جدد الرئيس السوداني الفريق عمر البشير، بعد اجتماعه امس مع وفد دول "ايغاد"، اتهامه للحكومة الاميركية بالسعي الى "اجهاض محاولات السلام" في بلده. وقال في تصريح صحافي ان زيارة الرئيس بيل كلينتون الاخيرة لاوغندا، في اطار جولته الافريقية الحالية "ابرزت العداء الاميركي للسودان". وأكد الرئيس السوداني سعي بلاده الى تحقيق السلام على رغم "العوائق التي تضعها الولاياتالمتحدة وبعض القوى الكبرى" التي لم يسمها. بيد ان اللواء سيمبا بوباي، وزير شؤون الرئاسة الكيني، مبعوث الرئيس دانيال أرب موي راعي محادثات "ايغاد"، نفى ان تكون لجولة كلينتون الافريقية اي تأثير مباشر على مفاوضات نيروبي المرتقبة بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية السودانية امس، ان كلينتون لم يزر كينيا راعية المفاوضات ولم يلتق رئيسها، كما انه لم يلتق بأي من طرفي النزاع. وأكد تصميم دول إيغاد التي يقود وفدها الى الخرطوم، على انجاح جولة المفاوضات المقبلة. وفي رده على اسئلة الصحافيين قال اللواء سيمبا ان مصر لن تشارك في مفاوضات نيروبي باعتبارها من غير اعضاء دول "ايغاد" التي تضم كينيا واوغندا واثيوبيا واريتريا وجيبوتي. وأضاف ان المعارضة الشمالية في السودان لن تشارك هي الاخرى في المفاوضات لأن "إيغاد" معنية في هذه المرحلة بمعالجة مشكلة جنوب السودان فقط وليس مشاكل كل السودان. لكنه عبّر عن ترحيبه بمشاركة وفد الكنائس السودانية في المفاوضات شرط ان يكون جزءاً من الوفد الحكومي وليس كياناً منفصلاً. وعن موعد جولة المفاوضات المقبلة قال رئيس وفد "ايغاد" الى الخرطوم انه لم يتحدد بعد وان ذلك سيكون معلوماً بعد لقائه العقيد جون قرنق في المحطة الاخيرة في جولته التي شملت كلاً من اثيوبيا واريتريا. ويُتوقع ان يرفع تقريراً للرئيس الكيني ارب موي الذي سيعلن بناء على التقرير، موعد جولة المفاوضات المقبلة. وفي هذا الخصوص رجّح الدكتور حسن عابدين مدير الشؤون السياسية في الخارجية السودانية، ان يكون النصف الثاني من نيسان ابريل المقبل موعداً للجولة المرتقبة، مشيراً الى ان الحكومة تسعى الى انجاح المفاوضات "بابداء المرونة اللازمة اذا ما تعاون الطرف الآخر، وعلى استعداد لاعلان وقف النار من دون قيد او شرط". وقال في تصريح الى "الحياة" ان اتفاقية الخرطوم للسلام التي ابرمتها الحكومة السودانية في نيسان 1997 مع عدد من الفصائل المنشقة عن العقيد جون قرنق "لبت مطالب الحركة الشعبية كافة بما فيها حق تقرير المصير". لكنه لمّح الى ان للحركة الشعبية "جدول اعمال آخر وطروحات جديدة تتجاوز قضايا الجنوب لتشمل مشاكل السودان كله". ولاحظ ان دول "إيغاد" لا تتعامل مع هذا الطرح و"ترفض مناقشة اي جدول اعمال يتجاوز مشكلة الجنوب". الى ذلك أ ف ب، ذكرت صحيفة "الوان" السودانية المستقلة السبت أن سلطات ولاية البحر الاحمر شرق السودان دعت الى تقديم مساعدات طبية عاجلة لتتمكن من مواجهة الملاريا التي ادت الى وفاة 109 أشخاص اخيراً. ونقلت الصحيفة عن مصدر في لجنة تحقيق برلمانية أن ثلاثة آلاف شخص تقريبا أصيبوا بهذا المرض في هذه الولاية. وحمل رئيس اللجنة عثمان ابراهيم شوف وزير الصحة في هذه الولاية صادق جسم الله مسؤولية هذا الوضع بعد ان رأى ان الاجراءات التي اتخذها الفريق المحلي للوزارة لمكافحة الوباء "غير كافية".