اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة أن يكون اللقاء المرتقب بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون ذا مضمون وليس مجرد لقاء علاقات عامة، مؤكدا على ضرورة أن يعالج اللقاء قضايا ملحة وحساسة مثل قضية الأسرى. واكد الرئيس عباس في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت في مقر الرئاسة بغزة، على أن هناك العديد من القضايا والمواضيع التي بحاجة لحلول ومنها قضية انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المدن الفلسطينية بحيث يكون واضحاً كيف ستكون هذه الانسحابات ومتى ستنتهي إضافةً إلى قضية المبعدين متى ستستكمل عودتهم بعد أن عاد 20 مبعداً، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك مواعيد محددة لعودتهم جميعاً ودون استثناء. وجدّد موقف القيادة الفلسطينية من اللقاء بأن ليس لها اعتراض من حيث المبدأ على عقده في أي وقت وفي أي مكان ولكن من المهم أن يتم التحضير الجيد له حتى لا يكون لقاءً عائماً يعني ندخل ونخرج بكلام غير مفهوم وغير واضح. ونوه إلى أن القيادة لا تريد إحباطاً أو خيبة أمل لا للجمهور الفلسطيني ولا للجمهور الإسرائيلي وبالتالي عندما يتم ترتيب لهذا اللقاء القيادة الفلسطينية من جهتها ستكون جاهزة لعقده. وفيما يتعلق باللقاءات مع الجانب الإسرائيلي شدد عباس على أهمية استمرار هذه اللقاءات وعلى كل المستويات، مشيراً إلى أن هناك اتصالات مستمرة مع الجانب الإسرائيلي حول مواضيع وقضايا كثيرة حيث كان آخر لقاء عقد في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي للأسف لم يتم التوصل فيه إلى قضايا محددة ومعينة. ونوه إلى أن هناك قضايا كثيرة تتعلق بالأسرى والمبعدين والمطاردين والاستيطان والجدار الذي تقيمه إسرائيل في عمق الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس وأمور كثيرة وخاصة ما ورد في قمة شرم الشيخ كان يفترض بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الانتقال إلى مثل هذه القضايا وتطبيق خارطة الطريق. واكد الرئيس الفلسطيني انه يجري مشاورات من اجل تشكيل حكومة فلسطينية تلبية لتوصية المجلس التشريعي الفلسطيني، وقال «إن المجلس التشريعي طلب تشكيل حكومة جديدة ونحن نجري مشاورات مع الاخوة والجهات المسؤولة حتى نتمكن من تلبية طلب المجلس التشريعي ونعيد تشكيل الحكومة او نشكل حكومة». واضاف «لا أعتقد انه في خلال يومين يمكن ان نصل إلى نتيجة لكننا في صدد البحث المستمر للوصول إلى هذا الموضوع لتلبية رغبة المجلس التشريعي». وتطرق الرئيس عباس في مؤتمره إلى الوضع الداخلي، مشيراً إلى أنه عندما انتهى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة تركت القوات الإسرائيلية المعبر مفتوحاً وفيه عدد من الثغرات ما أدى إلى دخول أعداد كبيرة بطريقة غير قانونية وسارعت السلطة الفلسطينية في تلك الأثناء إلى سد هذه الثغرات وحماية الحدود وضبطها، منوهاً إلى أنه لم يعد هناك أحد يخرج بشكل قانوني أو غير قانوني. وذكر أن السلطة أبلغت الجهات العربية والإسرائيلية والدولية بأن موقفها من المعبر هو أن يستمر العمل فيه للمسافرين الذين يحملون بطاقات الهويات الوطنية دخولاً وخروجاً وكذلك بالنسبة للبضائع الخارجة من قطاع غزة، أما البضائع الداخلة إلى القطاع فليس لدينا ما يمنع أن تأتي عبر «كيرم شالوم» من اجل تطبيق اتفاقية باريس.واشار إلى أن السلطة لا تعارض إذا ما أراد المجتمع الدولي والإسرائيليون أن يكون هنا طرف ثالث - أوروبي أو أميركي أو غيره ولكن ليس إسرائيلياً، مشيراً إلى أن جيمس ولفنسون مبعوث اللجنة الرباعية والأشقاء في مصر يعملون للوصول على اتفاق حول المعبر، وحتى يتم هذا الاتفاق هناك حاجة لفتح المعبر لفترات محددة من أجل تمكين الحالات الإنسانية من الدخول أو الخروج ولا مانع أن يتم ذلك باتفاق ولوقت محدد يقفل بعدها المعبر إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه. وحول مستقبل المظاهر المسلحة في الشارع الفلسطيني شدد الرئيس على أن هذه المظاهر مخالفة تماماً للاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الفصائل ومخالفة لبيان لجنة المتابعة الذي صدر مؤخراً، مذكراً بأن القيادة قالت نعم للتهدئة لا للمظاهر المسلحة وهذا يعني أن المظاهر المسلحة - البنادق أو الأقنعة يجب أن تنتهي تماماً من الشوارع حتى يعيش المواطن حياة طبيعية وعادية. وأكد أن مثل هذه المظاهر مرفوضة وغير مقبولة إطلاقاً وأن السلطة عازمة على معالجتها وستقوم بفرض النظام على أيدي أجهزة الأمن بما لا يؤذي المواطن ولا يؤذي احداً.على صعيد آخر وضع مساء السبت الرئيس عباس وضيفه الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام نائب رئيس الوزراء الإماراتي الحجر الأساس لمدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ستقام على أرض مستعمرة «موراغ» البائدة شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة لإسكان 52ألف فلسطيني من الذين دمرت منازلهم جراء الاحتلال الاسرائيلي بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي مائة مليون دولار أميركي. وشكر الرئيس عباس في كلمة له دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا على ما بذلوه ويبذلونه من جهود من أجل مساعدة الفلسطينيين في عملية بناء ما دمره الاحتلال.واشار إلى مستعمرات الاحتلال الإحدى والعشرين التي كانت جاثمة على أرض القطاع ومدى معاناة المواطنين الكبيرة نتيجة وجود هذه المستعمرات والحواجز التي كانت تقطع أوصال القطاع.وقال عباس «الآن جميع هذه المستعمرات التي كانت تستحوذ على أكثر من 40٪ من مساحة قطاع غزة الصغير أصبحت فلسطينية، وها نحن اليوم نضع الحجر الأساس لمدينة فلسطينية مكان ما كان يسمى بمستعمرة «موراغ» ليسكن بها 52 ألف فلسطيني من أولئك الذين دمرت بيوتهم لنعيش مرحلة جديدة فيها يعيش الشعب الفلسطيني حياة طبيعية وإنسانية وترتسم على وجهه البسمة التي افتقدها سنوات بل عقوداً طويلة»، متمنياً أن يبدأ الفلسطينيون صفحة جديدة في التحرير التي انطلقت في غزة لتستكمل في الضفة والقدس. وأوضح الرئيس أن أمام الشعب الفلسطيني كثيراً من الأمور يجب القيام بها، وقال «نتطلع إلى الوحدة الوطنية، فنحن حريصون فعلا على الوحدة الوطنية وحريصون على أن يكون شعبنا بكل أطيافه وبكل فئاته وأفكاره شعباً منصهراً في بوتقة واحدة يعمل من أجل هدف واحد وهو تحرير الوطن لذلك نحن قلنا ونقول دائما إن الدم الفلسطيني خط أحمر ولا يجوز أن يخترق هذا الخط». من جانبه قال الشيخ عبد الله بن زايد «إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات التقط اللحظة التاريخية الحاسمة والتي كان الحديث فيها عن هدم المستعمرات وتخريبها ليعلن للعالم وللشعب الفلسطيني أنه قرر بناء مدينة سكنية على أنقاض الخراب والدمار الذي خلفه الاحتلال وراءه، مجسدا الرؤية الحكيمة لديه بان الرد على عمليات التخريب في فلسطين يجب أن يكون رداً عملياً وعلى أرض الواقع».واكد وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب الشعب الفلسطيني في اللحظات المفصلية والحاسمة، مشيراً إلى استعداد الشيخ خليفة بن زايد للمساهمة في عملية بناء وتنمية فلسطين اتباعا لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.وأكد على أن إعادة بناء ما هدمه الاحتلال وإيجاد بنية تحتية حقيقية في قطاع غزة يتطلب الالتفاف حول السلطة الوطنية ودعمها وقطع دابر الخلافات الداخلية، مشدداً على الوحدة الوطنية والحوار باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات بين الأشقاء.وتابع: إن التوافق الداخلي هو أساس صلابة الموقف الفلسطيني وإن الوحدة الوطنية هي الرافعة للقضية الفلسطينية. بدوره أوضح وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني الدكتور محمد اشتية إن مدينة الشيخ خليفة ستقام على مساحة مليون متر مربع بتكلفة إجمالية تبلغ مائة مليون دولار أميركي وستؤوي نحو 52 ألف مواطن دمر الاحتلال بيوتهم. وأشار إلى أن المدينة ستضم مساكن على مساحة 51٪ من الأرض، وكذلك عشر مدارس ورياض أطفال، إضافة إلى عيادة مركزية ومساجد، ومركز ثقافي، ومساحات خضراء ومرافق للبنى التحتية الأخرى. الى ذلك ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن حكومة رئيس وزراء الاحتلال ارئيل شارون أبلغت السلطة الفلسطينية أنها على استعداد لإطلاق سراح عشرين أسيرا سياسيا فلسطينيا من قطاع غزة وذلك خلال اللقاء الذي عقد بالأمس بين كبير مستشاري شارون دوف فايسغلاس ووزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات.وقال مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: ان حكومة إسرائيل لن تتراجع عن موقفها, لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بذلك خلال اجتماعهما المزمع عقده يوم الثلاثاء المقبل. وأضاف أن عملية إطلاق سراح الأسرى المذكورين ستتم بعد أن تقوم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بفحص دقيق لهم الأمر الذي يعني أن إطلاق سراحهم فيما إذا تم لن يخرج إلى حيز التنفيذ قريبا.