غوما الكونغو الديموقراطية - رويترز - أفاد سكان في شرق الكونغو الديموقراطية زائير سابقاً ان قوات المتمردين التوتسي يشددون قبضتهم على بلدات مهمة يسيطرون علىها في الاقالىم الشرقية للبلاد. واستبعد قائد التمرد الكومندان جان بيار اونديكان التفاوض مع الرئيس لوران كابيلا وقال ان أنصاره يعتزمون الاستيلاء على العاصمة كينشاسا. واضاف اونديكان في مؤتمر صحافي في غوما مساء اول من امس الثلثاء: "نريد تحرير الشعب من نير الديكتاتورية... وابلغكم اننا سنصل الى كينشاسا قريباً". وتابع: "لا نستطيع التفاوض مع ديكتاتور اسوأ حتى من الزعيم الراحل موبوتو. انه بدأ من حيث توقف موبوتو... ويسير على درب موبوتو". وكانت قوات اونديكان وقوات من الجيش الرواندي الذي تشكّل قبائل التوتسي غالبيته ساعدت كابيلا على خلع الديكتاتور السابق موبوتو سيسي سيكو في ايار مايو الماضي بعد حرب اهلية استمرت سبعة اشهر وبدأت في شرق البلاد. لكن قوات اونديكان تقود الآن تمرداً جديداً وقال قائدها ان لديها "ما يلزم من الوسائل والسلاح والذخيرة" لإطاحة كابيلا الذي اتهمه بالمحسوبية والفساد. ولم يتسن الحصول على تاكيد من مصادر مستقلة اذ تذاع انباء التمرد الذي مضي علىه اسبوعان من محطة اذاعة في غوما يسيطر علىها المتمردون. وفي وقت سابق، تعهد كابيلا تسليح مواطنيه لخوض ما توقع ان تكون حرباً طويلة. وابلغ الاذاعة الرسمية في مطار كينشاسا: "الاسلحة توزع على عشرات الألوف من الناس ليدافعوا عن بلدهم وليدافعوا عن سيادتهم". وقال ناطقون باسم الحكومة في كينشاسا ان القوات الموالىة لكابيلا بدأت تحسّن موقفها في مواجهة المتمردين بعدما كانت منيت بسلسلة من الهزائم في شرق البلاد وغربها. وذكر التلفزيون الرسمي اول من امس ان القوات الموالىة لكابيلا استعادت بلدة بوكافو عاصمة اقليم كيفو الجنوبي في شرق البلاد على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غوما لكن زعماء المتمردين ومقيمين في بوكافو قالوا ان البلدة لا تزال في أيدي المتمردين. وعلى الرغم من تأكيد مصادر كابيلا ان قواته استعادت زمام المبادرة في القتال، لم يرد تأكيد مستقل لذلك. ومن ناحية اخرى، قالت حكومة كابيلا انها طلبت من الاممالمتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية العمل على تحقيق "انسحاب القوات الرواندية والاوغندية" التي تقول انها دخلت البلاد لمساعدة المتمردين. وفي لواندا أ ف ب، أعلن حاكم اقليم كابيندا النفطي في انغولا امارو تاتي ان القوات الحكومية وضعت في حالة استنفار مبررا ذلك باحتمال اتساع النزاع الدائر في الكونغو الديموقراطية. واعتبر الحاكم ان الجيش الانغولي في امكانه منع النزاع من الانتشار في اتجاه التراب الانغولي. وقال إن "الظروف متضافرة للحفاظ على السيادة الانغولية". واضاف انه تم اغلاق مركز ياما الحدودي الذي يربط بين كابيندا ومدينة مواندا النفطية الكونغولية. وكانت سلطات جنوبالكونغو اغلقت الحدود في الرابع من الشهر الجاري. وقال مراسل صحيفة "جورنال دي انغولا" الحكومية الذي تمكن من الوصول الى المنطقة أول من أمس ان المتمردين منتشرين منذ الأحد على طول الحدود المحمية بالأسلاك الشائكة. وتسبب النزاع في جمهورية الكونغو الديموقراطية في ارتفاع مفاجئ في الاسعار في اقليم كابيندا، لأن سكان الاقليم اعتادوا استيراد الألبسة والآلات الكهربائية ومواد التنظيف والبيرة الكونغولية. ولذا حرم المتاجرون غير الشرعيين من مصدر دخلهم الذي يأتي من تهريب البنزين من الاقليم الى جمهورية الكونغو الديموقراطية.