شهد جنوبلبنان أمس تصعيداً عسكرياً واسعاً تمثّل بغارات إسرائيلية وقصف مدفعي طاول معظم القرى المتاخمة للشريط الحدودي المحتل، فيما قامت "المقاومة الإسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" و"حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" بسلسلة عمليات طاولت معظم المواقع الإسرائيلية في الجنوب والبقاع الغربي. وكانت حصيلة التصعيد الذي أحصي فيه سقوط مئات القذائف، جرحى مدنيين ومن "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل. قصفت المدفعية الإسرائيلية في شكل عنيف أمس بلدات الجميجمة وخربة سلم ومجدل سلم والصوانة وواديي السلوقي والكفور ومجرى نهر الزهراني والأطراف الشرقية لكفررمان وعربصاليم ومزرعة عقماتا في اقليم التفاح، مستخدمة القذائف المسمارية والفوسفورية، اضافة الى الشعيتية وزبقين ومجدل زون وبرعشيت وحداثا وعيتا الجبل، وكذلك منطقة مرجعيون حيث أدى سقوط القذائف إلى إقفال المدارس والمحال التجارية. وطاول القصف الإسرائيلي الأحياء السكنية لبلدة جرجوع في اقليم التفاح ما أدى الى جرح المواطنين حسن بيطار ووديع خواجا وصبحية درويش وإصاباتهم طفيفة، وإلى تضرر عدد من المنازل. وشنّت طائرات حربية إسرائيلية أكثر من عشر غارات على مناطق عدة في الجنوب منذ الصباح، منها عين السماحية قرب زوطر الشرقية وسجد ومزرعة عقماتا والمنصوري وزبقين ووادي العيشية وتلة مليتا مطلقة عشرات الصواريخ من دون تسجيل إصابات. وجرح أربعة عناصر ل"الجنوبي"، في عمليات نفذتها المقاومة الإسلامية، أكدت مصادر أمنية أن ثلاثة منهم أصيبوا في موقع سجد، والرابع في موقع السويداء. وأفادت إذاعة "صوت الجنوب" الناطقة باسم "الجنوبي" ان عناصره اصيبوا في موقعي سجد وعربصاليم. وأعلنت إصابة سعاد فوعاني بشظايا في بلدة حولا داخل الشريط الحدودي المحتل. واندلعت اشتباكات بين المقاومة وموقعي "الجنوبي" في الأحمدية وزمريا. وقصفت القوات الإسرائيلية مرتفعات جبل الضهر ووادي زلايا ومحيط لبايا. وكانت "المقاومة الإسلامية" أعلنت مهاجمتها نحو 25 موقعاً للإحتلال منها مشعرون والمحيسبات ومحيط شيحين وسجد ودير كلاس والدبشة وعلي الطاهر والطهرة وقلعة الشقيف والبياضة والطيبة والرادار وطير حرفا وبلاط وبرعشيت، وتحدثت عن تحقيق اصابات. وذكرت "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" انها هاجمت "مواقع الدبشة والقلعة والطيبة وبلاط في جنوبلبنان"، وتحدثت عن تحقيق اصابات. وأكدت في بيان أمس "الإستمرار في مواجهة العدو الصهيوني أينما كان، والجهاد في سبيل عودة شعبنا الأبيّ حراً عزيزاً الى ارضه المغتصبة". الى ذلك، شيّعت أمس "الحركة" في صيدا عنصريها، اللذين سقطا في مواجهات في الجنوب محمد محمود سليمان وحسن غازي ابو شمط، في موكب انطلق من مسجد القدس عقب صلاة الجمعة وجاب شوارع المدينة وصولاً الى ساحة الشهداء. وأكد مسؤول "الحركة" ابو عماد الرفاعي "استمرار حركته في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي في جنوبلبنان كما في فلسطين". وقال "ان خيار الشعب الفلسطيني هو الجهاد من اجل تحرير وطنه والعودة اليه، لا من خلال اتفاقات مذلّة تعقد مع العدو". واعتبر عضو المكتب السياسي في "حزب الله" ابو محمد حدرج "ان عملية "الجهاد الإسلامي" أكدت ان إدعاءات رئىس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات أن خيار الفلسطينيين هو إتفاق "أوسلو"، كاذبة".