج من "الوضع الاقتصادي المثير للقلق"، لكنها اشترطت لذلك وضع موازنة "واقعية" تؤكد استمرار مسيرة روسيا على طريق اقتصاد السوق. خلفاء يلتسن وأجرت الوزيرة الاميركية "مسحاً" للوضع السياسي الداخلي والتقت ثلاثة من ابرز المرشحين للرئاسة. وأعلن الجنرال الكسندر ليبيد محافظ اقليم كراسنويارسك انه وضع اولبرايت "في صورة الوضع الصعب للغاية" في الاقتصاد الروسي وناقش معها "اقتراحات" للخروج من الازمة الراهنة. وأشار زعيم كتلة "يابلوكو" الاصلاحية غريكوري يافلينسكي الى ان اولبرايت وافقت على فكرته انشاء شبكة مضادة للصواريخ تغطي اوروبا وتشارك فيها روسيا في مقابل الموافقة على اقامة شبكة مماثلة فوق الولاياتالمتحدة. وكان محافظ موسكو يوري لوجكوف الوحيد من بين المرشحين الثلاثة الذي تطرق الى نقاط الخلاف مع واشنطن وخصوصاً في العراق وكوسوفو. وقال انه ابلغ الوزيرة انزعاجه من فرض عقوبات على ثلاث مؤسسات في موسكو بتهمة التعامل مع ايران. واجتمعت اولبرايت الى قادة عدد من المنظمات الليبرالية وأبلغتهم "قلق" واشنطن لما وصفته بپ"تعالي اصوات المتطرفين ... والمعادين للسامية" في روسيا. وذكرت ان الولاياتالمتحدة اقرت قانوناً عن حرية الاديان وقالت ان الهدف منه هو ابلاغ البلدان الاخرى ان "من يريد اقامة علاقات جيدة مع واشنطن فان عليه تنفيذ بعض المتطلبات". وأعلنت الوزيرة الاميركية رصد عشرة ملايين دولار لدعم "الصحافة الحرة" في روسيا، وهو امر يكتسب اهمية بالغة في عام الانتخابات البرلمانية.