أعلن رؤساء روحيون مسلمون لبنانيون امس رفض الشروط الاسرائيلية لتطبيق القرار الدولي الرقم 425. وطالبوا اللبنانيين "بتعزيز وحدتهم وطي ملفات الخلاف والتنسيق مع سورية"، لمواجهة "المناورة الاسرائيلية". وقال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "ان لبنان يجتاز مرحلة دقيقة تتطلب الكثير من الوعي والحذر للتصدي للإعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب والبقاع الغربي وإحباط المخططات الإسرائىلية التي تستهدف أمن الوطن واستقراره من خلال طروحاتها المشبوهة لتنفيذ القرار 425". وأضاف "ان اللبنانيين اجمعوا على رفض المناورة الإسرائىلية الجديدة التي تهدف الى اعادة اجواء الفتن الى الجنوب وفصل المسارين اللبناني والسوري، وتحويل الجيش اللبناني قوات أمن لحماية الحدود الاسرائيلية". ورأى "ان تمسك لبنان بتحرير أرضه المحتلة يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تنفيذ القرار 425 من دون قيد او شرط ووفقاً لنصوصه الواضحة التي لا تحتاج الى اي تفسير او تأويل"، موضحاً "ان مواجهة الطروحات الاسرائيلية المشبوهة ومناوراتها تفرض على اللبنانيين تعزيز وحدتهم الوطنية وطي الملفات الخلافية والتمسك بالتنسيق مع الشقيقة سورية والإنصراف الى المعركة السياسية والديبلوماسية مع العدو الاسرائيلي بالزخم نفسه الذي تخوضه المقاومة البطلة يومياً في المواجهة العسكرية". وحيّا المفتي قباني "ارواح شهداء قانا الأبرياء وشهداء المقاومة الأبرار الذين بذلوا ارواحهم ودماءهم وأوقعوا في صفوف العدو المحتل من الخسائر والهزائم ما فرض عليه الانصياع لقرار الانسحاب من الاراضي اللبنانية". وقال رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ان مجلس الأمن الدولي "حاول ان يتستر على مجزرة قانا ويغطي جريمتها، وهي احدى جرائم الحرب الكبرى في التاريخ". وطالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان "ان يعمل في اطار ما يجعله موضع ثقة من العالم وألاّ يكون اداة في يد بعض الدول". وأضاف "لن نمانع ابداً في ان تطبّق اسرائىل القرار 425 وتنسحب من دون شروط. واذا لم تنفّذه كما هو فسنظل نقاوم بالسلاح، وحركة المقاومة ستستمر وسنعمل على توسيعها". وقال ان "لا مساومة على رأس المقاومة ولا على سيادتنا واستقلالنا. اما ماذا سيحدث بعد الانسحاب فهذا عملنا، وعندنا دولة ومجتمع ونعرف مسؤولياتنا الدولية والوطنية وسنتصرّف وفقاً للقوانين". شمس الدين وأعرب الامام شمس الدين عن عدم ثقته بمجلس الأمن "الذي تواطأ مع اسرائيل 20 عاماً" لعدم تنفيذ القرار 425 "وحين صارت في المأزق وأعلنت انها تريد تنفيذه لمصلحتها لا لمصلحتنا او لمصلحة السلام في المنطقة والعالم، جاء مجلس الأمن ينصحنا بأخذ عرضها مأخذ الجد". وأبدى شكاً في سلوك أنان، وطلب منه ألاّ يكون وسيط اسرائىل ومنفّذاً لوجهة نظرها. وعارض الحديث عن القرار 426 "لأنه يخفي مشروع تفسير جديد للقرار 425". ودعا الى "تسليم الجنوب الى الجيش والقوى الأمنية اللبنانية بضمانات ألاّ يكون لبنان رهينة ومركزاً للوثوب على سورية او اي دولة عربية اخرى". ورحب بلقاءات القمة العربية وآخرها بين الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري حافظ الأسد "لأننا نحتاج الى التضامن والتوافق في وجه الخداع". وسجل ارتياحاً الى القمة اللبنانية - السورية الموسعة الاخيرة "لإسهامها في عودة الاستقرار الى لبنان". قبلان وشدد نائب رئىس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالامير قبلان على "ضرورة صمود اللبنانيين وعدم الوقوع في الشرك الاسرائيلي"، معتبراً ان مجزرة قانا "تحكي في وضوح قصة علاقة اسرائيل المشبوهة بالسلام". وقال "ان لبنان لن يستسلم لمثل هذه المناورات المكشوفة ولن يساوم على حقه وأرضه ولن يسمح لا لإسرائيل ولا لغيرها بالمتاجرة بدماء الأبرياء". وطلب من المسؤولين "عدم اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية لأن الظروف الراهنة لا تسمح بإجرائها وأن يكونوا اكثر تعقلاً وأكثر مكاشفة للحقائق مع شعبهم".