صعّدت بغداد مجدداً مع مجلس الأمن أمس، ولوّح نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان بأن "كل الخيارات وارد لدى القيادة" العراقية "لإنهاء العقوبات" الدولية. وجاء هذا التصعيد عشية وصول ريتشارد بتلر رئيس لجنة نزع الأسلحة المحظورة اونسكوم الى بغداد، وبعد ساعات على رفض أميركا وبريطانيا مشروع قرار روسياً يمهد لاغلاق الملف النووي العراقي. وانتقدت موسكو أمس عجز مجلس الأمن عن اتخاذ موقف واضح من المشروع وجددت عزمها العمل لاغلاق الملف. وكرر طه ياسين رمضان ان العراق نفذ التزاماته، وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "الثورة" العراقية ان "الشعب والقيادة في العراق لن ينتظرا فترة طويلة لرفع العقوبات". الى ذلك أعربت موسكو عن "الأسف" لعجز مجلس الأمن عن اتخاذ موقف واضح من اقتراحها الداعي الى الاعتراف بتدمير العراق سلاحه النووي. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن المندوب الروسي في المجلس سيرغي لافروف ان "اعضاء في المجلس لا يبدون استعداداً" للاقرار بحقيقة ان البرنامج النووي العراقي خضع للرقابة، وان عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ان يقتصر على متابعة تنفيذ بغداد التزاماتها في هذا الشأن. وأوضح لافروف ان الفقرتين 12 و13 من القرار 687 تطلبان من العراق ان يضع بتصرف الوكالة كل "المقومات الفيزيائية" للبرنامج النووي لتتولى الوكالة اتلافها. وتابع ان أحداً من أعضاء مجلس الأمن لم يجادل في ان هاتين الفقرتين نفذتا، مشيراً الى أن روسيا تنوي العمل على "محورين متوازيين" أولهما الاعتراف بتنفيذ الفقرتين، والثاني نقل الملف النووي الى مرحلة الرقابة الدائمة. وربط سفير العراق لدى الأممالمتحدة نزار حمدون بين نتائج زيارة بتلر لبغداد وبين تفعيل العراق "الخيارات" البديلة عن استمرار التعاون مع "اونسكوم". وقال لپ"الحياة" امس: "في ضوء نتائج زيارة بتلر سيترتب البحث في الخيارات الاخرى" اذا لم تسفر الزيارة عن "عزم اونسكوم اغلاق الملفات" المتعلقة بالاسلحة المحظورة. وأكد ان "الاسابيع المقبلة ستشهد جديداً في العلاقة بين العراق والامم المتحدة". وأشار الى ان "الخيارات الاخرى لن تُكشف"، رافضاً تأكيد أو نفي ما تردد عن احتمال وقف العراق التعاون في اطار تنفيذ صيغة "النفط للغذاء" القرار 986. ورفض السفير ايضاً الخوض في امكان اتخاذ بغداد اجراءات في شأن منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه، لافتاً الى ان "التركيز ينصب الآن على موضوع رفع الحصار" الدولي. وذكّر بالمشاورات في شأن الملف النووي في مجلس الأمن، لافتاً الى ان "التعاون لم يؤد الى نتيجة". وزاد ان هناك "خيارات اخرى غير استمرار التعاون مع اونسكوم" في حال استمر الخلاف على اغلاق كل ملفات التسلح العراقي. الى ذلك اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك ان رحيل الرئيس صدام حسين، في حال حصوله، سيكون "في شكل غير متوقع". وفي جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي ليل الاربعاء، استبعد انديك احتمال تفكك العراق أو نشوب حرب أهلية فيه بعد تغير النظام. ورأى ان "السؤال هو كيفية التعاون مع معارضي النظام كي يبرزوا كبديل فاعل يمكن أن يساعد في تفكيك قبضته على السلطة".