اختلفت مواقف الزعماء الألبان في كوسوفو امس الاربعاء في شأن عرض حكومة صربيا اجراء مفاوضات علنية لحل المشاكل القائمة بين الطرفين. وذكرت مصادر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش رفض تولي رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس مهمة تقصي الحقائق في كوسوفو. في غضون ذلك بدأ وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني توني لايد امس جولة في البلقان موفداً خاصاً للحكومة البريطانية التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي تشمل مقدونيا والبانيا ويوغوسلافيا. وتوقع تلفزيون بلغراد في نبأ له من موسكو ان يصل وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف الاثنين المقبل الى بلغراد ومن ثم الى بريشتينا لبحث قضية كوسوفو. وتفاوتت مواقف الاطراف الالبانية الرئيسية في كوسوفو في الرد على عرض الحكومة الصربية اجراء محادثات مع ممثلي الالبان المعنيين بإنهاء المشاكل القائمة بصورة علنية لتسوية الأزمة الخاصة بكوسوفو "على اساس سيادة صربيا". ونقل المركز الاعلامي الالباني في كوسوفو عن زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الالباني الذي يقود الحركة الوطنية السلمية انه "مستعد للمشاركة في المحادثات مع الحكومة الصربية اذا لم تكن مشروطة وسيتمسك بمطلب الاستقلال خلالها". وفي تصريح خاص الى "الحياة" أفاد مسؤول في المركز ان التقويم العام لدى ألبان كوسوفو لعرض بلغراد "انه جاد لأنه جاء في وقت الغليان العارم الذي يجتاح سكان كوسوفو الألبان بسبب المجازر التي ارتكبتها القوات الصربية في الأيام الأخيرة". وأوضح المصدر ان أي جهة البانية في كوسوفو لم تستلم العرض بصورة رسمية "وكل معلوماتنا عنه قائمة على ما تناقلته وسائل الاعلام". ومن جانبه رفض آدم ديماتشي الذي يرأس الحزب البرلماني الالباني حزب رئيسي في كوسوفو العرض الصربي ووصفه بأنه نوع من المخادعة. وقال في تصريح صحافي: "لا نستطيع التفاوض بصورة متكافئة وطبيعية في الظروف الراهنة التي يسودها الارهاب والعمليات العسكرية ضد القرى الالبانية". وأضاف: "لم يكن الالبان أبداً ضد الحوار الا ان النظام الصربي اختار الارهاب والعنف واصر على شرطه بفرض دستور صربيا على كوسوفو". وأوضح قائلاً: "لو كنت محل ابراهيم روغوفا لطلبت اعادة أوضاع كوسوفو الى طبيعتها قبل البدء بأي حوار لأن الجلوس مع زعماء الصرب في ظل الظروف القائمة يجعلنا ضعفاء وجبناء". ورفض جيش تحرير كوسوفو في بيان اصدره امس العرض الصربي ودعا الى "مواصلة النضال من أجل تحرير كوسوفو ومعاقبة النظام الصربي على الجرائم التي ارتكبها بحق الألبان". من جهة اخرى وجه المبعوث الاميركي الخاص الى مناطق البلقان روبرت غيلبارد انتقاداً شديداً الى حكومة بلغراد بسبب اجراءاتها في كوسوفو. وقال: "ان الشرطة استخدمت القوة الغاشمة في هجماتها الكاسحة التي كانت خارجة تماماً عن حدود حكم القانون". ودان غيلبارد منع السلطات الصربية منظمات الاغاثة الدولية التي حاولت ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق الالبانية التي شملها الهجوم الصربي. وأكدت صحيفة "ناشابوريا" المستقلة الصادرة في بلغراد امس ان السلطات الصربية منعت هيئات الاغاثة المحلية والدولية من الوصول الى النازحين الالبان في كوسوفو وتقديم المساعدات الانسانية اليهم. وذكر تلفزيون بلغراد المستقل امس ان القوات الصربية واصلت عملياتها الهجومية في مناطق متطرفة من كوسوفو "لملاحقة ما تبقى من الارهابيين وتمشيط الاقليم لإنهاء أعمالهم التخريبية". وأشار التلفزيون الى ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش رفض طلب تولي رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس رئاسة بعثة لتقصي الحقائق في كوسوفو لأن ميلوشيفتيش "اعتبر ان المهمة التي قام بها غونزاليس العام الماضي في يوغوسلافيا انتهت". ونقل التلفزيون عن مصادر المنظمة "انها تأمل بأن يعيد ميلوشيفيتش النظر في قراره"