بغداد، جنيف، واشنطن - أ ف ب - رويترز - اتهم وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف مجلس الامن بمحاولة فرض شروط جديدة على بغداد، وافادت مصادر ان لجنة العقوبات التابعة للمنظمة الدولية عرقلت عقداً وقعه العراق لاستيراد 16 جهازاً مخصصاً لعلاج امراض القلب والرئة، في حين اعلنت الاممالمتحدة ان المنسق الانساني التابع لها في العراق هانس فون سبونيك سيعود الى منصبه في بغداد غداً على رغم الانتقادات الاميركية والبريطانية. وافاد البرنامج الانساني للامم المتحدة في تقريره الاسبوعي ان "لجنة العقوبات طالبت بتوضيحات تقنية واعتبرت ان بالامكان استخدام احد هذه الاجهزة بشكل مزدوج". واضاف ان كل جهاز كان مزوداً بكومبيوتر لمراقبة الحال الصحية للمريض. واكد التقرير ان وزارة الصحة العراقية قدمت العقد، الذي لم تحدد قيمته، الى لجنة العقوبات في 17 آب اغسطس الماضي للحصول على موافقتها، وجاء الرفض في 14 من الشهر الحالي. وكانت احدى الشركات الاردنية ستقوم بتوفير هذه المعدات الدنماركية الصنع. واوضح التقرير ان "برنامج النشاطات الانسانية يعمل مع الاطراف المعنية لتقديم المعلومات المطلوبة". ويتهم العراق المندوبين البريطاني والاميركي في لجنة العقوبات بعرقلة العقود الانسانية. واتهم وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف مجلس الامن بمحاولة فرض شروط جديدة على بغداد في مسودة قرار لتعليق العقوبات المفروضة على العراق منذ غزوه الكويت. وقال في مؤتمر صحافي ان حكومته لن تقبل القرار الذي تقدمت به فرنسا وروسيا والصين والذي يطالب بتعليق جميع العقوبات اذا تعاون العراق مع لجنة جديدة لمراقبة برامج الاسلحة، مضيفاً "قبل تعليق العقوبات يضعون قائمة شروط جديدة لن يقبلها اي عراقي". وكرر ان بغداد سترفض اي اقتراح بتعليق العقوبات بدلا من رفعها بالكامل، كما نفى ايضاً ان يكون العراق يملك اي أنظمة اسلحة محظورة، موضحاً ان بغداد نفذت التزاماتها وفقاً لقرارات مجلس الامن بما في ذلك تلك التي تطالب بازالة أسلحة الدمار الشامل. الى ذلك، قال الناطق باسم البرنامج الانساني للامم المتحدة في العراق جورج سومرويل لوكالة فرانس برس ان "الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طلب منه استئناف عمله وسيعود الى بغداد الجمعة". وكان فون سبونيك الالماني الذي يدير برنامج الاممالمتحدة الانساني في العراق منذ سنة تعرض لانتقادات عنيفة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا لأنه اشار الى ضرورة رفع العقوبات التي تؤثر بشدة على الشعب العراقي منذ تسع سنوات. وصرح فريد ايكهارد الناطق باسم انان بأن "مثل هذه الانتقادات جزء من مخاطر عمله" مضيفاً ان الامين العام "شجع سبونيك على التحدث ايضاً مع الممثلين الاميركيين والبريطانيين لمحاولة إزالة أي سوء تفاهم محتمل". وكان فون سبونيك طلب خلال وجوده الاسبوع الماضي في نيويورك ابعاد القضية الانسانية عن السياسة بفصلها عن محادثات نزع التسلح التي لا تزال تثير الانقسام بين الدول الاعضاء في مجلس الامن. وانتقد كوفي انان بدوره واشنطن الاسبوع الماضي واتهمها ب"تجميد" المساعدة الانسانية للعراق في لجنة العقوبات. وردت وزارة الخارجية الاميركية بأن انان تلقى نصائح سيئة ودعا النائب البريطاني جورج غالواي، في مؤتمر صحافي عقده في مقر مجلس النواب الاردني في عمان، الدول العربية الى عدم تطبيق العقوبات على العراق لاجبار الولاياتالمتحدة وبريطانيا على تغيير موقفهما من بغداد ووضع حد لمعاناة الشعب العراقي. على صعيد آخر، اعلن ناطق عسكري عراقي ان المضادات الارضية العراقية تصدت أمس لطائرات اميركية وبريطانية كانت تحلق فوق شمال العراق وجنوبه و"اجبرتها على الفرار الى قواعدها".