جمدت الخلافات التي تكثفت خلال الأسبوع المنصرم حول "مؤتمر نيويورك" الذي ينظمه "المؤتمر الوطني العراقي" الذي يبدأ أعماله اليوم، النقاش حول الأوراق والمشاريع المقترحة أمام المؤتمر، ففي الجانب السياسي قدمت مقترحات لإنشاء "مجلس مركزي" على غرار المجلس الذي شكلته منظمة التحرير الفلسطينية. وينتخب أعضاء المجلس ما بين 50 إلى 60 شخصاً من قبل المؤتمر ويتمتعون بصلاحيات إدارة أعمال المعارضة في فترة ما بين مؤتمرين. كما اقترح تشكيل "مجلس سياسي" يضم 6-7 أشخاص يمثلون التنظيمات السياسية الأساسية، إضافة إلى شخصيتين مستقلتين. ويتولى أحد أعضاء هذا المجلس رئاسة المؤتمر بشكل دوري. ويعمل في ظل هذه التركيبة "هيئة تنفيذية" تضم عدداً كافياً لإدارة العمل اليومي للمعارضة، ويرأسه شخص يرتبط برئاسة المجلس السياسي. كما تقدم بعض الفصائل الكردية بطلب يقضي بتغيير أحد نصوص مقررات "صلاح الدين" بصدد الفيديرالية للأكراد، وطالبوا بإبدال كلمة "يحترم المؤتمر الخيار الفيديرالي للأكراد.. إلخ" بنص جديد يقر فيه المؤتمر الفيديرالية للأكراد. وتثير مقترحات أخرى جدلاً واسعاً بين أطراف المعارضة يدعو أصحابها إلى حل الجيش العراقي والاكتفاء بقوة عسكرية صغيرة. وهنالك خلاف مماثل بصدد تدمير ونزع "أسلحة الدمار الشامل"، في حين تعارض أقلية من أحزاب المعارضة هذه الفكرة قبل أن يجري التوصل إلى توافق اقليمي يؤمن ابقاء منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية منها. وبرزت خلال الأيام القليلة الماضية صعوبات عملية في وجه وصول عدد من المندوبين بسبب صعوبة الوصول إلى العواصم الاقليمية التي يتاح لهم منها الانتقال إلى نيويورك، في حين سعت قيادة "المؤتمر" في تسريع منح تأشيرة الدخول الأميركية إلى المدعوين قبل انعقاد المؤتمر. وعبرت أطراف قيادية في "المؤتمر" عن خيبة أملها من موجة المقاطعات التي أعلنت أخيراً. وقال عزيز عليان رئيس "الحزب الديموقراطي العراقي" ل"الحياة" بهذا الصدد "قرار المقاطعة أسهل القرارات. لكنه ليس بالضرورة القرار الصحيح ... علينا أن نحضر في نيويورك وندافع عن افكارنا ونسعى إلى إقرارها. وإذا لم تتوافق النتائج مع ما نؤمن به فسننسحب". وأضاف: "اننا سندافع عن المكاسب التي حصلنا عليها في مؤتمر صلاح الدين... ونمنع التراجع عنها". وأعلنت كل من "الجبهة التركمانية" و"حركة الوفاق الإسلامي" مشاركتهما أمس في اجتماع نيويورك. وذكر بيان ل"الجبهة" انها ستشارك "ايماناً منها بتوحيد صفوف المعارضة"، فيما بررت "الوفاق الإسلامي" مشاركتها ب"ان غياب المشاركة الجماعية لمختلف القوى والفصائل يسمح بهيمنة مجموعة دون أخرى وتحويل المشروع إلى حالة فردية". وحذرت من "تجاوز التيار الإسلامي" لأن "أي مشروع لن ينهض من دونه"، معتبرة ان "المؤتمر يجب أن يعتمد مشروعاً متكاملاً للتغيير من دون التعويل على أية إرادة خارجية" مع "ضرورة توظيف العاملين الدولي والاقليمي" في خدمة أهداف المعارضة. الى ذلك أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان الولاياتالمتحدة ستتولى التدريب العسكري لأربعة مسؤولين في المعارضة لنظام الرئيس العراقي صدام حسين، بينهم ضابطان سابقان في الجيش العراقي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان تدريب الأشخاص الأربعة لن يكون تدريباً عسكرياً بالمعنى الكامل وإنما سيشارك هؤلاء في محاضرات ودراسات في شأن العلاقات بين السلطات المدنية والعسكرية والتنسيق مع بعضها. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين عسكريين اميركيين ان التدريب العسكري سيستمر عشرة ايام، وستبدأ التدريبات الاسبوع المقبل في ولاية فلوريداجنوب شرق. وأعلن مسؤول في الجيش الاميركي عمل مع المعارضة العراقية "ان الأمر يتعلق بمساعدة المعارضة على اعداد خطة لمرحلة ما بعد الرئيس العراقي صدام حسين في البلاد". ويأتي هذا التدريب ضمن اطار مساعدة شاملة قدرها 97 مليون دولار صوّت عليها الكونغرس الاميركي في العام 1998. وفي واشنطن جدد السفير ديفيد شيفر، المُكلف بملف جرائم الحرب ان الولاياتالمتحدة تكثف جهودها لتوجيه اتهام الى صدام حسين، مُندداً ببقائه في السلطة. وأضاف "انه رجل ونظام يرتكبان جرائم حرب ضد الانسانية بعنف وعلى نحو شامل منذ سنوات وسيستمران ما لم تقل لهم الأسرة الدولية كفى".