توزع في 24 كانون الثاني يناير الجاري جوائز "غولدن غلوب" الثانية في الاهمية بعد الاوسكار والمؤشر الفعلي لاتجاهات الاوسكار في الكثير من الاحيان. وشملت الترشيحات 36 فيلماً من بينها 19 فيلماً نال كل منها ترشيحاً واحداً. اما الافلام الاخرى 17 فحصل كل منها على اكثر من ترشيح. وفي المقدمة "شكسبير في الحب" وهو انتاج شبه مستقل شاركت في تمويله يونيفرسال وميراماكس للمخرج جون مادن مع جوزف فاينس وغوينيث بولترو، وهو عن شكسبير الذي عانى من مرحلة شح في الابداع، الى حين وقوعه في الحب، ما نتج عنه رائعته "روميو وجولييت". وحصل هذا الفيلم على ستة ترشيحات في ستة اقسام مختلفة، وفي مقدمها افضل فيلم كوميدي او استعراضي، وافضل ممثلة، وافضل ممثلة مساندة جودي دنش في دور الملكة اليزابيت وافضل ممثل مساند جيفر راش وافضل مخرج وافضل سيناريو. وحصل على ستة ترشيحات فيلم "استعراض ترومان" يعرض حالياً في بيروت، لندن، وفي عواصم عدة اخرى فهو في مسابقة افضل فيلم درامي ومسابقة افضل ممثل درامي جيم كاري كما ينافس في مجالات افضل ممثل مساند اد هاريس وافضل اخراج بيتر وير وافضل سيناريو اندرو نيكول. وفيلم "انقاذ الجندي رايان" لستيفن سبليبرغ حظي بخمسة ترشيحات، من بينها افضل فيلم وافضل مخرج، فيما حصل فيلم "بولوورث" نفسه على ثلاثة ترشيحات، هي لأفضل فيلم كوميدي وافضل ممثل وافضل سيناريو، وورن بايتي، مخرج "بولوورث" ولاعب الدور الرئيسي فيه لم يكن يتوقع هذا. وكان الفيلم افتتح ثم اختفى سريعاً من دون اثر على رغم اعجاب النقاد المطلق به. وأسرّ بايتي قائلاً: "فيلمي لم يحقق النجاح المأمول له وهذا متوقع كشأن كل الافلام ذات الرسالات، لكنني سعيد بالترشيح فمن الجيد ان يحظى المرء بمثل هذه اللفتة". جزائري ولبناني لكن "الحياة حلو" الذي نال الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان "كان" الاخير، ليس موجوداً في قائمة الافلام الاجنبية المرشحة ل "غولدن غلوب" فالفيلم الذي يتولى تقديم قصة اخرى من قصص مآسي الهولوكوست، لم يستوف شرطاً اساسياً وهو عرضه في فترة محددة في بلد المنشأ ايطاليا. وحاول بعض الاعضاء التقدم في احد الاجتماعات قبل شهرين، باقتراح تعديل القانون لتمرير هذا الفيلم، لكن معظم الاعضاء صوّتوا ضد هذا الاقتراح. بناء على ذلك فان قائمة افضل فيلم اجنبي اي ليس ناطقاً بالانكليزية جاءت خالية من ذلك الفيلم ومحتوية على فيلم هولندي اخرجه الجزائري كريم تريديه في عنوان "العروس البولندية". هذا ايضاً كان عرض في "كان" انما خارج المسابقة ويتحدث، بأقل عدد ممكن من الكلمات، عن قصة حب تنشج بين امرأة بولندية هاربة من شبكة دعارة تلجأ الى رجل هولندي يعيش وحيداً في مزرعة. هذا الحب لا يتصاعد سريعاً ولا تلقائياًَ، بل تحيكه سلسلة هادئة من المفارقات غير الملموسة، يشعر كل منهما عبرها بانتماء غير مفهوم تجاه الآخر، فيلم ذكي وبسيط في عناصر تكوينه، يشبه بعض ما كان يصل من السينما السويدية ما بين 1965 و1975. لكن ما بين دخول "العروس البولندية" واخفاق "الحياة حلو" سقط فيلم زياد الدويري "بيروت الغربية" الذي سعى جاهداً لدخول هذه المسابقة. شاهده اكثر من نصف الاعضاء عندما عرض عليهم في لوس انجليس وشاهده الباقون في بيوتهم عندما وزع فيديو، لكنه لم ينل ما يلزم من الاصوات، ويبدو ان النكهة الكوميدية التي اثارت لدى النقاد العرب، من بين آخرين، الاعجاب لم تصل الى نقاد الجمعية. الى ذلك، هناك موقف غير مقصود من الافلام التي تتعامل مع اي حرب، فالى جانب "بيروت الغربية" و"الحياة حلوة" اخفق الفيلمان اليوغوسلافيان "برميل بارود" و"قطة بيضاء، قطة سوداء" في دخول هذه الترشيحات وكلاهما من افضل الافلام العام. الافلام التي دخلت هذه المسابقة الى جانب "العروس البولندية" هي "الاحتفال" لتوماس وينتربيرغ السويد، "محطة البرازيل" لوولتر سايلز البرازيل - وكان سبق ان استحق "دب برلين الذهبي" في مطلع العام 1998، و"رجال مسلحون" اميركي لكنه ناطق بالاسبانية من اخراج جون سايلس و"تانغو" لكارلوس ساورا اسبانيا. بالنسبة الى الافلام الناطقة بالانكليزية فتتنافس في مسابقتين: درامية وكوميدية. في المجال الاول نجد الفيلم البريطاني "اليزابيث" للمخرج الهندي شيخار كابور. أما "اليزابيث" و"شكسبير في الحب" ففي مجال افضل فيلم كوميدي/ موسيقي. فبينما يسرد الاول بعض ملامح فترة حكم اليزابيث الاولى كما تجسدها الممثلة كايت بلانتشيت، تتحول هذه الملكة، في "شكسير في الحب" الى شخصية شبه ثانوية. لكن جيفري راش الممثل الذي خطف جوائز عدة عن دوره في الفيلم الاسترالي "بريق" موجود في كلا الفيلمين. باقي الافلام المتنافسة في قسم الاعمال الدرامية هي: "هامس الحصان" لروبرت ردفورد و"انقاذ الجندي رايان" لستيفن سبيلبرغ، و"استعراض ترومان" لبيتر واير و"آلهات ووحوش" لبيل كوندون. اما في مجموعة افلام الكوميدية/ الموسيقية فالافلام المتنافسة هي: بولوورث" لوورن بايتي، و"قناع زورو" لمارتن كامبل، و"باتش أدامز" لتوم شدياك، و"شكسير في الحب" لجون مادن"، و"لا زلت مجنوناً" لبريانا غيبسون، و"هناك شيء حول ماري" لبيتر وبوبي فارلي - الفيلم الوحيد غير المستساغ وجوده في مسابقة ما. على صعيد المخرجين فان خمسة فقط يتنافسون على الجائزة، سبيلبرغ لمرة اخرى بعد "قائمة شيندلر" و"أمسيتاد" فاز عن الاول واخفق في الثاني وشيخار كابور عن فيلم "اليزابيث" وروبرت ردفورد عن "هامس الحصان" وبيتر واير عن "استعراض ترومان" وجون مادن عن "شكسبير في الحب". استعراض الوجوه "بولوورث" كوميديا سياسية لاذعة، هو افضل فيلم اميركي اذا كان الوصول الى مثل هذه الصفة يقتضي البحث لا في اللغة السينمائية التي استخدمها بايتي وحدها بل ايضاً في رسالته التي تتولى نقد اوجه العمل السياسي الاميركي الداخلي والخارجي. عمل فذ لن نر مثيلاً له من هوليوود الا بمعجزة. "انقاذ العريف رايان" هو افضل اعمال ستيفين سبيلبرغ الى اليوم ويكاد يكون افضل فيلم اميركي هذا العام لولا انسياق المخرج وراء عواطفه. لكن "استعراض ترومان" حيث جيم كاري يؤدي دور رجل يكتشف انه مادة مصورة في برنامج تلفزيوني يبث طوال حياته، هو الفيلم الذي جذب اليه المثقفين حول العالم. بيتر واير وجد ضالته الفنية في هذا الفيلم. عنه تم ترشيح جيم كاري في مسابقة افضل ممثل درامي كذلك في السباق ذاته كل من ستيفن فراي قام بدور اوسكار وايلد في "وايلد" وتوم هانكس "انقاذ الجندي رايان"، ايان ماكيلين "آلهات ووحوش" ونك نولتي "معاناة". على صعيد الممثلات درامياً كانت هناك كايت بلانشيت "اليزابيت"، سوزان ساراندون "زوجة اب" ميريل ستريب "شيء واحد حقيقي"، اميلي واتسون "هيلاري وجاكي"، والممثلة البرازيلية التي لم تكن معروفة مطلقاً حتى هذا العام فرناندا مونتغرو عن دورها الرائع في "محطة البرازيل". اما مسابقة التمثيل الكوميدي الرجالي ففيها انطونيو بانديراس عن "قناع زورو"، وورن بايت "بولوورث"، ومايكل كاين "صوت صغير"، وروبين ويليامز "باتش أدامز" وجون ترافولتا "الوان اساسية". على صعيد الممثلات هناك كاميرون دياز عن "شيء ما حول ماري"، ميغ رايان "لديك بريد"، كريستينا ريكي "ضد الجنس"، غوينيث بولترو "شكسبير في الحب" وجين هوروكس عن "صوت صغير".