بدأت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت جولة شرق اوسطية تستهلها مساء اليوم بزيارة المملكة العربية السعودية، قبل ان تتوجه غداً الى دمشق ثم اسرائيل والاراضي الفلسطينية وصولاً الى القاهرة الخميس. وقالت مصادر ديبلوماسية لپ"الحياة" ان المسؤولين السعوديين سيشددون خلال المحادثات على ان السلام في الشرق الاوسط لا يتحقق الا بالتزام كل الاطراف التعهدات والاتفاقات المبرمة، بما في ذلك تنفيذ انسحاب اسرائيلي من الضفة ووقف الاستيطان والدعم الاميركي لاستئناف المسار السوري. ولم تعبأ الحكومة الاسرائيلية بقرب زيارة اولبرايت، وردت على تهديدات الفلسطينيين بوقف المفاوضات النهائية احتجاجاً على الاستيطان باعلان طرح عطاءات لبناء 500 وحدة استيطانية جديدة في القدسالمحتلة وقلقيلية، وهي خطوة اثارت انتقادات الفلسطينيين، مثلما اثارت حفيظة اليسار الاسرائيلي، خصوصاً بعد الاعلان ان القرار "اتخذ بعلم الجهات الامنية" ومعرفة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. واستباقاً لأي انتقادات قد توجهها اولبرايت خلال الزيارة، أعلن باراك تشكيل طاقمين وزاريين مساندين لطاقم التفاوض الاسرائيلي للمفاوضات النهائية لتأكيد جديته. التفاصيل ص3 ومن المقرر ان تلتقي اولبرايت في الرياض خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، كما ستجري محادثات مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وأكد مصدر مطلع ان اولبرايت ستتطرق في الرياض الى أمن منطقة الخليج، خصوصاً الوضع في العراق، إضافة الى سبل تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط. وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز أكد خلال زيارته واشنطن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ان الرئيس بيل كلينتون متحمس لاستئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية. وتوقع المصدر ان تطلع اولبرايت المسؤولين السعوديين على تصور واشنطن لسبل تخفيف العقوبات المفروضة على العراق، بعدما مدد مجلس الأمن برنامج "النفط للغذاء" اسبوعاً يتوقع بعده التوصل الى اتفاق على شروط تعليق العقوبات. دمشق ومن المقرر ان تتوجه اولبرايت غداً الى دمشق حيث ستجري محادثات مع الرئيس حافظ الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع. وقال مسؤول سوري لپ"الحياة" ان اولبرايت ستسعى خلال جولتها الى التوصل الى "صيغة ترضي سورية واسرائىل لاستئناف مفاوضات السلام" المتوقفة منذ بداية العام 1996. واضاف ان سورية تريد معرفة ان "هدف" مفاوضات السلام هو انسحاب اسرائىل من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو 1967، وانها "مستعدة للتفاوض على كل القضايا الاخرى المتعلقة بالسلام والامن بعد الاقرار بالانسحاب الكامل". وأبدى المسؤول عدم الاقتناع بقول باراك ان المطلوب منه هو "الالتزام علناً بما التزم به رئيس الوزراء السابق اسحق رابين سراً"، في اشارة الى رفض باراك الاقرار علناً بپ"وديعة" سلفه اسحق رابين لدى الادارة الاميركية في شأن الانسحاب الى ما وراء خطوط حزيران. الى ذلك، قال مصدر مسؤول في السفارة الاميركية في القاهرة ان محادثات اولبرايت مع الرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته عمرو موسى خلال زيارتها مصر الخميس المقبل ستتناول عدداً من القضايا الثنائية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، منها تطورات الوضع في العراق والسودان.