تبدأ في نيروبي اليوم جولة جديدة من محادثات السلام السودانية بين الحكومة ومتمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق، وسط أجواء من التشاؤم من امكان احراز تقدم. وسيركز الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، في محادثات يجريها اليوم مع الرئيس الكيني دانيال أراب موي على سبل إنهاء النزاع السوداني الذي ترعى كينيا الوساطة فيه. وسيرأس وفد الحكومة في المفاوضات التي تختتم مساء غد الثلثاء وتعتبر أقصر جولة مفاوضات بين الحكومة السودانية والمتمردين، وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل في حين يقود وفد حركة قرنق الكوماندور نيال وليام دينغ. وكان اعلن ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ونائب قرنق الكوماندور سيلفا كير سيقودان الوفدين. وكان الرئيس السوداني عقد مساء السبت، وبعد وقت قصير من عودته من زيارة الى تشاد اجتماعا لمجلس الامن والدفاع السوداني. وقال مصدر رسمي سوداني ان مجلس الامن والدفاع اختار وزير الخارجية لرئاسة الوفد بدلاً من نائب رئيس الجمهورية . ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية عن وزير الاعلام السوداني الدكتور غازي صلاح الدين العتباني قوله ان عثمان "تلقى تفويضاً بالدخول فوراً في المحادثات للتوصل الى حلول ملموسة" ووضع حد لخمسة عشر عاماً من الحرب الاهلية. وتعقد جلسة افتتاح المفاوضات ظهر اليوم في قاعة جومو كينياتا في وسط العاصمة الكينية ثم تنتقل الجلسات بعد ذلك الى احدى ضحايا العاصمة. وسيمثل كلا الوفدين ستة مفاوضين في حضور لجنة "الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد وممثلين عن دول اوروبية وافريقية بصفة مراقبين. وتستمر المفاوضات طوال يوم غد الثلثاء وتختم في مساء اليوم ذاته وفقا لبرنامج وزعته سكرتارية لجنة الوساطة. وتشير الاجواء العامة للمفاوضات الى عدم وجود تفاؤل بنجاح هذه الجولة في معالجة النزاع، الا ان ممثلي الاتحاد الاوروبي الذين سيحضرون الجلسات اعربوا عن امل في التوصل الى وقف لاطلاق النار يساعد في تسهيل عمليات توصيل المساعدات الى سكان اقليم بحر الغزال الذي تضرر من قتال وقع اخيراً اثر هجوم المتمردين على ثلاث مدن رئيسية في الاقليم. وقال رئيس الوفد الاوروبي جان كلود أسينو في تصريحات صحافية أمس: "سنسعى الى تحقيق وقف لاطلاق النار لتسهيل عملية نقل الاغاثة". وكانت الخرطوم عرضت وقفاً لاطلاق النار بعد ورود انباء عن نزوح اعداد كبيرة من السكان إثر هجوم المتمردين. ودعا أسينو الحكومة السودانية الى التفاوض مع قرنق حول إقتراح مثير للجدل أدى الى افشال الجولة الماضية من المفاوضات يركز على "إقامة كونفيديرالية من دولتين" شمالية وجنوبية في السودان. ووصل الامين العام للامم المتحدة أمس الاحد الى كينيا المحطة الثالثة في جولة يقوم بها على ثماني دول من افريقيا الشرقية والوسطى. ويجري انان، الذي زار حتى الآن اثيوبيا وجيبوتي، محادثات اليوم الاثنين مع الرئيس الكيني دانيال اراب موي في شأن الحرب الاهلية في السودان تتزامن مع مفاوضات السلام السودانية.