حلّقت طائرة إستطلاع إسرائيلية صباح أمس، في خطوة لافتة، فوق بيروت، وتحديداً في سماء ضاحيتها الجنوبية ومطارها. وأطلقت المضادات الأرضية التابعة للجيشين اللبناني والسوري، المتمركزة وحدات لهما في محيط مطار بيروت، نيرانها على طائرة تجسس من دون طيار حلّقت في سمائه بعيد السادسة صباحاً. وقالت مصادر عسكرية إن الطائرة الإسرائيلية التي حلّقت على علو مخفوض في أجواء العاصمة هي من نوع "م.ك." متطور ومن دون طيار، اعتاد الإسرائيليون إطلاقها للتحليق في اجواء الجنوب والبقاع في لبنان لالتقاط صور التحركات على الأرض. وأفاق سكان العاصمة على أصوات المضادات الأرضية التي أطلقت على الطائرة. وأثار رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص مسألة انتهاك اسرائيل الأجواء اللبنانية والتحليق فوق العاصمة ظهراً مع السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد الذي حمل اليه رسالة من نائب وزيرة الخارجية الأميركية توماس بيكرينغ، عن متابعة المواضيع التي تناولها الحص معه حين اجتمعا في نيويورك لاستئناف مفاوضات السلام والموقف اللبناني في هذا الصدد. واعتبر الحص ان تحليق الطائرة الإسرائيلية فوق العاصمة "ظاهرة مرفوضة ومدانة". وقال الحص ل"الحياة" ان بيكرينغ أكد له في الرسالة التي نقلها ساترفيلد، تفهم الادارة الاميركية للموقف الذي طرحه لبنان بالإصرار على تلازم المسارين السوري واللبناني ورفض التوطين والإصرار على البحث في حل يحقق العودة للفلسطينيين وعلى رفض لبنان اي شروط او ترتيبات مع اسرائيل اذا انسحبت من جنوبلبنان. وذكرت مصادر الحص ان بيكرينغ اكد له "ارتياحه الى المحادثات التي سبق ان اجريت بينهما وأن هناك استعداداً اميركياً لتحقيق ما يريده لبنان". وفيما أعلن الحص ان لا معلومات رسمية عن احتمال انسحاب اسرائيلي من بلدة حاصبيا في الجنوب، معتبراً اياها تقارير صحافية، نفى ساترفيلد ان يكون لدى الولاياتالمتحدة أي معلومات عن احتمال الانسحاب. وكرر تمني الادارة الاميركية الدائم استئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري، وقال إنه نقل رسالة الى الحص في هذا الشأن تؤكد "دعمنا لما يواجه لبنان خصوصاً في هذه المرحلة".