اعلنت حكومة بلغراد وقف عملياتها العسكرية في اقليم كوسوفو اعتباراً من أمس الاثنين فيما وصف مسؤول الباني ذلك بأنه ضرب من ضروب الخداع الصربية ودعا المجتمع الدولي الى عدم تصديقها الاعلان. وجاء ذلك بعدما أسفرت المواجهات في كوسوفو عن مقتل 1270 ألبانياً و126 عسكرياً صربياً اضافة الى تدمير أكثر من 15 ألف منزل وتشريد ما لا يقل عن 300 ألف ألباني داخل الاقليم وخارجه. وبعد اعتقال 915 ألباني أحيل، 325 منهم الى المحاكمة بتهمة "التمرد وارتكاب أعمال ارهابية". وأعلن رئيس الحكومة الصربية ميركو ماريانوفيتش ان العمليات العسكرية ضد جيش تحرير كوسوفو "انتهت وتوقفت في أنحاء الاقليم كافة". وأضاف في كلمة القاها في برلمان جمهورية صربيا أمس، ان القوات الصربية "هزمت جيش تحرير كوسوفو وعلى مقاتليه تسليم أسلحتهم في غضون عشرة أيام لينالوا عفواً عاماً عن تمردهم شرط ان يكونوا أبرياء من ارتكاب اعمال اجرامية". إلا أن ماريانوفيتش هدد الألبان بأن القوات الصربية على أهبة الاستعداد لشن هجمات عسكرية جديدة "إذا عاود جيش تحرير كوسوفو نشاطاً قتالياً". الرد الألباني وأبلغ مدير المركز الإعلامي لألبان كوسوفو أنور ماليوكي "الحياة" في مكالمة هاتفية من بريشتينا، ان الألبان وبالاعتماد على تجربتهم الطويلة مع الوعود الصربية، "لا يثقون بما أعلنه ماريانوفيتش ويعتبرونه ضرباً من الضروب الصربية الموجهة لخداع المجتمع الدولي والتخلص من تهديدات حلف شمال الأطلسي القائمة على تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف العنف في كوسوفو". وأوضح ماليوكي الذي تعبر تصريحاته عادة عن موقف الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا ان المجتمع الدولي أصبح خبيراً بأكاذيب الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وجرائم نظامه. وقال: "نأسف لأن هناك في العالم من لديه الاستعداد لتصديق الوعود الصربية التي ينبغي ألا تنطلي على أحد". وشدد الناطق الإعلامي الألباني على أن جيش تحرير كوسوفو "لم ينهزم ولا يزال قوياً وقادراً على الاستمرار في رد الاعتداءات الصربية". وأشار الى أن الممارسات العدوانية الصربية "هزمت فقط المحاولات لحل مشكلة كوسوفو سلمياً وأغلقت الباب أمام جلوس الطرفين الألباني والصربي الى طاولة المفاوضات وانهاء الصراع".