أكدت مصادر إسلامية ان البانيا اعتقلت أول من أمس إسلامياً مصرياً جديداً محكوماً غيابياً بالإعدام في مصر، بتهمة التورط في محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق عاطف صدقي عام 1993. ويأتي هذا الحادث الجديد بعد أيام من كشف إسلاميين ان البانيا، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الأميركية "سي. آي. اي"، سلّمت مصر في تموز يوليو الماضي عدداً من الإسلاميين بينهم أحمد إبراهيم النجّار، القيادي في "جماعة الجهاد" المحكوم غيابياً بالإعدام في قضية مؤامرة تفجير "خان الخليلي" في القاهرة في 1996. وكانت "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري، هددت الأربعاء قبل الماضي بالانتقام من الولاياتالمتحدة بسبب دورها المزعوم في تسليم عدد من الإسلاميين المقيمين في ألبانيا الى مصر. وبعد يوم واحد من نشر التهديد، وقعت عملية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام. وقال ناطق باسم "المرصد الإعلامي الإسلامي" ل "الحياة" أمس ان أحمد إسماعيل عُثمان الذي حُكم بالاعدام غيابياً في 1994 بتهمة التورط في قضية محاولة اغتيال عاطف صدقي، اعتُقل في وسط الشارع في تيرانا أول من أمس. وقال انه يخشى ان يحصل له ما حصل للإسلاميين الآخرين الذين قيل ان البانيا سلمتهم الى مصر. وكان مصدر في وزارة الداخلية الألبانية أقر، أول من أمس، بأن بلاده رحّلت ثلاثة إسلاميين بعدما تبيّن لها انهم "ضالعون" في مذبحة الأقصر التي قُتل فيها 60 سائحاً في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقال انه لا يعرف تفاصيل ما حصل للرابع أحمد النجار. والملفت ان الإسلاميين الأربعة الذين سُلّموا الى مصر ينتمون الى جماعة "الجهاد" أو هم قريبون منها، وليس الى "الجماعة الإسلامية" التي تبنّت مذبحة الأقصر. وقالت المصادر الإسلامية ل "الحياة" ان أحمد إسماعيل عُثمان كان يعمل في جمعية الصحوة الإسلامية للإغاثة في تيرانا، وهي الجمعية نفسها التي كان يعمل فيها الإسلاميون الأربعة الذين سُلّموا الى مصر. ويُذكر ان المحكمة العسكرية العليا في القاهرة أصدرت في 18 آذار مارس 1994 أحكاماً بالإعدام على تسعة إسلاميين ينتمون الى جماعة "الجهاد" بعضهم ينتمي الى تنظيم "طلائع الفتح الإسلامي" أحد أجنحة "الجهاد" في قضية عاطف صدقي. وبين المحكومين بالإعدام في القضية عادل السيد عبدالقدوس وياسر توفيق علي السري وصلاح السيد سليمان وعصام محمد عبدالرحمن وأحمد اسماعيل عثمان. ونظّم قرابة خمسين إسلامياً تظاهرة أمس أمام السفارة الألبانية في لندن احتجاجاً على تسليم الإسلاميين الى مصر. وفرضت قوات الأمن البريطانية طوقاً حول السفارة.