امتدت المواجهات العنيفة في كوسوفو الى المنطقة الغربية المحاذية للحدود مع البانيا. جاء ذلك فيما كان وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال يبحثون في بون في وضع حد للأزمة المتفاقمة في اقليم كوسوفو، لكنهم لم يتوصلوا الى فرض عقوبات محددة على بلغراد. وذكرت مصادر ديبلوماسية في بون ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت واجهت صعوبات في محاولتها الضغط على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش "لحمله على سحب قواته من كوسوفو وإجراء حوار مع الزعماء الألبان في الاقليم من دون شروط مسبقة". واحتشد آلاف من الألبان المقيمين في المانيا خارج المبنى الذي اجتمع فيه وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا، ورفعوا شعارات طالبت بمعاقبة المعتدين الصرب ومنح المواطنين الألبان في كوسوفو حق تقرير المصير. وفي كوسوفو تواصلت المواجهات بين القوات العسكرية الصربية والمقاتلين الألبان في المناطق الغربية القريبة من الحدود مع دولة البانيا. واكدت المصادر الصربية ان المعارك العنيفة دارت في اليومين الماضيين في قرى غلوجاني ودوبرافا ورزنيتش وكييفو وغرموتشيلي وجاكوفيتسا. وقال رئيس الحكومة الصربية الجديدة المتشددة ميركو ماريانوفيتش ان القوات الصربية "ستواصل مطاردة اعضاء جيش تحرير كوسوفو واستئصال جذور الارهابيين الألبان والتصدي بعنف لأي محاولة انفصالية". وفي بريشتينا حذر الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا المجتمع الدولي من اندلاع حرب شاملة في كوسوفو "اذا لم تكثف المساعي باتجاه الضغط الشديد على حكومة بلغراد". وأكد السكان الفارون من مناطق الاشتباكات الأخيرة ان عدد القتلى أكبر بكثير من الرقم الذي ذكرته المصادر الصربية. وأشار عدد من سكان القرى التي هاجمتها القوات الصربية وصلوا الى بريشتينا امس ان الصرب استخدموا الدبابات والمصفحات والطائرات العسكرية العمودية في هجومهم، ودمروا وأحرقوا العشرات من المنازل، وقتلوا واعتقلوا كل من تمكنوا منه من السكان الألبان، فيما فرت غالبية سكان القرى المستهدفة الى الغابات والمناطق الجبلية. وتظاهر آلاف من النساء الألبانيات امس أمام مركز الاعلام الاميركي في بريشتينا وطالبن بوضع حد للعنف الصربي.