بغداد، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - قدمت بغداد حصيلة جديدة لضحايا القصف الاميركي على منطقة البصرة وأكدت ان 24 مدنياً قتلوا بالقصف. ورد العراق أمس على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت مؤكداً ان واشنطن تفضل استخدام القوة ضد العراق، فيما واصلت الصحف العراقية انتقاد نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة. وأفادت صحيفة "الزوراء" التي تصدرها نقابة الصحافيين العراقيين ان 18 شخصاً قتلوا في حي الجمهورية السكني قرب البصرة وان 59 شخصاً اصيبوا. وأشارت الى تدمير سبع منازل وتضرر 27 منزلاً آخر بشكل جزئي نتيجة القصف الاميركي. وأضافت "الزوراء" ان ستة اشخاص قتلوا ايضاً في قرية أبو فلوس العمالية حيث يقوم مجمع للصناعات البتروكيماوية على بعد 40 كيلومتراً الى جنوبالبصرة. وكانت حصيلة أولى أصدرتها السلطات تحدثت عن مقتل 11 شخصاً وجرح 59 آخرين في حي الجمهورية وعن مقتل ستة اشخاص وجرح 17 في أبو فلوس. واعترفت وزارة الدفاع الاميركية بأن صاروخاً سقط الاثنين الماضي على منطقة سكنية في البصرة. واعربت اولبرايت أول من أمس عن أسفها بعد سقوط الصاروخ على مناطق مدنية. ورد العراق على تصريحات أولبرايت مؤكداً تفضيل الولاياتالمتحدة استخدام القوة ضده على رغم تصريحات اولبرايت التي تفيد عكس ذلك. ونقل عن متحدث باسم وزارة الاعلام قوله ان حرب الخليج والهجوم الجوي الذي قادته الولاياتالمتحدة في كانون الأول ديسمبر الماضي والهجمات الصاروخية على مدينة البصرة هذا الاسبوع تبرهن على ان استخدام القوة هو الاسلوب المفضل للولايات المتحدة. ورفض المتحدث أيضاً تصريحات اولبرايت بأن الولاياتالمتحدة ستفعل المزيد من أجل مساعدة العراقيين الذين تضرروا من العقوبات. وقال ان "تعاطف اولبرايت والمسؤولين الاميركيين الآخرين مع الشعب العراقي كاذب تماماً وخادع وتكشفه صواريخهم الكريهة على المواطنين العراقيين المسالمين". الاجتماع الوزاري واستمرت حملة الصحف العراقية على اجتماع وزراء الخارجية العرب لعدم ادانته الهجمات الاميركية على العراق معتبرة انه أعطى واشنطن "الضوء الأخضر" لشن مزيد من الهجمات. وأوضحت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم ان الولاياتالمتحدة اضطرت لإعادة النظر في هجماتها على العراق في كانون الأول ديسمبر الماضي بعد الاحتجاجات التي شهدتها الشوارع العربية. لكنها أضافت ان البيان الذي أصدره وزراء الخارجية العرب عقب اجتماعهم في القاهرة الاحد الماضي أعطى الولاياتالمتحدة "الضوء الأخضر لمواصلة عدوانها العسكري من دون قلق أو تفكير في المخاطر المترتبة عليه". وأضافت الصحيفة انه "من غير المقبول اخضاع العراق لسلسلة من العقوبات والقرارات الجائرة باسم القانون الدولي ثم يتلقى بعد ذلك مجرد أسف لما واجهه من عدوان". أما صحيفة "بابل" التي يملكها عدي أكبر ابناء الرئيس صدام حسين فقالت ان البيان "صيغ في الولاياتالمتحدة"، وانه كان بمثابة "سلاح جديد في أيدي المعتدين". الى ذلك، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المستشار الاميركي للامن القومي صمويل بيرغر قوله امس ان رفع سقف صادرات النفط العراقي الذي أعلن في منتصف الجاري في اطار برنامج "النفط مقابل الغذاء" لا يعني رفع العقوبات عن هذا البلد بل عكس ذلك تماماً. وصرح بيرغر بأن رفع السقف المحدد حالياً بما قيمته 5.2 بليون دولار من الصادرات النفطية التي يسمح للعراق القيام بها كل ستة اشهر "سيمنع الرئيس صدام حسين من تجويع شعبه". وأوضح ان مفتاح الاقتراح الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة في الرابع عشر من الجاري الى مجلس الأمن هو ان يترك العراق يبيع ما يحتاجه من كميات النفط "لتمويل شراء الاغذية والادوية التي يحتاجها الشعب". وستوضع موارد هذه المبيعات في صندوق لتمويل شراء الاغذية والأدوية وقطع الغيار الضرورية لتشغيل الصناعة النفطية وسيتم التسديد مباشرة الى البائعين. واعربت بغداد عن رفضها لهذا الاقتراح مؤكدة ان "العراق لن يقبل سوى رفعاً كاملاً للحظر الغاشم". على صعيد آخر، "الحياة"، أكد "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق ان السلطات العراقية "أعدمت 27 من عناصر قوات فدائيي صدام في محافظة العمارة". وأوضح الناطق باسم المجلس الدكتور حامد البياتي ان التهمة التي وجهت الى هؤلاء هي "التعاون مع قوات المقاومة الاسلامية وتسريب معلومات عن تحركات قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد اليها". مبعوث أنان في غضون ذلك اعلن مبعوث الاممالمتحدة الى العراق براكاش شاه امس انه سيطلع أنان على الوضع في هذا البلد خلال شباط فبراير المقبل. واشار الى انه سيتجه الى مقر الاممالمتحدة في نيويورك خلال الاسبوع الثاني من شباط لاجراء محادثات مع انان في شأن الوضع في العراق بعد الضربات الاميركية - البريطانية في كانون الاول ديسمبر الماضي. وذكر ان هذه المحادثات ستشمل "الوضع في العراق اليوم، وكيف يرى العراقيون الامور بعد القصف". ولم يدل بأي توضيح لمضمون تقريره مكتفياً بالقول انه سيكون "واقعياً". واكد ان علاقاته مع السلطات العراقية لم تتأثر بالقصف على رغم الانتقادات التي وجهتها بغداد الى مجلس الامن. وقال شاه: "ما زلت على اتصال مباشر بالادارة العراقية". وسيكون انتقاله الى نيويورك الاول منذ الضربات الاميركية - البريطانية. وغادر شاه، الذي بقي في العراق خلال عملية "ثعلب الصحراء"، العراق في 23 الشهر الماضي لتمضية عطلة نهاية السنة، وعاد الى مقر عمله بعد ذلك بعشرة ايام.