سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتصال هاتفي بين لحود والأسد .. وبري والحص تحادثا مع الشرع . لبنان يتلقى رسالة من أولبرايت ويؤكد تلازم المسارين ساترفيلد يتحدث عن قرارات صعبة في الاسابيع والاشهر المقبلة
انشغل لبنان،بمتابعة اعلان الرئيس الاميركي بيل كلينتون استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري - الاسرائىلي الاسبوع المقبل. وأجري عقب اعلان كلينتون ليل اول من امس، اتصال هاتفي بين رئيس الجمهورية أميل لحود والرئيس السوري حافظ الأسد "تمّ خلاله التداول في التطورات الاخيرة في المنطقة وعملية السلام واستئناف المفاوضات في شأنها". وفيما اتصل امس كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سليم الحص بوزير الخارجية السورية فاروق الشرع، جال السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد على الرؤساء لحود وبري والحص ناقلاً رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت تأمل فيها "بان تمضي المفاوضات الاسرائيلية - السورية قدماً نحو سلام عادل وشامل لحل القضايا العالقة وان تشمل لبنان"، لافتاً الى "ان الافرقاء كافة سيواجهون في الاسابيع والاشهر المقبلة قرارات صعبة". وتطرق مجلس الوزراء في جلسته الاسبوعية امس الى الوضع الاقليمي. وأكد الرئيس لحود في مستهلها "ان صلابة الموقف اللبناني - السوري أثمرت نتائجها استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، وان هذا الوضع المستجد سيسفر عن ايجابيات لمصلحة لبنان وسورية والمنطقة ككل، خصوصاً اذا تخلت اسرائيل عن تعنتها واعترفت بالحقوق فتوقفت عن المناورات الهادفة الى خربطة الاوضاع". وقال الرئيس الحص "ان اعلان استئناف المحادثات على المسار السوري هو ثمرة صمود سورية الرائع ومعها لبنان بمقاومته الباسلة في وجه كل الضغوط والتهديدات والتحديات عبر سنوات طويلة من الزمن، وقد وقف البلدان الشقيقان موقفاً مبدئياً مشرفاً فلم يفرطا بحق من حقوقهما أو السيادة أو الكرامة، وان المحادثات ستكون بلا ريب شاقة. لكننا نرجو الا تطول قبل ان تثمر ما يصبو اليه الشعبان الشقيقان من سلام عادل وشامل يعيد الارض المحتلة بكاملها الى اصحابها في الجنوب والبقاع الغربي والجولان ويحفظ للبلدين سيادتهما وكرامتهما وكل حقوقهما. وحتى يكون ذلك فلا بد لنا من مواصلة الاعتصام بحبل الصبر والصمود والنضال متمسكين في كل الاوقات بتلازم المسارين". ورحّب "باستئناف المحادثات على المسار السوري". وقال "اننا نتطلع الى استئنافها على المسار اللبناني في وقت قريب". وسئل وزير الاعلام أنور الخليل، بعد الجلسة، هل بدأ لبنان يتهيأ لاستئناف المفاوضات؟ أجاب "ان الرئيس لحود وضع المجلس في أجواء اتصاله بالرئيس الاسد، وأكد ان ثمة تطابقاً كاملاً بينهما في شأن ملف السلام الشامل والعادل، وان وحدة المسارين قائمة، وان الاتصالات ستستمر بين القيادتين اللبنانية والسورية عند كل موقف اساسي في المفاوضات". وكان السفير ساترفيلد زار المقر الخاص لمجلس الوزراء قبل انعقاد الجلسة، والتقى الرئيس لحود نحو نصف ساعة، وقال انه سلمه رسالة من الوزيرة أولبرايت اعربت فيها عن أملها بان "الاعلان الذي قدمه الرئيس كلينتون عن المفاوضات الاسرائىلية - السورية نحو سلام عادل وشامل وكل القضايا العالقة ستمضي قدماً وبأنه يشمل لبنان". واضاف "نحن نتطلع ليس فقط الى استئناف المفاوضات بل والى تحقيق تقدم وصولاً الى سلام عادل وشامل في المنطقة وعلى كل المسارات مع اسرائيل خصوصاً المسارين السوري واللبناني. ونأمل بمتابعة المفاوضات على أسس سريعة قدر الامكان". والتقى ساترفيلد الرئيس الحص ونقل اليه "تطلعات الرئيس الاميركي ووزيرة الخارجية وسرورهما لاعلان استئناف المفاوضات". واضاف ان الرئيس كلينتون "أوضح في اعلانه انها فرصة تاريخية لتحقيق سلام عادل وشامل بين سورية واسرائيل وبين لبنان واسرائيل، ومن الواضح ان الافرقاء سيواجهون في الاسابيع والاشهر المقبلة قرارات صعبة. لكن مسار المفاوضات استؤنف بهدف التوصل الى حل للمشكلات المطروحة كافة، وان الرئيس كلينتون والوزيرة أولبرايت ملتزمان ببذل الجهود كافة للقيام بكل ما يلزم من اجل المساهمة في التوصل الى احلال السلام العادل والشامل". ثم زار الرئيس بري وكرر مواقفه وسئل هل يتوقع هدوءاً في الجنوب في مرحلة المفاوضات؟ فأجاب "يجب ان يركز جميع الاطراف اليوم وفي المستقبل في المفاوضات على الا يؤدي العنف دوره". وعن نظرته الى الورقة اللبنانية التي تضمنتها توصية اللجان النيابية المشتركة وضع ثمانية شروط لاستئناف المفاوضات، قال "ان كل هذه القضايا ستكون موضع بحث في المفاوضات". وفي لقاء والصحافيين قال الرئيس بري انه لم يفاجأ بالنسبة الى الحديث عن استئناف المفاوضات وذكر بما ردده قبل مدة لجهة دقة المرحلة وخطورتها، "ومنذ الآن وحتى ثلاثة اشهر، اي بحدود شباط فبراير يعمل الاميركيون على خط تحقيق تقدم ما، قبل دخولهم في الانتخابات". ولفت الى انه كان هناك أمل لدى المسؤولين اللبنانيين ان يحصل شيء على هذا الصعيد. وقال "ان الاتفاق على استئناف المفاوضات يشكل خطوة جدية، وان سورية حققت نصراً كبيراً يليق بكرامة العرب والمقاومة في الجنوب". واضاف "هذه هي الاجواء التي ظهرت حتى الآن ولكن يجب الا نغرق في التفاؤل وتصوير الامر وكأن القصة انتهت". واوضح "ان لبنان لن يتمثل في المفاوضات التي ستعقد في واشنطن والتي تشير المعلومات الى انها ستنطلق أواخر الاسبوع المقبل وفي حضور الرئيس كلينتون، اما حين تنتقل قصة المفاوضات الى المنطقة فان لبنان سيكون موجوداً بالطبع". وشدد على وحدة المسارين اللبناني والسوري قائلاً "ان سورية لن توقع قبل لبنان، ولبنان لن يوقع قبل سورية وهذا ما يجسد حقيقة أهمية التنسيق وتلازم المسارين"، مؤكداً "الموقف اللبناني الراسخ ان أي أساس للمفاوضات مع لبنان هو تنفيذ القرار الرقم 425 بحرفيته اذ لا يمكن ان نتنازل ولو للحظة عنه".