اعتبر الألبان ان عدد القوات اليوغوسلافية التي سمح لها حلف شمال الأطلسي بالبقاء في كوسوفو أكبر مما كان عليه قبل بدء الهجمات الصربية في آذار مارس الماضي، ما يشكل انتهاكاً للاتفاق المبرم أخيراً مع بلغراد. واتجهت الضغوط نحو الألبان للقبول بما تم الاتفاق في شأنه بين الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش والمبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك. ووصفت مصادر غربية أمس الأربعاء ظهور مقاتلي جيش تحرير كوسوفو في مناطق انسحبت منها القوات الصربية بأنه معرقل لتسوية الأزمة في الاقليم بالوسائل السياسية. وحذر المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك من أن خطر نشوب أعمال عنف في كوسوفو لا يزال قائماً. وقال بعد محادثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان "نجاح أو فشل ما تم تحقيقه حتى الآن في كوسوفو، يتوقف على الطريقة التي سيتم فيها تطبيق الاتفاقات الخاصة بالاقليم". وفي كوسوفو، وصف السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل عودة مقاتلي جيش تحرير كوسوفو الى مناطق انسحبت منها القوات الصربية بأنها "تعيق مهمة بعثة المراقبة الأوروبية وتعرقل تسوية الأزمة بالسبل السياسية". وأوضح هيل الذي يتولى الوساطة الدولية في أزمة كوسوفو في تصريح أدلى به في المركز الإعلامي الأميركي في بريشتينا انه شدد لدى لقائه الزعماء الألبان على أن الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لا تؤيد المطالب الداعية الى استقلال الاقليم "وينبغي ان يقبلوا بحل في اطار منح كوسوفو وضعاً داخل صربيا ويوغوسلافيا". في غضون ذلك أبلغ مدير المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو انور ماليوكي "الحياة" في مكالمة هاتفية من العاصمة بريشتينا ان استمرار بقاء 25 ألف جندي وشرطي صربي في الاقليم "يفوق كثيراً العدد الذي كانوا عليه قبل الهجمات الصربية". وأضاف ماليوكي ان هذا الوجود العسكري الصربي الكبير في انحاء كوسوفو يتطلب في مقابله السماح للألبان بحماية أنفسهم بما لا يقل عن 50 ألف مسلح من بينهم "ما دام حلف شمال الأطلسي تخلى عن تدخل قواته في أزمة الاقليم". ورفض المسؤول الاعلامي الألباني المقرب من ابراهيم روغوفا تأييد التأكيدات الغربية ان الأمور تتجه نحو الحل السلمي وقال "ان ما يحدث لا ينسجم مع حقيقة الواقع الذي نراه". ومن جانبها نشرت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس اسماء مدن وقرى كثيرة لا تزال فيها قوات صربية منها في بلديات ميتروفيتسا وماليشيفو وبريزرين وسوفاريكا وغلوغوفاتس وبيتش. واعتبرت الصحيفة هذا الوجود مغايراً لما اعلن عنه المسؤولون الدوليون.