تعقد مجموعة الاتصال الدولية اجتماعاً اليوم الجمعة في لندن للبحث في نتائج اتصالات الساعات الاخيرة التي اجريت مع بلغراد في محاولة لوقف العنف في كوسوفو. وفي الوقت نفسه، واصل حلف شمال الاطلسي استعداداته لتوجيه ضربة جوية الى اهداف صربية اذا أصرّ الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش على تحدي المطالب الدولية. وانضمت روسيا الى الغرب في تحذير بلغراد من مغبة استمرارها في استخدام العنف في كوسوفو وضرورة التراجع عن قرارها في طرد رئيس بعثة المراقبة الاوروبية وليام ووكر. وتركزت عمليات القوات الصربية في شمال كوسوفو وجنوبه امس وأبلغ المركز الاعلامي الألباني في بريشتينا "الحياة" ان "قتالاً شديداً دار بين القوات الصربية ومقاتلي جيش تحرير كوسوفو في قرية فاغانيتسا شمال غربي الاقليم". كما استمر القصف الصربي على القرى الواقعة الى الجنوب من العاصمة بريشتينا و"بلغ عدد الذين نزحوا عن ديارهم من قرية راتشكا وضواحيها اكثر من 20 ألف شخص". ووصل الى بلغراد خبراء فنلنديون في التحقيق الجنائي، لفحص جثث ضحايا مجزرة قرية راتشكا التي ارتكبتها القوات الصربية يوم الجمعة الماضي. وافاد مراقبون ان من الصعب ان يتوصل الفحص الى نتيجة قاطعة بسبب "تلاعب" الاطباء الصرب في الجثث لاخفاء الادلة الجنائية. من جهة اخرى تحدث مصدر الباني مطّلع في كوسوفو ل "الحياة" عن تحركات واسعة لاعادة نشر القوات الصربية وترتيب مواقعها في انحاء الاقليم "بشكل يبدو انه دفاعي نتيجة التركيز على الاحتماء في الجبال والغابات". واشار المصدر الى انه سُمعت اصوات قذائف الاسلحة المضادة للاهداف الجوية الى الجنوب من بريشتينا "ويرجح انها كانت لاسباب تدريبية لعدم ظهور طائرات اجنبية فوق الاقليم". ويتوقع ان تقرر مجموعة الاتصال الدولية في اجتماعها الذي يعقد اليوم في لندن، مجموعة من الاجراءات الشديدة لحمل بلغراد على التعاون مع المجتمع الدولي لتهدئة الصراع في كوسوفو. وسيقدم النائب الاول لوزير الخارجية الروسي الكسندر افدييف الذي يمثل بلاده في المجموعة، تقريراً حول محادثاته في بلغراد ومدى امكان اقناع الرئيس ميلوشيفيتش بالتجاوب مع المطالب الدولية. وكان المسؤول الروسي قابل ميلوشيفيتش وسلّمه رسالة من الرئيس الروسي بوريس يلتسن ورئيس وزرائه يفغيني بريماكوف، ذكر تلفزيون بلغراد امس انها "تناولت الموقف الروسي من الازمة بين بلغراد والغرب والوضع في كوسوفو مع التأكيد على التزام الحلول السلمية في المشاكل الراهنة". وافاد مراقبون انه يتوقع ان توافق موسكو على جميع اجراءات الغرب العقابية ضد بلغراد اذا لم تتراجع عن مواقفها المتصلبة، باستثناء الضربات الجوية من قبل حلف شمال الاطلسي. وواصل الغرب استعدادته لتوجيه ضربة الى بلغراد اذا استمرت في تحدي المطالب الدولية، وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا ان "الحلف سيستخدم القوة اذا اضطر لذلك". وافادت معلومات ان ايطالياوالمانيا تحفظتا على الضربات الجوية خشية حدوث موجة من اللاجئين الألبان كما ان اليونان عارضت الضربات بسبب علاقاتها الوثيقة مع بلغراد. ووصل الى بلغراد امس وزير خارجية النرويج كنوت فاليباك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الامن والتعاون الاوروبية للاجتماع مع المسؤولين فيها، قبل ان يتوجه الى بروكسيل لتقديم تقرير الى حلف شمال الاطلسي حول نتائج مهمته. وتسلّم الرئيس ميلوشيفيتش امس رسالة من وزير خارجية المانيا يوشكا فيتشر الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي وتضمنت سبعة مطالب ينبغي تنفيذها تخص التراجع عن قرار طرد وليام ووكر والتعاون مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي والالتزام بوقف النار والتحرك الجدي نحو الحل السلمي والتنفيذ الكامل للقرارات الدولية.