انتشرت وحدات من القوات المسلحة الألبانية تعززها طائرات هليكوبتر عسكرية في مدينة شكودير الشمالية، إثر تحصن مجموعة مسلحة في المدينة وقيامها باقتحام مخفر للشرطة واطلاق سراح معتقلين معارضين داخله. ونقلت اذاعة تيرانا أمس الاثنين عن وزير الداخلية الالبانية تريتان تسيكا ان الوحدات العسكرية التي ارسلتها الحكومة إلى مدينة شكودير حاصرت المجموعة المسلحة المؤلفة من حوالى 30 شخصاً مع المعتقلين الذين اطلق سراحهم. واقتحم الجنود حصوناً أقامها المسلحون على جسر مؤدٍ إلى المدينة. وتبادل الجانبان اطلاق النار وتدخلت طائرتا هليكوبتر عسكريتان واطلقتا النار في اتجاه المسلحين الذين كانوا يحملون صواريخ مضادة للدروع. وفوت الجنود على المسلحين فرصة الفرار من المدينة. وقال وزير الداخلية إن القوات المسلحة استعادت السيطرة على شكودير وأقامت حواجز للبحث عن المشاركين في الهجوم على مراكز الشرطة. ووصف ما حدث بأنه "عمل ارهابي استهدف زعزعة الوضع في البانيا". وعلمت "الحياة" من مصدر الباني مطلع أن المهاجمين والسجناء هم من أنصار كل من المطالب بعرش البانيا ليكا زوغو والرئيس الألباني السابق صالح بريشا. وأضاف المصدر ان الجماعة المسلحة أضرمت النار في مقر المحكمة الرئيسية في شكودير وحصلت حوادث سلب ونهب متفرقة في المدينة. ويذكر أن شكودير هي أكبر مدينة في شمال البانيا وتقع قرب الحدود مع جمهورية الجبل الأسود الاتحاد اليوغوسلافي، وتعتبر من أهم المعاقل المؤيدة لعودة الملكية إلى البانيا، وتعارض الاشتراكيين الذين غالبيتهم من الجنوب. على صعيد آخر، عبر المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة البلقان روبرت غيلبارد عن دعم بلاده لموقف قادة الأقلية الألبانية في كوسوفو. ودان استخدام السلطات الصربية القوة بشكل متزايد لقمع انتفاضة الألبان في الأقليم. وزار غيلبارد في اليومين الماضيين صربيا بهدف وقف المواجهات بين الصرب والألبان، وايجاد حل لمشكلة اقليم كوسوفو. وأجرى في مدينة بريشتينا، عاصمة الأقليم، محادثات مع إبراهيم روغوفا وغيره من زعماء الألبان، كما اجتمع بممثلي الأقلية الصربية في الأقليم، وأكد على "ضرورة بدء حوار ايجابي لمنع تصعيد أعمال العنف وبحيث يؤدي إلى حل شامل للمشاكل ويوفر الثقة بين الطرفين الصربي والألباني". ووصف المبعوث الأميركي القيادة السياسية لألبان كوسوفو بأنها واقعية وتسعى إلى حل سلمي بالوسائل المشروعة "ما يجعلها جديرة بدعم الولاياتالمتحدة". واعتبر العمليات التي يقوم بها جيش تحرير كوسوفو السري أعمالاً ارهابية لا تخدم مصلحة الألبان، موضحاً أن واشنطن "تعارض الانفصال وتغيير الحدود وتدين الارهاب". وأشار غيلبارد إلى قلق بلاده بسبب الوضع الخطير في كوسوفو. ودعا إلى تنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه عام 1996 بخصوص عودة المدارس والكليات الألبانية إلى مبانيها الحكومية فوراً. وأوضح ان قضية كوسوفو ليست من الأمور الداخلية ليوغوسلافيا وينبغي أن يحصل الألبان الذين يشكلون غالبية السكان، حكماً ذاتياً واسعاً شبيهاً بما كان متوافر لهم قبل 1989. وحذر بلغراد من أنها "ستتعرض لعزلة شديدة إذا حاولت حل مشكلة كوسوفو من خلال توسيع عمليات قوات الجيش والشرطة". وعبر زعيم البان كوسوفو إبراهيم روغوفا في اتصال هاتفي مع "الحياة" عن ارتياحه لزيارة المبعوث الأميركي التي يعلق الألبان عليها امالاً كبيرة في تواصل مساهمة الولاياتالمتحدة "لإيجاد حل لمشكلة كوسوفو وإنهاء الحال الصعبة والمعقدة ووقف تزايد أعمال العنف والارهاب".