ألتزمت السلطات المصرية الصمت لليوم الثاني في شأن المعلومات عن تسلّمها من ألبانيا أربعة إسلاميين بينهم قيادي في جماعة "الجهاد" أحمد ابراهيم النجار المحكوم غيابياً بالإعدام في قضية "خان الخليلي". ولم يصدر حتى مساء أمس أي بيان من وزارة الداخلية عن الموضوع، في حين أعلن ناشط إسلامي مصري يعيش في بريطانيا هو ياسر توفيق علي السري، المحكوم غيابياً ايضاً بالإعدام من محكمة عسكرية في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي، أن النجار والثلاثة الآخرين، وهم ماجد مصطفى ومحمد هدى ومحمد حسن محمود موجودون في أحد مقار الشرطة في منطقة "لاظوغلي" وسط العاصمة وأنهم "يتعرضون لإجراءات لإجبارهم على الاعتراف على أنفسهم وعلى غيرهم بما لم يقترفوه" . وحمل السري، الذي يدير في لندن "المرصد الاعلامي الاسلامي"، في شدة على الحكومة المصرية والادارة الاميركية، مؤكداً "أن عناصر تابعة للاستخبارات الاميركية شاركت في القبض على الأربعة وأخضعتهم للتحقيقات قبل أن تسهل للسلطات الألبانية عملية تسليمهم الى مصر. وقال أن الاستخبارات الاميركية "سبق أن مارست عملاً مشابهاً قبل نحو سنتين، حينما ألقت القبض على الناطق باسم تنظيم "الجماعة الاسلامية" المهندس طلعت فؤاد قاسم الذي كان يعيش لاجئاً في الدنمارك اثناء وجوده في كرواتيا في طريقه إلى البوسنة وسلمته الى مصر". والمعروف أن القاسمي كان محكوماً غيابياً ايضاً بالإعدام من محكمة عسكرية في 1992 في قضية "العائدون من افغانستان". ومنذ اختفائه في زغرب في آب اغسطس العام 1996 لم يعلق أي مسؤول مصري على ادعاءات الاسلاميين بتسليمه الى مصر. واعتبر السري ان ما جرى للإسلاميين الاربعة "يُعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان والقانون الدولي". من جهته أعلن السيد منتصر الزيات، محامي النجار في مصر، أنه قدم طلباً أمس الى ادارة المدعي العام العسكري لإفادته بتأكيد أو نفي ما أُعلن عن وصول موكله الى مصر. وقال ل "الحياة" ان النجار كان أبلغه عبر السيد عادل عبدالمجيد المقيم حالياً في بريطانيا والذي صدر ضده ايضاً حكم غيابي بالاعدام في قضية "خان الخليلي"، رغبتهما معاً في عدم تقديم التماسات لتخفيف الحكم الصادر ضدهما بالإعدام العام الماضي الحق الذي يكفله لهما القانون. وأكد الزيات أن الثلاثة الآخرين الذين أفيد انهم سُلموا الى مصر، لم يتهموا في أي قضية تتعلق بنشاط الجماعات الدينية ولم يرد اسم أي منهم في اعترافات المتهمين في قضايا العنف الديني وشدد على أن نشاط النجار قبل خروجه من مصر 1992 "اقتصر على العمل الدعوي ولم يشارك في أي عمل عسكري".