استمر امس الجدل السوري - الاسرائىلي حول "وديعة" رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين لدى الادارة الاميركية المتضمنة تعهد الانسحاب من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو عام 1967. وفيما نفى داني ياتوم المستشار الامني لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ان يكون رابين "قدم اي تعهد رسمي للسوريين او للاميركيين بالانسحاب الكامل من الجولان"، جددت دمشق تأكيدها وجود "الوديعة التي سهلت اهم العقبات وذللت اكبر الصعاب" لتحقيق تقدم في مفاوضات السلام. واشارت الى ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت "اكدت امام اكثر من مسؤول اسرائيلي ان المقترحات والوثائق والمبادئ التي انجزت على المسار السوري بين 1992 و1996 تشكل الاساس لاستئناف المفاوضات". وكان المندوب السوري الدائم لدى الاممالمتحدة الدكتور ميخائيل وهبة اعلن قبل يومين بياناً رسمياً تضمن كيفية حصول "الوديعة"، جاء فيه ان وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر نقل الى الرئيس حافظ الاسد في تموز يوليو عام 1994 موافقة رابين على الانسحاب من الجولان الى ما وراء خط 4 حزيران ك"التزام لا بد منه للانطلاق الى معالجة بقية عناصر اتفاق السلام"، مشيراً الى ان الرئيس السوري طرح على كريستوفر سؤالين للتأكد من "دقة وصحة مضمون" التزام رابين. لكن اسرائيل نفت امس ا ف ب التأكيدات السورية الجديدة، وقال ياتوم ان رابين "لم يقطع اي تعهد رسمي للاميركيين او للسوريين بانسحاب كامل من الجولان". وعزز ياتوم، الذي كان عام 1994 الملحق العسكري لرابين، تصريحه بالتأكيد انه اطلع على "التقارير الاسرائيلية والاميركية عن المحادثات بين رابين وكريستوفر". ونفى وزير الخارجية في حينه شمعون بيريز وجود اي تعهد رسمي، وقال للاذاعة العامة "ان رابين طرح احتمالات مع كريستوفر شرط الا تنقل للسوريين". وقالت مصادرسورية تعليقاً على ذلك: "لا نعتقد بان المسؤول الاسرائيلي لا يعرف الحقيقة ولا يعلم ما دار في السابق، وانما يتجاهل ويتعمد التجاهل في سياسة تشكل السياق العام للاداء الرسمي الاسرائيلي هذه الايام"، مؤكدة "له ولغيره التمسك بالوديعة وبما تم التوصل اليه كي لا يأتي اخرون ويتنكرون لكل شيء في دوامة من الاعتراف والتنكر قد لا تنهي بعقود من الزمن". وبثت اذاعة دمشق امس: "عندما تتحدث سورية عن مراحل تم اجتيازها اثناء المفاوضات التي جرت منذ العام 1991 وحتى اوقفت اسرائىل العملية عام 1996، وعن اشواط قطعت وعن نتائج تم التوصل اليها، وعن وثائق احيلت على الادارة الاميركية كوديعة سهلت في يوم الايام اهم العقبات وذللت اكبر الصعاب والعقد، فهي تنطلق من حقائق راسخة ومن صدقية لا يقاربها الشك لا من قريب ولا من بعيد ... من سورية جادة وجدية وهي تحترم ما تقوم وتعني ما تعلن"، مشيرة الى ان اولبرايت "اكدت امام اكثر من مسؤول اسرائىلي بينهم وزير العدل يوسي بيلين، ان المقترحات والوثائق والمبادئ التي انجزت على المسار السوري تشكل الاساس لاستئناف المفاوضات وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها".