تعرضت حكومة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس الثلثاء الى ضغوط متزايدة مطالبة بإجراء اسلام آباد تجربة نووية على غرار ما فعلته نيودلهي أول من أمس. وتوقعت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو ان تقدم باكستان على اختبار نووي رداً على الاختبار الهندي لإعادة التوازن الى المنطقة. وفي الوقت نفسه، طالب زعيم الجماعة الاسلامية الباكستانية قاضي حسين أحمد باجراء اختبار نووي فوراً. وأوضح أحمد انه "إذا لم تعمد الحكومة الى ذلك تحت ضغوطات اميركية فهذا يعني اننا اسلمنا سيادتنا الى الولاياتالمتحدة وأصبحنا عبيداً لأميركا". وقال نواز شريف للصحافيين اثر عودته من زيارة الى الماآتا أمس ان حكومته "تدرس كل الخيارات. وستتخذ قرارها في ضوء مقتضيات الأمن القومي والمصلحة القومية العليا. وفي اشارة الى امكان تعرض بلاده لضغوط اميركية، قال شريف: "سنتخذ قرارنا ولا أحد يستطيع ان يملي علينا". وقال العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان بعد اجتماعه مع شريف الذي استدعاه للتشاور ان على باكستان ألا تقلق من الاختبار النووي الهندي لأننا مستعدون لدرء أي أخطار". وأبدى استعداده لاجراء اختبار نووي اذا اتخذت القيادة السياسية قراراً بذلك. وقال: نحن مستعدون لتنفيذ ما نؤمر به، فنحن كالطباخ الذي يحضر الأطباق وحسب الطلب. وأشارت مصادر باكستانية الى قدرة باكستان على تجميع مكونات القنبلة في أيام. وظهر من التصريحات التي صدرت عن القادة الباكستانيين انهم لم يفاجأوا بهذا التطور المتوقع. وقال قائد الجيش الباكستاني الجنرال جهانكير كرامت ان التجربة الهندية "لم تكن مدعاة للاستغراب، فهي تنسجم مع بيانات حزب جاناتا بارتي" الحاكم في الهند. أما زعيمة المعارضة بينظير بوتو فذكرت انها منذ سنتين تلقت معلومات عن عزم الهند إجراء اختبار نووي. وأضافت: "لقد سعينا الى ممارسة ضغوط عليهم الهنود من خلال الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لكن هذه الدول لم تفعل شيئاً طوال هذه الفترة". وفي وقت دعت أحزاب سياسية فاعلة الى اجراء هذا الاختبار، طلبت طبقة المثقفين والنخبة بممارسة لعبة الانتظار لرؤية ما ستفعله واشنطن من تهديدات بفرض العقوبات الاقتصادية على الهند، خصوصاً وان باكستان لا تقوى على الصمود في حال فرضت عليها مثل هذه العقوبات. وتدعو هذه الشريحة الباكستانية الى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية لعزل حكومة نيودلهي. ورغم قناعة بعض المحللين ان دولاً غربية عدة لن تجرؤ على قطع علائقها الاقتصادية مع الهند كونها سوق ضخمة وهائلة لبضائعها الا ان المراقبين يعتقدون ان فرض عقوبات اقتصادية لمدة عامين متواصلين ستلحقان أشد الضرر بالاقتصاد الهندي. وكانت الحملة الدولية وصلت ذروتها أمس منددة بالاختبار النووي الهندي حين سحبت استراليا ونيوزيلاندة سفرائها من نيودلهي، ودعت خارجية عدد من البلدان سفراء نيودلهي المعتمدين لديها وأبلغتهم احتجاجات بلادهم على اختبار أول من أمس، وهددت اليابان بسحب قروض كانت منحتها الى الهند تقدر ببليون دولار اميركي. واكتفت روسيا والصين بإدانة التجارب النووية الهندية. ورأى البعض ان نيودلهي ما كان لها ان تقدم على هذه الخطوة لو لم تدرس هذه الاحتمالات كافة. وقالت مصادر باكستانية ل "الحياة" ان خطوة نيودلهي هدفت الى "جس نبض" باكستان والتحقق من امتلاكها للسلاح النووي كما تدعي.