شنت القوات الصربية حملة عنيفة لمطاردة مقاتلي جيش تحرير كوسوفو وانصارهم، وتخلل الحملة ارتكاب مجازر بحق السكان الألبان في الاقليم الذين فرت اعداد منهم من منازلهم التي اضرمت فيها النيران. ودان حلف شمال الاطلسي امس الخميس تزايد العنف في كوسوفو داعياً طرفي النزاع الى الحوار، فيما تكثفت المساعي الدولية لنزع فتيل الازمة. ووصل الى بلغراد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك لإجراء محادثات مع القيادة الصربية على اساس ان بلاده ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي. وابلغ مسؤولو المركز الاعلامي الالباني في كوسوفو "الحياة" ان القوات العسكرية الصربية تستخدم العربات المصفحة والدبابات والطائرات المروحية في هجومها الذي تركز على نحو 20 قرية في بلديات ميتروفيتسا وسربتسا ودرنيتسا. واضافت مصادر المركز الالباني في مدينة بريشتينا ان طائرات الهليكوبتر "ألقت قنابل حارقة على منازل عائلتي لوشتاك وياشاري في بلدتي فوجيتر وبريكاز ما ادى الى امتداد النيران الى منازل اخرى، وان المنطقة يعمها الخوف والهلع وان السكان يفرّون امام تقدم القوات الصربية كما تم اعتقال المئات من الألبان". وعلمت "الحياة" ان رئيس حكومة جمهورية كوسوفو في المنفى بويار بوكوشي وجه نداء الى جميع الالبان في انحاء العالم للتوجه الى كوسوفو والقتال الى جانب اخوانهم الذين "يتعرضون الى حملة ابادة همجية صربية". واضاف بوكوشي انه "على الالبان ان يواجهوا العدوان الصربي بكل الامكانات والوسائل المتوافرة لديهم لأنه لا يمكن الحصول على الحرية وانهاء الطغيان الصربي من دون تضحيات". وتسلمت "الحياة" عبر الفاكس نسخة من بيان اصدرته المشيخة الاسلامية في كوسوفو امس الخميس ووقعه رئيسها الحاج رجب بويا، ناشدت فيه مسلمي كافة العالم "التحرك السريع لوقف حملة الابادة الجماعية التي تقوم بها قوات الجيش ووحدات الشرطة والميليشيا الصربية لإنهاء الوجود الالباني في كوسوفو". من جانبها، اعترفت وزارة داخلية صربيا في بيان اصدرته في بلغراد بالعمليات التي تقوم بها القوات الصربية لكنها قالت: "انها ذات مجال محدود واستدعت حصولها ملاحقة مجموعة من الارهابيين الانفصاليين الذين يهاجمون دوريات الشرطة والمدنيين الصرب". وأكدت الوزارة حصول هجوم ليل اول من امس في بريشتينا على مركز للشرطة وعربة عسكرية صربية اضافة الى تعرض مؤسسات صربية في مناطق متفرقة من كوسوفو "الى هجمات الارهابيين الانفصاليين الالبان". فرار جماعي وأفاد مسؤول الباني في كوسوفوا ف ب ان صفوفاً من النساء والاطفال كانت تفر امس من مناطق درينيتشا امام هجمات قوى الامن الصربية. وقال جميل مصطفى مستشار ابراهيم روغوفا رئيس الرابطة الديموقراطية في كوسوفو حزب الالبان الرئيسي في المقاطعة، ان قسماً كبيراً من منطقة درينيتشا كان محاصراً وعملية قوى الامن الصربية تشمل منطقة يعيش فيها 30 ألف شخص. وأوضح هذا المسؤول ان نساء واطفالاً يهربون من القرى على متن جرارات ويتوجهون باتجاه كوسوفسكا ميتروفيتشا وفوتشيترن شمال. وشجب مصطفى "همجية نظام بلغراد التي لا سابقة لها". وقال "ان السلطات الصربية عاودت من جديد هجوماً واسع النطاق على الرغم من تحذيرات الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي". وأضاف ان "عنجهية" النظام تستهدف فرض القوانين الصربية على الالبان "الا ان البان كوسوفو سيبقون اوفياء للوسائل السلمية" للنضال. ودعا مصطفى الى وحدة جميع الاحزاب الالبانية وطالب المنظمات الانسانية الدولية بمساعدة سكان درينيتشا "المهددين بمجزرة جديدة". وأعلنت الولاياتالمتحدة الاميركية ان يوغوسلافيا الاتحادية ستواجه عواقب وخيمة اذا استمرت عمليات القوات العسكرية ضد الاشخاص المتحدرين من اصل الباني. وقال المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد: "ان واشنطن سوف تتدخل عسكرياً في احداث كوسوفو اذا لزم الامر". وأشار الى ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ستعقد اجتماعاً مع دول مجموعة الاتصال في شأن يوغوسلافيا السابقة يوم الاثنين المقبل في لندن "لبحث التطورات في كوسوفو". بريطانيا وأجرى وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، محادثات في بلغراد امس مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش وكبار المسؤولين في الحكومة والمعارضة الصربية، كما التقى نائب رئيس الاتحاد الديموقراطي الذي يتزعم الحركة الوطنية الألبانية في كوسوفو فهمي اغاني. وقال تلفزيون بلغراد "ان المحادثات تركزت حول التطورات الاخيرة في كوسوفو وشكل الحكم الذاتي الذي تقترحه اوروبا لكوسوفو في اطار الحدود الصربية والسيادة اليوغوسلافية". الاطلسي وندد مجلس حلف شمال الاطلسي امس بأعمال القمع التي يشهدها اقليم كوسوفو ودعا كل الاطراف الى اتخاذ "اجراءات فورية لتهدئة التوتر". وأعرب المجلس عن "قلقه البالغ ازاء الحوادث الخطيرة التي وقعت في الايام الماضية وخصوصاً القمع الوحشي من جانب الشرطة الصربية لتظاهرة سلمية في بريستينا في الثاني من آذار مارس 1998". ودان سفراء دول الحلف ال 16 "من دون تحفظ، القمع بالعنف لحركة التعبير عن الرأي السياسي غير العنيفة وكذلك اللجوء الى الارهاب لغايات سياسية". ودعا المجلس جميع الاطراف الى "اتخاذ اجراءات فورية لتهدئة التوتر". وقال الحلف ان على يوغوسلافيا "اتخاذ المبادرات بسرعة لتجنب تدهور الوضع". ودعا السفراء "سلطات بلغراد ومسؤولي المجموعة الالبانية في كوسوفو الى البدء من دون شروط مسبقة، بحوار حقيقي لايجاد حل سياسي مقبول لدى الطرفين لكوسوفو في الجمهورية الاتحادية اليوغوسلافية على اساس المبادئ التي اعلنتها الاسرة الدولية ومجموعة الاتصال" التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والمانيا وفرنسا وبريطانيا. وأشار الحلف الاطلسي اخيراً الى "قلقه" حيال "تطور الوضع في كوسوفو أخذاً في الاعتبار الانعكاسات الممكنة على استقرار المنطقة بكاملها مما يقلق الحلف".