افتتحت اليوم السبت في العاصمة البريطانية لندن أعمال مؤتمر المعارضة العراقية الذي سيبحث في مرحلة ما بعد الرئيس صدام حسين، بحضور خمسة من قادة فصائل المعارضة الرئيسية الستة ووفد امريكي برئاسة زلماي خليل زادة، حسبما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وافتتح المؤتمر الذي أحيط بإجراءات أمنية مشددة في احد الفنادق الكبرى الفاخرة في العاصمة البريطانية بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ويشارك فيه نحو 350 من ممثلي المعارضة العراقية من بينهم نحو مائتي مندوب عن حركات المعارضة السبع اضافة الى مائة من المستقلين فضلا عن وفد امريكي برئاسة زلماي خليل زادة الذى عين مؤخرا سفيرا فوق العادة للولايات المتحدة لدى العراقيين الاحرار. وتمثل خمس من الفصائل الرئيسية في المعارضة العراقية بقادتها وهم: احمد الجلبي الذي يتزعم المؤتمر الوطني العراقي والشريف على بن الحسين من الحركة الملكية الدستورية واياد علوي الامين العام لحركة الوفاق الوطني اضافة الى مسعود بارزاني وجلال طالباني زعيمي الحزب الديموقراطي الكردستانى والاتحاد الوطني الكردستاني. وتأجل هذا الاجتماع ثلاث مرات بسبب خلاف بين الاطراف بشأن من الذي يجب ان تكون له السيطرة. وقال علي بن حسين عضو الاسرة الحاكمة السابقة في العراق لراديو هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي. العالم لديه فكرة خاطئة عما يمكن ان تفعله المعارضة العراقية. واضاف: نحن متحدون ونريد ان نضع في اطار رسمي ما نقوم ببحثه منذ شهور عديدة ... وهو ان يكون هناك عراق ديمقراطي حر يمكن فيه للشعب ان يختار نظام الحكم الذي يريده وان يختار من يتولى حكمه. وقوبل المندوبون لدى وصولهم باحتجاج شارك فيه نحو 50 شخصا نظمه حزب العمال الشيوعي العراقي الذي يعارض صدام حسين لكنه ليس لديه ثقة تذكر في هذا المؤتمر. وقال احد المحتجين ويدعى سعيد عرمان لرويترز هؤلاء الاشخاص يتلقون اوامرهم من الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وبذلت واشنطن جهدا كبيرا لجمع المعارضة من اجل تشكيل ما قد يصبح حكومة في المنفى. وزار مسؤولون امريكيون لندن لاعطاء دفعة للمؤتمر بعد ان فشلت محاولات عقده في امستردام وبروكسل. وشكلت اربع جماعات من الجماعات الست التي تشارك في المؤتمر تحالفا فضفاضا يعرف باسم (مجموعة الاربعة). وهذه الجماعات هي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو جماعة شيعية مقرها طهران وحزبان كرديان يسيطران على شمال العراق هما الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني واعضاء سابقون في حزب البعث العراقي. وتعارض هؤلاء الاربعة المجموعتان المتبقيتان اللتان تعترف بهما الولاياتالمتحدة وهما المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه المصرفي السابق احمد جلبي وحركة مؤيدة للملكية. وأكد خليل زادة لوكالة فرانس برس قبيل افتتاح اعمال المؤتمر انه يترأس وفدا يضم مندوبين من كل اجهزة الادارة الامريكية من دون ان يحدد عدده. وسئل ان كان سيشارك في كل جلسات المؤتمر فأجاب انه سيحضر كل الجلسات التي سيدعى اليها. وكان خليل زادة جالسا عند افتتاح المؤتمر، الذي يعقد في احد الفنادق الكبرى فى لندن، في الصف الاول بين مسعود بارزاني وجلال طالباني، حسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس. وستكون الجلسة الافتتاحية علنية وسيتلى خلالها تقرير اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي عقدت جلسات عدة خلال الشهور الاخيرة. ويستمر المؤتمر حتى ظهر غد الاثنين لاعلان نتائج المؤتمر. وكانت مجموعة عمل المبادىء الديموقراطية للعراق التي تضم 32 عراقيا لا ينتمون الى تنظيمات سياسية، من بينهم خصوصا المعارض كنعان مكية، قد كشفت النقاب عشية افتتاح المؤتمر في لندن عن الخطوط العريضة لوثيقة اعدتها في واشنطن لبناء عراق ديموقراطي بعد ازاحة رئيسه الحالي صدام حسين. واكدت رندا رحيم وهي عضو في هذه المجموعة ان الوثيقة استغرق اعدادها شهرين. واوضحت رحيم ان التقرير الذي يقع في 300 صفحة مسودة مفتوحة للنقاش. احمد الجلبي