كينشاسا، كوبنهاغن، غوما، بريتوريا - أ ف ب - اعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية زائير سابقا امس ان قواتها استعادت ثلاث مدن من المتمردين في جنوب غربي البلاد. ومن جهة اخرى اشترطت كينشاسا "انسحاب" القوات الرواندية والأنغولية "فوراً" شرطاً لوقف النار الذي دعت اليه قمة افريقية مصغرة في بريتوريا. في تطور آخر صرح وزير العدل الكونغولي الديموقراطي موينزي كونغولو في بريتوريا أمس ان بلاده رصدت أخيراً اتصالا لطائرة جنوب افريقية فوق منطقة غوما شرق يقول ان المدينة سقطت بايدي القوات الرواندية. وقال كونغولو للصحافيين ان بلاده ابلغت حكومة جنوب افريقيا بالحادث وتنتظر تفسيراتها حول وجود هذه الطائرة في مجالها الجوي. الى ذلك قال وزير الاعلام الناطق باسم حكومة الرئيس لوران ديزيريه كابيلا ديدييه مومنغي ان "قواتنا احكمت سيطرتها على مواندا وبانانا وبوما". وردا على سؤال في شأن ما ذكر عن سقوط مدينة كيسنغاني شرق أوضح مومنغي ان "المعارك مستمرة" من دون ان يؤكد او ينفي سقوط المدينة او ارسال تعزيزات اليها. وكانت القوات الانغولية التي تدخلت اول من امس الى جانب قوات الرئيس لوران كابيلا استولت على قاعدة كيتونا التي تشكل مع مدينة مواندا النفطية ومرفأي بانانا وبوما على بعد نحو 500 كلم من العاصمة كينشاسا، المثلث البحري لجمهورية الكونغو الديموقراطية. وافادت مصادر مستقلة ان قوات المتمردين بدأت تنسحب من مواقع كانت تحتلها على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة. واكدت ان القوات الانغولية سيطرت على مدينتي بانانا ومواندا واوضحت ان قوات ارسلها الى كينشاسا رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الاسبوع الماضي انطلقت في اتجاه جنوب غربي البلاد. وشوهدت حشود لقوات المتمردين غرب بلدتي كيسانتو ومبانزا - نغونغو على بعد 100 و150 كيلومترا على التوالي جنوب غربي كينشاسا. واوضحت المصادر ذاتها ان البلدتين تقعان على جانب الطريق الوطنية رقم واحد المؤدية الى ماتادي مشيرة الى ان المتمردين انسحبوا من هاتين البلدتين. الى ذلك أعلن كونغولو ان "انسحاب القوات الرواندية والانغولية الفوري" يجب ان يسبق وقف النار. واضاف كونغولو، المبعوث الخاص لكابيلا الى قمة بريتوريا، فى تصريحات لاحدى الاذاعات أمس "ان ما يعنى الكونغو بوقف النار هو الانسحاب الفوري للقوات الاجنبية، اي رواندا واوغندا. هكذا نفهم وقف النار". وتعتبر كينشاسا ان التمرد الذي بدأه مقاتلون من قبيلة التوتسي من اصل رواندي ليس سوى "عدوان" تشنه رواندا واوغندا على جمهورية الكونغو الديموقراطية وهو ما تنفيه الدولتان تماما. على صعيد اخر اكد الرئيس التنزاني بنيامين مكابا في كوبنهاغن امس ان بلاده "لا تنوي قط ان تتدخل عسكريا" في النزاع في الكونغو الديموقراطية ودعا الى "حل سياسي تفاوضي لهذا النزاع". وقال عشية زيارته الرسمية الى الدنمارك التي بدأت أمس وتستمر حتى غد: "من الممكن ان تكون هناك دول في مجموعة تنمية افريقيا الجنوبية، تعتقد بان الخيار العسكري امر ممكن اما نحن فنسعى للوصول الى حل حول طاولة المفاوضات". ورفض مكابا فكرة تدخل مسلح الى جانب كابيلا حتى وان كان بعض الجنود التنزانيين لا يزالون في الكونغو الديموقراطية لتدريب جيش كابيلا الذي دعموه اثناء هجومه الظافر ضد الماريشال موبوتو سيسي سيكو في 1997. كذلك اعربت حركة التمرد عن "ارتياحها" الى نتائج قمة بريتوريا، وقال بيزيما كاراها، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في التجمع الكونغولي من اجل الديموقراطية الجناح السياسي لحركة التمرد : "نحن مرتاحون. لقد سبق وقلنا اننا نريد مفاوضات ووقفا لاطلاق النار، الا ان المشكلة اننا لا نسمع شيئا من كابيلا". واضاف ان "وقف النار ليس مشكلة بالنسبة الينا، بل على العكس، ولكن يبدو انه يمثل مشكلة لكابيلا اذ انه لم يرد بأي شيء حتى الان". وفي بيان مشترك اعتمد بالاجماع وصدر اول من امس، دعا قادة الدول الاحدى عشرة الذين شاركوا في قمة بريتوريا الى وقف الاعمال العسكرية في جمهورية الكونغو الديموقراطية واطلاق "عملية سلمية تتمثل باجراء حوار سياسي يهدف الى ايجاد حل لجميع المشاكل القائمة حاليا".