تناقش الولاياتالمتحدة مع حلفائها الاوروبيين امكان نشر قوات برية في كوسوفو، بعدما بدأت دول رئيسية في حلف شمال الاطلسي تعتقد ان الضربات الجوية لن تؤدي الى انهاء النزاع في الاقليم. واستمرت امس المساعي الدولية لاجراء محادثات بين الحكومة الصربية والزعماء الالبان، على رغم الاستعدادات العسكرية لشن ضربات جوية على اهداف يوغوسلافية اذا تطلب وقف العنف ذلك. وأكد مصدر الباني انه تم الافراج بعد ظهر امس السبت عن المدنيين الصرب الخمسة الذين خطفوا الخميس شمال كوسوفو على ايدي عناصر من جيش تحرير كوسوفو. وقال مراد موسليو المسؤول في اللجنة الالبانية لحقوق الانسان في سربيتشا وسط انه افرج في درينيتشا، بوسط كوسوفو التي تقع تحت سيطرة جيش التحرير بعد الظهر عن الصرب الخمسة ثلاثة رجال وامرأتان الذين خطفوا في قرية نيفولياني قرب فوتشيترن. وقال ان الصرب الخمسة سلموا الى اعضاء بعثة التحقيق في كوسوفو التابعة لمنظمة الامن والتعان. وجاء ذلك تأكيداً لما كانت اعلنته السلطات الصربية ان خمسة مدنيين مسنين خطفوا من قرى شمال الاقليم اول من امس الجمعة. وكان جيش تحرير كوسوفو نفى الاعلان الصربي ثم عاد وقال: "ان ثلاثة رجال وامرأتين اعتقلهم مقاتلون ألبان لأنهم كانوا يحملون اسلحة رشاشة". واشار مراقبون الى ان خطف هؤلاء الصرب زاد الاوضاع تعقيداً ووفر ذريعة لاستمرار العمليات الصربية. واستمرت المعارك العنيفة جنوب العاصمة بريشتينا وشمالها بين القوات الصربية ومقاتلي جيش تحرير كوسوفو وشهد عدد من القرى شمال غربي بريشتينا معارك عندما قاوم المقاتلون الالبان القوات الصربية التي ارادت شن حملة اعتقالات وتفتيش البيوت. ورفضت حكومة بلغراد طلب مجموعة الاتصال الدولية الخاص السماح لخبراء محكمة جرائم الحرب في لاهاي بدخول كوسوفو والتحقيق في المجزرة التي حدثت في قرية راتشكا وذهب ضحيتها اكثر من 50 البانياً. وافاد وزير العدل اليوغوسلافي زوران كنيجيفيتش في تصريح نشر في بلغراد امس ان حكومته لن تسمح لأي شخص من محكمة لاهاي بالوصول الى كوسوفو "لانها لا تملك صلاحيات للتحقيق في ما يجري في الاقليم". وأشار الى ان بلغراد مستعدة لمنح رئيسة الادعاء العام في المحكمة لويزا اربور تأشيرة دخول لزيارة بلغراد واجراء محادثات مع اصحاب العلاقة والاطلاع على كل المعلومات التي تهمها من مصادر صربية. وكان اجتماع ممثلي دول مجموعة الاتصال في لندن دعوا طرفي الصراع في كوسوفو الى التفاوض للوصول الى حل سلمي للأزمة. وصرح قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك في بروكسيل ان لدى القوات الصربية 9 فرق عسكرية منتشرة في كوسوفو على رغم ان ما يحق لها حسب الاتفاقات معها لا يتجاوز 3 فرق "ومن الضروري ان تسرع بلغراد في سحب القوات الزائدة". ونقلت وسائل اعلامية عن مصادر الحلف الاطلسي في بروكسيل "ان الولاياتالمتحدة اقترحت على الحلف بدء محادثات ع قادة الالبان والحكومة اليوغوسلافية لايجاد حل للأزمة في كوسوفو". وقالت مصادر اعلامية في واشنطن ان مناقشات تجرى بين الادارة الاميركية ودول غربية حليفة لها في شأن نشر قوات برية في كوسوفو "لتطبيق وقف النار وضمان امن المراقبين الدوليين وممارسة الضغط على الرئيس ميلوشيفيتش". واضافت هذه المصادر "ان دولاً رئيسية في الحلف الاطلسي تعارض الضربات الجوية اذا لم يتدخل الحلف بجنود بريين بينهم اميركيون". ووصفت الضربات بأنها "لن تكون مجدية من دون التدخل على الارض".