وضع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة الاماراتي حجر الأساس لمدينة الشيخ زايد السكنية المزمع انشاؤها قرب مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. ونظمت السلطة الوطنية الفلسطينية احتفالاً حاشداً في المكان، لهذه المناسبة، وطالب الشيخ عبدالله بتحديد موعد لعقد قمة عربية، ووضع جدول اعمال محدد لها. وأكد الشيخ عبدالله وقوف دولة الامارات العربية المتحدة مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، واصفاً الاحتفال بوضع حجر الأساس للمدينة السكنية بأنه "مناسبة تاريخية"، واعتبرها "خطوة متواضعة على طريق اعادة بناء فلسطين" واعادة بناء ما دمره الاحتلال الاسرائيلي". وأعرب عن امله ان تتبع خطوة الامارات هذه خطوات من قبل دول عربية واسلامية اخرى. وجدد الشيخ عبدالله دعم بلاده للشعب الفلسطيني، والدعوة الى "احلال السلام الشامل والعادل القائم على اساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، حسب مانصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي 242 و338، وقرارات الشرعية الدولية". وأعرب عن امله ان "يسهم بناء هذا المشروع في تحسين الظروف، ومواجهة الخطط الاستيطانية"، وأكد "ان التضحيات العظيمة التي قدمتموها لا تقارن بالمال، او الدعم السياسي". ومن المقرر ان تُقام مدينة الشيخ زايد السكنية على مساحة تبلغ 527 دونماً وتبعد ثلاثة كيلومترات جنوب حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة، ويرتفع منسوب الارض نحو 60 متراً عن سطح البحر. وفي تصريحات ل"الحياة" قال وزير الاسكان عبدالرحمن حمد ان المدينة ستساهم "في حل جزء من مشكلة الاسكان المستعصية في فلسطين"، مؤكداً انها ستوفر عدداً كبيراً من "فرص العمل التي تطمح السلطة الوطنية الى توفيرها"، وكذلك ستساعد في "مقاومة الاستعمار الاستيطاني" بطريقة عملية. وسيجري تنفيذ بناء المدينة على 10 مراحل. وقال حمد ل"الحياة" انه جرى "التوقيع على مذكرة بدفع 50 مليون دولار للبدء في تنفيذ المرحلتين الاولى والثانية". وفي رده عن احد الاسئلة قال الشيخ عبدالله ان هناك "رغبة عربية بعدم عقد القمة العربية"، مطالباً بوضع جدول اعمال وتحديد موعد محدد لعقد هذه القمة، اذا رغب القادة العرب في عقدها، مضيفاً بشيء من السخرية "اعطونا جدولاً زمنياً للقمة حتى لو بعد سنة، او حتى في الألفية الرابعة". وحول التطبيع مع الدولة العبرية قال "لو كان هناك تضامن عربي حقيقي، لكانت الدولة التي انشقت عن العرب وحاولت التقرب من اميركا عن طريق اسرائيل، قد فكرت مرة اخرى" في اقامة مثل هذه العلاقة، وذلك في اشارة الى موريتانيا التي اقامت علاقات ديبلوماسية مع تل ابيب اخيراً. ورداً عن سؤال لمراسل "الحياة" في غزة، عن آخر المستجدات حول قضية احتلال ايران الجزر الاماراتية في الخليج العربي، انه "لا جديد في القضية" مشيراً الى ان "الايرانيين لا يستمعون الى اي صوت لتغيير مواقفهم، ولا يوافقون على عرض القضية على محكمة العدل الدولية".