كينشاسا - اف ب، رويترز - اعلنت اذاعة "صوت الشعب" الرسمية أمس ان القوات الموالية للرئيس الكونغولي لوران ديزيريه كابيلا استعادت أول من إمس مطار كيسنغاني شمال شرق الذي كان تحت سيطرة المتمردين التوتسي. وأضافت ان "القوات المسلحة الكونغولية استعادت صباح الجمعة مطار كيسنغاني" من المتمردين البانيامولينغي كونغوليون توتسي من اصل رواندي. يُشار الى ان وسائل الاعلام الرسمية والسلطات الكونغولية لم تشر ابدا من قبل الى سقوط هذا المطار في ايدي المتمردين. من جهة اخرى توقع ديبلوماسيون في كينشاسا ان تورط رواندا في التمرد قد يؤدي الي صراع طويل او حتى الى تقسيم البلاد. وعلى رغم أن حكومة رواندا تنفي اتهامات كينشاسا بتدخلها في التمرد، يرى هؤلاء الديبلوماسيون وعاملون في منظمات اغاثة دولية وسكان في المناطق المتأثرة ان هناك أدلة لا تدحض على ان رواندا متورطة في القتال. وامتد التمرد ضد رئيس الكونغو الديموقراطية لوران كابيلا الخميس الماضي من شرق الحدود مع رواندا الى الغرب باندلاع قتال في بلدة مواندا الغنية بالنفط وقاعدة بانانا البحرية على ساحل المحيط الاطلسي. وقال مسؤول حكومي كبير اول من امس ان انصار كابيلا يقاتلون المتمردين الذين تساندهم رواندا في مواندا قرب جيب كابيندا الانغولي وفي بانانا القريبة. معروف ان جيش رواندا، الذي يغلب عليه التوتسي وافراد من اصول توتسية، قاد حرب ادغال استمرت سبعة اشهر واطاحت الدكتاتور السابق موبوتو سيسي سيكو ليتولى السلطة بدلا منه كابيلا في ايار مايو 1997. ونفس هؤلاء الافراد هم الذين يقودون التمرد الحالي الذي تفجر إثر قرار اتخذه كابيلا في 27 تموزيوليو الماضي طالب فيه رواندا بسحب جميع جنودها من الكونغو الديموقراطية. وتتهم ادارة كابيلا رواندا باثارة التمرد وارسال قوات لمساندة المتمردين. ويخشى دبلوماسيون الا يستمر اي تحالف جديد مثل التحالف الذي اتى بكابيلا الى السلطة لفترة طويلة. وقال ديبلوماسي كبير من الاتحاد الاوروبي: "لا اعتقد ان يرتكب الروانديون نفس الخطأ ثانية بمحاولة تشكيل حكومة جديدة في كينشاسا. الأرجح انهم سيلتزمون تعزيز أمن حدودهم الغربية". واشار الى ان ذلك قد يعني احتلالا فعليا وتقسيما لشرق البلاد حيث ما زالت تنشط ميليشيا قبائل الهوتو التي تقاتل الحكومة في كيغالي. واوضح مصدر دبلوماسي غربي اخر ان هناك أدلة على ان اكثر من 35 شاحنة تابعة للجيش عبرت رواندا الى بلدتي بوكافو وغوما على رغم الاغلاق الرسمي للحدود. واكد مصدر محلي وجود تحركات مكثفة للقوات عبر الحدود بينما قال مسؤول تابع للامم المتحدة في حديث خاص ان مسؤولين روانديين في كيغالي عاصمة رواندا سلموا بوجود قوات لهم في الكونغو الديموقراطية. واضاف ديبلوماسي غربي كبير في كينشاسا: "هذه ليست مفاجأة. كان الروانديون يأملون بان يعزز تغيير السلطة العام الماضي الاجراءات الامنية على حدودهم الغربية ولكن هذا لم يحدث. واعادة جنودهم من الكونغو الاسبوع الماضي كان بمثابة اشارة لهم على انه ليس هناك أمل في ان تتحسن الاوضاع ومن ثم تحتم عليهم اتخاذ اجراءات". وتزامن استياء رواندا من حكومة كابيلا مع استياء افراد قبائل التوتسي من سكان الكونغو الديموقراطية الذين يعتقدون انهم لم يحصلوا على مكافأة تتماشى مع الدور الذي لعبوه في اطاحة موبوتو الذي توفي في المنفي بعد اربعة شهور من خلعه. وقال فيكتور مبويو وزير الشؤون الرئاسية ان التمرد خططه "ضباط اجانب" من بين القوات التي تلقت تعليمات بالعودة الى كيغالي". وبعدما كانت هذه القوات من العوامل التي ساعدت كابيلا في اطاحة النظام الحاكم السابق اصبحت هي نفسها ضده الان. واوضح ديبلوماسيون ان المندوب الدائم للكونغو الديموقراطية لدى الاممالمتحدة اندريه كابانغا يسعى الان الى الحصول من مجلس الأمن على ادانة "للغزو" وهو نفس ما فعله موبوتو اثناء حملة كابيلا عليه. وقال مسؤول اميركي ان "الوضع مختلف هذه المرة. وقفت زائير باكملها من قبل وراء التمرد للتخلص من الديناصور موبوتو. والان لا اعتقد ان العالم يريد ان يرى المنطقة بأكملها تنفجر بسبب كابيلا". ويقول محللون ان كابيلا خلق صداقات قليلة وعداوات كثيرة منذ وصوله للسلطة اذ انه لم يبعد فقط مسانديه السابقين من التوتسي ولكنه قمع وسجن اعضاء من المعارضة المدنية السابقة لموبوتو مما يسهل مهمة جماعات اخرى قد تتحد ضده. وفي اطار تحركات ديبلوماسية لاحتواء النزاع افتتح سبعة من زعماء دول في وسط افريقيا وشرقها امس رسميا قمة فى مدينة شلالات فيكتوريا فى غرب زيمبابوي. وتعقد الجلسات في صورة سرية. وكانت المحادثات غير الرسمية بدأت اول من امس. وجلس رئيسا الكونغو الديموقراطية كابيلا ورواندا باستور بيزمينغو الى طاولة واحدة بينهما رئيس ناميبيا سام نغوما. ويشارك في هذه القمة ايضا رؤساء زيمبابوي وتنزانيا وزامبيا واوغندا وناميبيا.