تصدت روسيا لمحاولة الغرب التهديد باللجوء الى القوة العسكرية لوقف أعمال القمع الصربية في اقليم كوسوفو. وأكدت انها ستتوسط مع الصرب لتلبية مطالب الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين نزع فتيل التوتر في الاقليم. وجاء هذا الموقف على لسان وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف الذي شارك في لندن أمس الجمعة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الاتصال بشأن يوغوسلافيا السابقة. وتضم المجموعة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا الى جانب روسيا. ودعت المجموعة الى وقف أعمال العنف الصربية في الاقليم واستئناف المفاوضات بين طرفي النزاع للبحث في اعطاء ألبان كوسوفو الحكم الذاتي الذي يطالبون به فضلاً عن تمكين النازحين من العودة الى منازلهم. وقال بريماكوف ان بلاده تعارض الاجراءات التي تدارستها المجموعة في ما يتعلق بالخيارات العسكرية المتاحة أمام حلف شمال الأطلسي والتي بحثها وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين مع نظيره الروسي ايغور سيرغييف في اجتماع بينهما في بروكسيل أمس. وسعت الديبلوماسية الروسية الى تحويل الأنظار عن اجتماع مجموعة الاتصال في لندن أمس والتركيز على الاجتماع الذي سيعقد الاثنين في موسكو بين الرئيس بوريس يلتسن ونظيره اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. وكانت أوساط الحلف الأطلسي اشاعت قبل اجتماع لندن اجواء تشير الى تحضيرات تقوم بها من أجل فرض حظر على تحليق الطائرات العسكرية الصربية في اجواء الاقليم واجبار الصرب على سحب مدفعيتهم وقواتهم الخاصة من كوسوفو. وقالت مصادر الحلف انه بدأ مناورات بالذخيرة الحية في ألبانيا ومقدونيا المجاورتين "استعداداً للتدخل". وقارن ديبلوماسيون غربيون بين مبدأ "القوة لمساندة الديبلوماسية" الذي يتبعه الأميركيون في التعاطي مع أزمة كوسوفو والأسلوب الذي اتبعوه في التعامل مع العراق لدى رفض بغداد فتح القصور الرئاسية أمام التفتيش. لكن مصادر مجموعة الاتصال حذرت أمس ألبان كوسوفو من مغبة الاستناد الى التحضيرات الأطلسية من أجل تصعيد عملياتهم ضد القوات الصربية. ونقل المسؤولون الغربيون هذا التحذير الى زعيم ألبان الاقليم ابراهيم روغوفا الذي شارك في اجتماعات لندن أمس فيما رأت مصادر ألبانية متشددة ان "الهدف من استدعاء روغوفا الى لندن هو تثبيت تخليه عن فكرة الاستقلال وقبوله بالحكم الذاتي سقفاً أعلى لمطالبه". وفي وقت لم يخف الروس استعدادهم لاستخدام حق النقض فيتو في مجلس الأمن للحيلولة دون أي قرار باستخدام القوة ضد الصرب، اشتد ساعد الأوساط المتطرفة في بلغراد التي هددت بالتصدي لأي محاولة أطلسية لتجاوز الحدود الصربية علماً ان بلغراد تعتبر كوسوفو جزأ لا يتجزأ من أراضيها. وقال نائب رئيس الحكومة الصربية فوسيلاف شيشيلي وهو من "صقور" السياسة في بلغراد ان "على كل الصرب ان يكونوا مستعدين لمنع قوات حلف الأطلسي من دخول أراضينا بما في ذلك كوسوفو". وقال شيشيلي الذي يتزعم الحزب الراديكالي الصربي ان "تهديدات الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية لا تخفينا سواء بالحرب أو العقوبات التي تعودنا عليها". ووصف تهديدات حلف شمال الأطلسي بأنها "تشجيع للانفصاليين الارهابيين الألبان وارغام صربيا على التخلي عن كوسوفو". ونفى شيشيلي ان تكون يوغوسلافيا غيرت موقفها من الوساطة الخارجية في قضية كوسوفو. ورحب الجانب الألباني بالاشارات الصادرة عن الحلف الأطلسي. وقال الناطق باسم مركز الاعلام الالباني في كوسوفو "اننا نأمل ان ينفذ الحلف ما أعلنه لوضع حد لعنف القوات العسكرية الصربية ضد المدنيين الألبان". وأضاف المركز ان القوات الصربية "تواصل هجوماً عنيفاً على قرى حدودية عدة في بلدية جاكوفيتسا ودمرت انفجارات قنابل وصواريخ العشرات من البيوت".