تمسكت روسيا بموقفها الداعي الى اغلاق ملف السلاح النووي في ضوء تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن امتثال الحكومة العراقية لمطالب الوكالة. وصرح السفير الروسي سيرغي لافروف ان "هذا الملف مُغلق. ولا يوجد اي شيء آخر لاجراء التحقيق فيه. وعملية المراقبة قائمة ومستمرة". راجع ص5 وعلق لافروف على ربط الولاياتالمتحدة وبريطانيا بين اغلاق الملف النووي وبين حرية دخول عمليات التفتيش التابعة للجنة الخاصة المكلفة بإزالة الاسلحة العراقية المحظورة جميع المواقع بما فيها القصور الرئاسية. وقال "ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تواجه اية مشاكل ذات علاقة بحرية دخول المواقع. فأي ربط تتحدثون عنه؟". وكان الوفدان الاميركي والبريطاني طرحا في جلسة مغلقة لمجلس الأمن موقفهما القائل بأن لا استعداد لديهما للنظر في الاقتراح الروسي لاغلاق الملف النووي طالما لم تُحلّ مشكلة حرية الدخول الى المواقع المصنفة "حساسة" وتشمل المواقع الرئاسية. وسبق ان عرضت روسيا مشروع قرار وزعته بصورة غير رسمية بين اعضاء مجلس الأمن في اطار جهودها الرامية لاغلاق ملفات التسلح تدريجياً. وانعقد مجلس الأمن امس في جلسة مغلقة للاستماع الى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتعاطى فقط مع الناحية النووية علماً بأن اللجنة الخاصة اونسكوم التي يترأسها السفير ريتشارد بتلر تتعاطى مع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والصواريخ. ويقدم بتلر اليوم الجمعة تقريراً عن زيارته الى بغداد في مجلس الأمن. ومن المتوقع ان يبلغ المجلس الموقف العراقي الذي عرضه نائب رئيس الوزراء السيد طارق عزيز والداعي الى تجميد عمليات التفتيش حتى آخر آذار مارس الى حين انتهاء الاجتماعات التقنية للخبراء لتقويم فني لما تم انجازه وما تبقى على العراق القيام به لانهاء اعمال اللجنة الخاصة. وأعرب السفيران الاميركي والبريطاني عن خيبة املهما من نتائج زيارة بتلر في ضوء التقارير الأولية. ورفض السفير البريطاني السير جان وستون لغة التجميد التي دعا اليها عزيز. وفي بغداد أ ف ب أعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان امس أثناء استقباله وفداً نقابياً تونسياً أن العراقيين مصممون على تقديم التضحيات وعدم الاستسلام للاميركيين. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن رمضان القول ان "خلق الذرائع لإطالة أمد الحصار هو من ضمن المسلسل الاميركي العدائي ضد شعب العراق" مشيرا الى أن "العراقيين سيواجهون العام الثامن من الحصار مواجهة الابطال ويعلنون الجهاد المقدس لرفعه ليثبتوا أنهم لن يتنازلوا عن مبادئهم ومقدساتهم مهما غلت التضحيات". وأكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية ديريك فاتشيت امس ان بلاده "تريد الوصول الى حل ديبلوماسي" للأزمة مع العراق. وقال ان الغرب "لا يزال متمسكاً بالخيار الديبلوماسي". وتابع في مؤتمر صحافي ان عملاً عسكرياً "غير وارد إلا كآخر وسيلة". وكرر ان الغرب "لن يقبل بالقيود" التي يحاول الرئيس صدام حسين فرضها على لجنة نزع السلاح.