عادت قضية الاسلاميين المصريين الموجودين في البانيا تفرض نفسها مرة اخرى، إذ اعلنت الشرطة الالبانية ان مصرياً هو صلاح السعيد قتل في معركة مع الشرطة، اول من امس، بعدما رفض تسليم نفسه واطلق النار على افراد قوة طوقت مكان وجوده للقبض عليه فردوا عليه بالمثل وقتلوه. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الالبانية اب ارتان بيجغا ان السعيد "يعد واحداً من اخطر المطلوبين من جانب الاستخبارات الاميركية". ولم تعرف بدقة ظروف مقتل السعيد، إلا ان الناطق بيجغا اشار الى احتمال ان يكون انتحر. وفي المقابل ذكرت مصادر مصرية مطلعة ان القاهرة تدرس تقريراً حول الواقعة للتأكد من ان الشخص المقتول كان يستخدم اسمه الحقيقي ام لا، مشيرة الى ان الفارين يستخدمون اسماء مزيفة تحسباً للقبض عليهم ولتضليل الاجهزة الامنية في الدول التي يأتون اليها. وكان المرصد الاعلامي الاسلامي اعلن في الثاني من آب اغسطس الماضي ان الاستخبارات الاميركية القت القبض في البانيا على اربعة مصريين هم احمد ابراهيم النجار المحكوم غيابياً بالاعدام من محكمة عسكرية في قضية "خان الخليلي"، وماجد مصطفى ومحمد حسن محمود ومحمد صبري الذين كانوا يعملون في احدى مؤسسات الاغاثة الانسانية. وذكر ان هؤلاء سلموا الى الشرطة الالبانية التي سلمتهم الى مصر. واصدرت "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري الذي يعيش في افغانستان بياناً يوم 4 من الشهر نفسه تعهد فيه بالانتقام من المصالح الاميركية رداً على القبض على النجار وزملائه الثلاثة. واعطى وقوع عمليتي تفجر سفارتي اميركا في تنزانيا وكينيا بعد ثلاثة ايام انطباعاً بأن التنظيم ضالع في العمليتين. ونفت مصادر في هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني ما ورد في تصريحات المسؤول الالباني من ان السعيد متهم في قضية اغتيال رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور رفعت المحجوب وقضية "خان الخليلي" وعملية الاقصر الشهيرة. وأكدت ان اسم السعيد لم يرد في اي قضية تتعلق بنشاط الجماعات الاسلامية المصرية من قبل. ولفتت الى ان عمليتي المحجوب والاقصر نفذت بواسطة عناصر "الجماعات الاسلامية" في حين كان المتهمون في قضية "خان الخليلي" ينتمون الى "جماعة الجهاد". وهاتفت "الحياة" ناشطاً اسلامياً بارزاً لاجئاً في بريطانيا هو المحامي عادل عبدالمجيد المحكوم غيابياً بالاعدام في قضية "خان الخليلي" ويدير في لندن المكتب الدولي للدفاع عن الشعب المصري، فنفى ان يكون اسم صلاح السعيد ضمن المتهمين في القضية او ممن تردد انهم أعضاء في الحركات الاسلامية المسلحة، ورجح ان يكون السعيد يعمل في احدى مؤسسات الاغاثة. واعتبر عبدالمجيد ان الولاياتالمتحدة "تشن حملة على الاسلاميين في كل مكان"، ولفت الى ان جميع الاسلاميين الذين اعتقلوا خارج مصر اطلقت ضدهم اتهامات تتعلق بعملية الاقصر و"خان الخليلي" على رغم ان التحقيقات في القضيتين لم يرد فيها ما يشير الى وجود علاقة بين المتهمين فيهما. وقال عبدالمجيد: "الاميركيون لا ينتظرون أحداً واذا ثبت لديهم ان اي شخص متورط في عمل ضد هدف اميركي فإنهم يعتقلونه قبل شرطة البلد المقيم فيها هذا الشخص".