يعقد وزراء النفط في السعودية علي النعيمي والمكسيك لويس تيليز وفنزويلا علي رودريغيز الاربعاء في الرياض "اجتماع التنسيق الثالث" منذ بدأ تعاونهم لرفع اسعار النفط في آذار مارس 1998. وسيدرس الوزراء "من دون جدول اعمال" مستوى الاسعار والتزام الخفوضات وامكانات تمديد الخفوضات، التي تقررت في مؤتمر "اوبك" الذي عُقد في آذار الماضي، الى ما بعد آذار السنة الفين. قالت مصادر نفطية ان اجتماع الوزراء الثلاثة ليس طارئاً بل كان تقرر في اجتماع فنزويلا الذي عُقد في ايلول سبتمبر الماضي وتلبية لدعوة من وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي. وكان الوزراء اتفقوا على عقد لقاءات دورية للتنسيق بهدف المحافظة على استقرار اسواق النفط ومعدل الاسعار. ووصفت مصادر نفطيه خليجية اتصلت بها "الحياة" اللقاء بأنه استمرار للعلاقات الجيدة التي تربط الدول الثلاث ومستوى التفاهم الذي تحقق بينها من خلال اتفاق آذار الماضي الذي ادى الى تحسن اسعار النفط في الاسواق الدولية. واكدت ان مثل هذه الاجتماعات يجب ان تتم "بغض النظر عن مستوى الاسعار او الأزمات التي تمر او تعصف باسواق النفط العالمية". وأشارت المصادر الى ان الاجتماع يُعقد من دون جدول اعمال محدد لكنه "سيستعرض اوضاع السوق والمتغيرات التي استجدت" من دون تحديدها. وذكرت المصادر ان اقتراح تمديد العمل باتفاق آذار مطروح للدرس في الاجتماع لكنه لن "يُناقش جدياً" قبل الاجتماع المقبل للدول الاعضاء في "اوبك" المقرر عقده في النصف الثاني من آذار المقبل في كاراكاس. ونسبت وكالة الانباء الالمانية د ب أ إلى مصدر ديبلوماسي في السفارة الفنزويلية في الرياض قوله: "إن وزراء النفط الثلاثة سيبحثون خلال اجتماعهم في السبل الكفيلة باحترام الدول المنتجة للنفط من داخل المنظمة سقف الإنتاج المتفق عليه حتى انتهاء مدته في 31 آذار المقبل". والسعودية وفنزويلا عضوان في "أوبك" والمكسيك غير العضو فيها ابرز الاطراف في اتفاق الخفوضات. وأضاف المصدر الفنزويلي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، "ان الوزراء الثلاثة سيناقشون الانباء التي تشير إلى تجاوز بعض الدول المنتجة حصصها المقررة". ومن المقرر أن يصل الوزير المكسيكي إلى العاصمة السعودية مساء غد الاثنين في حين سيصل نظيره الفنزويلي مساء الثلثاء. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل شدد الشهر الماضي على أن بلاده والمكسيك وفنزويلا تسعى للمحافظة على حقوق الدول المنتجة للنفط داخل "أوبك" وخارجها. وأكد المصدر أن الاجتماع الثلاثي سيبحث في السياسة التي ينبغي إتباعها بعد انتهاء مدة اتفاق الإنتاج الحالي، وأنه في حال التوصل إلى اتفاق جديد سيتم عرضه على الدول النفطية الأخرى. ولم تستبعد مصادر اقتصادية في السعودية اتصلت بها "الحياة" وجود ما سمته رؤية استثمارية "قيد الدرس" بين الدول الثلاث في اطار المصالح الاقتصادية المشتركة لمستقبل صناعة النفط. وكانت اسعار خام القياس "برنت" ارتفعت مساء الجمعة منتعشة بعد عمليات جني الارباح التي اقبل عليها التجار في اعقاب المكاسب التي حققها النفط وصعدت بسعره الى اعلى مستوياته منذ 34 شهراً الاربعاء الماضي. وفي ختام التعامل في بورصة النفط الدولية في لندن اقفل خام "برنت" في عقود كانون الاول ديسمبر مرتفعاً 32 سنتا الى 24.60 دولار مسجلاً زيادة قدرها اكثر من 1.7 دولار على الاسبوع الماضي.