ألغى المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد زيارته المقررة امس الجمعة لاقليم كوسوفو في صربيا والذي يشهد توتراً متصاعداً. وفي الوقت نفسه، أكدت السفارة الاميركية في بلغراد ان محادثات غيلبارد مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش كانت صعبة ومرهقة، ما حدا بالمراقبين الى الاعتقاد ان إلغاء الزيارة جاء نتيجة خلاف حاد بين الجانبين. وبث تلفزيون بلغراد ان غيلبارد "لم يتمكن من السفر الى مدينة بريشتينا كبرى مدن الاقليم بسبب سوء الاحوال الجوية". وغادر غيلبارد بلغراد متوجهاً الى مدريد للقاء رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس الذي رأس لجنة أوروبية مطلع العام الماضي حول مشكلة الديموقراطية في صربيا. ويعاني الاقليم ذو الغالبية الالبانية من توتر بين سكانه والسلطات الصربية. وأشار التلفزيون الى ان غيلبارد اتصل هاتفياً بزعيم البان كوسوفو ابراهيم روغوفا وأبلغه إلغاء زيارته ومغادرته صربيا. وعلمت "الحياة" ان الاحوال الجوية كانت طبيعية في بريشتينا والأحوال الجوية اعتيادية بالنسبة لهبوط الطائرات وإقلاعها. وكان مقرراً في جولة غيلبارد الحالية في البلقان ان يزور بريشتينا برفقة مدير الدائرة السياسية في وزارة الخارجية الالمانية فولفغانغ ايشيغير، ويجتمعا مع زعيم الحركة الوطنية الالبانية في كوسوفو رئيس جمهورية كوسوفو المعلنة من طرف واحد ابراهيم روغوفا وغيره من الزعماء السياسيين الألبان وقادة الطلبة. وأوضح في تصريحاته الصحافية ان زيارته لكوسوفو تهدف الى توضيح "ان الولاياتالمتحدة تعارض على حد سواء النشاطات الارهابية التي تقوم بها جماعات البانية وأعمال العنف التي تمارسها السلطات الصربية، وان الحل ينبغي ان يستند إلى اعادة الدراسة بكافة مراحلها للطلبة الألبان وانهاء العنف الحالي وإقامة حوار بين الجانبين الصربي والالباني يعتمد على حقوق الالبان وبقاء كوسوفو جزءاً من يوغوسلافيا". وكان غيلبارد اجتمع مع ميلوشيفيتش لساعات عدة ليل أول من امس. وألغى مؤتمراً صحافياً كان مقرراً ان يعقده بعد محادثاته. لكن السفارة الاميركية في بلغراد افادت ان غيلبارد "مرهق وغير مرتاح الى حد كبير لنتائج محادثاته مع الرئيس ميلوشيفيتش". وذكر تلفزيون بلغراد المستقل "ستوديو بي" نقلاً عن مصادر مطلعة ان محادثات غيلبارد مع ميلوشيفيتش "تناولت تطبيق اتفاق دايتون للسلام في البوسنة والوضع المتوتر في كل من جمهورية الجبل الاسود واقليم كوسوفو وان مواقفهما في شأن هذه القضايا كانت متباعدة". من جهة اخرى، فرضت السلطات في الجبل الأسود امس وبعد 24 ساعة من تسلم رئيسها الجديد ميلو جوكانوفيتش منصبه، اجراءات أمنية مشددة لمنع التظاهرات. وأعلنت وزارة داخلية الجمهورية ان الوضع كان هادئاً وتم اعتقال 13 شخصاً من الذين تزعموا الاحتجاجات الأخيرة، وواصلت الاجهزة الأمنية ملاحقة عدد آخر من مثيري الاضطرابات والذين استخدموا النار والعنف ضد أفراد الشرطة. كما أعلنت ان المحققين يعملون على جمع الأدلة الجنائية ضد الرئيس السابق مومير بولاتوفيتش الذي شارك بالاخلال بالامن وتهديد الاستقرار العام.