دخلت موسكو على خط الازمة في كوسوفو امس محذرة الغرب من مغبة اي تدخل مباشر في الاقليم الذي يشهد "حملة تطهير عرقية" حصدت اكثر من 50 قتيلاً حسب مصادر الالبان. واكد الصرب ان قائد "جيش تحرير كوسوفو" آدم ياشار بين القتلى، فيما رفضت المصادر الالبانية تأكيد النبأ. راجع ص8 وجاء الموقف الروسي رداً على تصريحات غربية لمحت الى تدخل محتمل لوضع حد لاعمال العنف في الاقليم. وكان ابرز التصريحات الغربية ذلك الصادر عن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا الذي حمّل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيدفيتش مسؤولية ما يجري في كوسوفو، لافتاً الى ان الحلف يتابع عن كثب تطورات النزاع الواسع الابعاد وسيبذل قصارى جهده لحل الأزمة ديبلوماسياً. واعاد الموقف الروسي الى الاذهان صورة الحرب البوسنية والتضارب في المواقف الدولية حيالها، وسط انباء عن احتمال تأجيل المؤتمر المقرر عقده في لندن بعد غد الاثنين للبحث في المسألة، بسبب "ارتباط عدد من الوزراء المشاركين بمواعيد مختلفة". تطهير عرقي وأكد مسؤول الباني تحدثت اليه "الحياة" امس ما اعلنه زعيم البان كوسوفو ابراهيم روغوفا عن ان الحملة الصربية تستهدف تطهير الاقليم من سكانه الالبان البالغ عددهم نحو مليوني نسمة تمهيداً لتوطين صرب مكانهم. وقال المسؤول نفسه ان السلطات الصربية تتخذ ذريعة لذلك هي مطاردة آدم ياشاري الذي يعتقد انه قائد "جيش تحرير كوسوفو"، الجناح العسكري للحركة المطالبة بالحكم الذاتي للالبان في الاقليم. وفي وقت طالب روغوفا بوضع الاقليم تحت حماية دولية، فرضت السلطات الصربية تعتيماً اعلامياً على احداث كوسوفو. لكن ذلك لم يحل دون قيام تظاهرات مؤيدة لالبان الاقليم في عدد من الدول المجاورة التي وضعت قواتها في حال تأهب في مواجهة الحشود الصربية في الاقليم. وحذرت تركيا من انها لا تستطيع ان تقف مكتوفة ازاء ما يجري في كوسوفو. وجاء ذلك في اتصال اجراه رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز مع الرئيس اليوغوسلافي. ومعلوم ان الالبان يعودون بأصولهم الى الاتراك. الموقف الروسي وفي المقابل، اتخذت روسيا موقفاً متشدداً الى جانب الصرب. وأشار بيان لوزارة الخارجية في موسكو الى انها "ترفض تصريحات لبعض ممثلي دول غربية عن امكان حصول تدخل خارجي مباشر في كوسوفو الى جانب رفضها اصرار بعضهم على انزال كل انواع العقوبات بيوغوسلافيا". وكانت الولاياتالمتحدة قررت مساء أول من امس الغاء بعض الاجراءات التي اتخذتها اخيراً لمصلحة بلغراد وذلك رداً على القمع الذي تمارسه الاخيرة في كوسوفو. ولم توضح واشنطن ماهية الاجراءات. وربط مراقبون بين احتمال تأجيل مؤتمر لندن والمحادثات الهاتفية التي اجراها وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف مع نظرائه الفرنسي والالماني والاميركي. الوضع الميداني وأفاد المركز الاعلامي الالباني في بريشتينا كبرى مدن كوسوفو ان اطلاق النار استؤنف صباح امس في منطقة درنيتشا غداة مصرع خمسين البانياً على ايدي القوات الصربية في قرية بركاز في المنطقة نفسها. وأفاد بيان للمركز ان القوات الصربية عززت حصارها لبلدة لوشا القريبة من بركاز. وأضاف المركز ان القوات الصربية كانت تتقدم صباحاً في اتجاه لوشا التي يوجد فيها نساء واطفال، معرباً عن خشيته من وقوع "مجزرة رهيبة" في البلدة. وقال ادم ميتا امين لجنة حقوق الانسان في درنيتشا ان اصوات رشقات من اسلحة آلية سمعت في وقت مبكر من صباح امس، اعقبتها بعد نحو ساعة انفجارات قذائف مدفعية. وفي تصريح لوكالة "فرانس برس" اعرب ميتا عن اعتقاده بأن القذائف تتساقط على بلدتي بركاز التي تبعد عشرة كيلومترات عن سربيتشا وبولاك. وقال انه علم من بعض سكان بركاز ان الدبابات تقصف أربع بيوت في القرية. وأوضح ان سربيتشا نفسها تشهد "تحركات لا تهدأ لقوات الشرطة والدبابات وسيارات الجيب والشاحنات العسكرية"، مشيراً الى ان هناك نحو 500 شرطي محتشدون امام مركز البريد. وتابع ميتا يقول ان سكان سربيتشا لم يتجرأوا على الخروج من منازلهم ولم تبع المخابز المحلية اي شيء. وصدرت صحيفة "كوها ديتور" الناطقة بالالبانية بعنوان عريض يقول "هجوم واسع للقوات الخاصة الصربية". وكتبت تقول ان منطقة درينيتشا مطوقة ب "طوق من حديد". وذكرت الصحيفة ان احد "مجرمي الصرب البوسنيين" ويدعى ميلونكو رادميليتش شوهد في شمال كوسوفو ومعه 25 من رجاله يرتدون لباس الشرطة الصربية. وعلمت وكالة "فرانس برس" ان عائلات البانية غادرت بريشتينا متوجهة نحو جنوب صربيا أو مقدونيا.