استقال زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق واثنان من قادة المعارضة السودانية من عضوية لجنة سياسية في قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في ختام اجتماعاته أمس في كمبالا، فيما اعلنت "قوات التحالف السودانية" التي يتزعمها العميد عبدالعزيز خالد أمس، قتل 11 من قوات الجيش السوداني بينهم أربعة ضباط برتبة نقيب، في مكمن نصبته في منطقة شمال النيل الأزرق. راجع ص5 وتكرس الانقسام الحاد بين فصائل "التجمع"، خصوصاً بين "الحركة الشعبية" وحزب الأمة بزعامة السيد الصادق المهدي. وذلك ازاء الاتفاق الذي وقعه الأمة مع الحكومة السودانية الشهر الماضي في جيبوتي بعد لقاء المهدي الرئيس السوداني عمر البشير. ونجح حزب الأمة في اسقاط مشروع قرار من "الحركة الشعبية" لإدانته بسبب توقيعه اتفاق جيبوتي، وتأكيد تجميد عمل الأمين العام ل"التجمع" مبارك الفاضل المهدي مسؤول العلاقات الخارجية في الأمة لتوقيعه الاتفاق. وانسحب وفد حزب الأمة من الجلسة الختامية لدى عرض مشروع القرار، لكن رئيس "التجمع" السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي ناشد رئيس وفد حزب الأمة أمينه العام الدكتور عمر نورالدائم العودة إلى الاجتماع وتعهد عدم اتخاذ القرار الذي صدر من دون إدانة، ونص: "ان اتفاق جيبوتي يخص حزب الامة والحكومة السودانية لوحدهما، ولا علاقة للتجمع الوطني به". وقال عضو قيادة حزب الأمة نجيب الخير في اتصال هاتفي من كمبالا ل"الحياة" إن حزب الأمة كان وجه انتقادات حادة إلى القرارات "غير المسؤولة والمتسرعة" التي صدرت عن الاجتماع التشاوري ل"التجمع" في القاهرة، ودانت حزب الأمة. واعتبر صدور القرار أمس من دون إدانة انتصاراً ل"الأمة"، فيما اعتبرته أوساط أخرى في المعارضة تكريساً للانقسام في صفوف "التجمع" أو محاولة لعزل "الأمة". وكان قرنق انتقد عمل اللجنة الخماسية المكلفة متابعة قضية الحل السياسي الشامل والتي تضم إلى جانبه المهدي والميرغني والناطق باسم التجمع فاروق أبو عيسى ورئيس الحزب الفيديرالي السوداني محمد إبراهيم دريج. وقدم قرنق وأبو عيسى ودريج استقالاتهم أمس من اللجنة لعدم استكمالها الأعمال المنوطة بها. وقال نجيب الخير ل"الحياة" إن المهدي والميرغني هما الآن لوحدهما في اللجنة ولن يضاف إليهما حالياً أعضاء جدد. وبرز أمس تراجع في موقف قرنق الذي كان يرفض التعامل مع المبادرة المصرية - الليبية للسلام في السودان، ويصر على مبادرة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد. فصدر قرار بموافقته يحض على "ضرورة التنسيق بين المبادرتين والمضي على طريق تصفية الديكتاتورية وأجهزتها ومؤسساتها وإستعادة الديموقراطية والحريات والحقوق الأساسية في السودان، وضمان تصفية دولة الحزب الواحد لمصلحة نظام عادل حر ديموقراطي تعددي عبر تفعيل خيارات التجمع المتمثلة في الانتفاضة والعمل العسكري والحل السياسي الشامل". إلى ذلك، وصل الصادق المهدي مساء أمس إلى كمبالا آتياً من ليبيا، حيث اجتمع مع الزعيم الليبي معمر القذافي وبحث معه في تفعيل المبادرة الليبية - المصرية. ومن المقرر أن يجتمع اليوم مع الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني للبحث في موضوع الاتصالات الجارية لحل الأزمة السودانية، ولاطلاعه على اتفاق جيبوتي. وعلمت "الحياة" ان المهدي لن يلتقي بعض قادة "التجمع" احتجاجاً على بيان القاهرة الذي دان حزبه واتفاقه مع الحكومة، لكنه سيجتمع اليوم إلى قادة "التجمع" في الداخل الذين شاركوا في اجتماعات هيئة القيادة بوفد يرأسه الحاج عبدالرحمن نقدالله.