قال عضو مجلس الشيوخ الاميركي السناتور جوزيف ليبرمان انه بحث مع المسؤولين السوريين في ضرورة "انتهاز الفرصة السانحة" لاستئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي وان محادثاته في دمشق وتل أبيب تناولت "ايجاد الكلمات الملائمة" لعودة الطرفين الى طاولة المفاوضات، مشيراً الى انه جلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "انطباعات متفائلة". جاء هذا التصريح في اعقاب اللقاء الذي اجراه ليبرمان والسناتور جون ريد والنائب بيتر دويتش من الحزب الديموقراطي مع وزير الخارجية فاروق الشرع والرئيس حافظ الأسد. وقال الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان لقاء الأسد مع الوفد جرى في حضور الشرع والقائم بأعمال السفارة الاميركية ديفيد بيرس. وكان اعضاء الكونغرس الثلاثة انفصلوا مساء اول من امس عن رئيس مجلس النواب نيوت غينغريتش الذي واصل زيارته لاسرائيل، وغادروا الى دمشق لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين. وقالت مصادر رسمية ان الشرع بحث مع الوفد في "الاوضاع في المنطقة وما آلت اليه عملية السلام نتيجة المواقف المتعنتة للحكومة الاسرائيلية" برئاسة بنيامين نتانياهو. وقال الاسد ان سورية التي ساهمت بدور كبير في اطلاق عملية السلام حريصة على تحقيق السلام وفق الاسس المتفق عليها وقرارات الشرعية الدولية. وأعلن ليبرمان ان محادثاته مع الشرع كانت "جيدة جداً وتناولت العلاقات الثنائية وأعربنا عن أملنا بانتهاز الفرصة السانحة من اجل استئناف المفاوضات بين سورية واسرائيل. جئنا من اسرائيل بعد ان تحدثنا مع نتانياهو وآخرين في الحكومة الاسرائيلية"، مشيراً الى وجود "اهتمام حقيقي في العودة الى طاولة المفاوضات ومناقشة السلام وتطبيع العلاقات بين سورية واسرائيل". وتابع السيناتور الديموقراطي انه لمس لدى الشرع "الاهتمام نفسه في العودة الى الطاولة. والسؤال هو: كيف يمكن ايجاد الكلمات الملائمة لمساعدة البلدين للعودة الى الطاولة؟ بعودة الطرفين سيكون هناك تقدم، والسلام بين الطرفين سيكون في مصلحتهما وفي مصلحة المنطقة. وكأميركيين فمن مصلحتنا ان يكون هناك سلام لأن هذا سيساهم في استقرار المنطقة". وبعدما اشار الى عدم وجود "اي تقدم" على المسار الفلسطيني، قال: "يبدو لي ان اعادة المفاوضات بين سورية واسرائيل صار ملحاً ومناسباً اكثر لتغيير الآلية نحو تحقيق السلام في المنطقة". وسئل ان كان حمل معه "افكاراً ملموسة"؟ فأجاب: "جلبت انطباعات متفائلة ورغبة من الحكومة الاسرائيلية الاسرائيلية في طرح كل شيء على طاولة المفاوضا وعدم استبعاد اي شيء. ويشمل ذلك المحادثات بين الحكومة الاسرائيلية السابقة والحكومة السورية. يمكن مناقشة كل شيء، والمهم العودة الى الطاولة". وتطالب سورية حكومة نتانياهو بالتزام تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين وسلفه شمعون بيريز الانسحاب من مرتفعات الجولان السورية المحتلة والى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو عام 1967. وتوصل الطرفين الى "مبادئ ترتيبات الأمن"، لكن نتانياهو يرفض ذلك مطالباً بالانطلاق من نقطة الصفر. وقال السيناتور ليبرمان: "لا بد من مناقشة" هذا الموضوع بين الطرفين لكن "الانطباع الذي شكلته ان اسرائيل وحكومة نتانياهو تشعران بأنه يجب مناقشة كل ما تم بحثه مع الحكومة السورية وضمن ما تم بحثه من قبل من دون ان يعني ذلك قبولاً اوتوماتيكياً". وزاد: "لقد تم احراز عمل جيد في المحادثات المبكرة بين المفاوضين السوريين والاسرائيليين، وإذا عادوا الى الطاولة فلن تكون فارغة. وان ما احرز زمن حكومة رابين سيكون موجوداً لاجراء مفاوضات اوسع" في شأن ماتحقق. وقالت مصادر ديبلوماسية لپ"الحياة" ان وزير الخارجية السوري تلقى دعوة من الوفد لزيارة الكونغرس في واشنطن "واجراء محادثات منفصلة مع اعضائه وإلقاء خطاب فيه"، وذلك بعد ان توقف الأسبوع الماضي في العاصمة الاميركية حيث اجرى محادثات مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وفريق السلام الاميركي والسيناتور آرلن سبكتر. وأشارت المصادر الى ان وفداً رفيع المستوى من الكونغرس سيزور دمشق في آب اغسطس المقبل في اطار "حرص الطرفين على تحسين العلاقة بين الحكومة السورية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ".