أشار الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم الى ان الافكار الاميركية المقدمة للقيادة الفلسطينية تقترح توسيع المنطقة أ في اعادة الانتشار لتصل الى 16 في المئة من مجمل اراضي الضفة الغربية وتوسيع المنطقة ب لتصل الى 24 في المئة منها. وأضاف عبدالرحيم، الذي كان يتحدث خلال حفل تخريج عسكري في مقر قيادة الشرطة الفلسطينية في غزة، ان الافكار الاميركية "ليست رسمية ولا نقبل بأن تكون رسمية ولا تحمل مقترحات محددة تجبر الحكومة الاسرائيلية على تنفيذ الاتفاقات". وفي تصريحات الى التلفزيون الفلسطيني، قال عبدالرحيم ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قال للسيدة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية خلال زيارتها الى المنطقة انه "اذا كان العراق، كما تقول الولاياتالمتحدة ينقض قرارات الاممالمتحدة، في الوقت الذي يوجد فيه خلاف بين القوى العظمى بشأن صحة هذه المخالفات، فان هناك اجماعاً دولياً على ان اسرائيل نقضت قرارات الاممالمتحدة مئات المرات، فلماذا تكيلون بمكيالين"؟ وأشار عبدالرحيم الى "ان البعض في الادارة الاميركية يقوم بالتواطؤ مع مناورات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، في لعبة تضيع الوقت". وقال ان الجانب الفلسطيني "تحقق خلال المحادثات الاخيرة في رام الله من ان العديد من المعلومات لا يصل عبر قنوات التفاوض الى الرئيس الاميركي ووزيرة خارجيته. وتعكس تصريحات المسؤول الفلسطيني عدم رضا وخيبة امل شديدين بات يشعر بهما المسؤولون في غزة، حيال الطريقة التي تدير بها واشنطن المفاوضات والتي اصبح الرأي العام يرى فيها مضيعة للوقت، خصوصاً بعدما اخفقت اللقاءات والاتصالات المتنقلة بين العواصم في التوصل الى اي نتيجة ملموسة، لا في وقف النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية ولا في تنفيذ اي من استحقاقات المرحلة الانتقالية، وذلك على مدى العام الماضي. وفيما بدا انه اعادة تأكيد لثوابت الموقف الفلسطيني، وايضاحها للرأي العام وللولايات المتحدة، قال عبدالرحيم، ان الجانب الفلسطيني لن يقبل على الاطلاق بأي محاولة تستهدف اسقاط المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار، أو الالتفاف والتحايل على الاتفاقات المعنية بهذا الموضوع، من خلال دمج مرحلة بمرحلة اخرى، او تجزأة المرحلة الواحدة. ورفض الطروحات التي قدمت الى الفلسطينيين، وتقضي بتنفيذ اعادة الانتشار من المنطقة د الى المنطقة ب، ومن ب الى أ. وقال ان هذا مخالف للاتفاقات، مشيراً الى ان الاتفاق ينص على انهاء الصلاحيات الامنية الاسرائيلية في المنطقة ب للتحول الى منطقة أ، واعادة الانتشار في كل المنطقة د لتصبح أ. وقال ان من المفروض ان تنتهي المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار بحسب اتفاقية بروتوكول الخليل، في موعد لا يتجاوز منتصف العام الحالي 1998، وان تنسحب اسرائيل في هذا التاريخ من ما مجموعه 90 في المئة من اراضي الضفة الغربية، باستثناء 10 في المئة تبقى لمفاوضات الوضع النهائي، وهي تشمل القدس والمستوطنات والحدود والثكن العسكرية. وأوضح عبدالرحيم ان القيادة الفلسطينية تدرس الافكار الاميركية "ولا تستطيع ان تقول لها جميعاً نعم أولاً، كما لا تستطيع قبولها او رفضها"، مشيراً الى ان الادارة الاميركية "لم تمارس دوراً اساسياً ومحايداً كراعية اولى لعملية السلام". وتابع: "نشترط في اي افكار او اقتراحات تقدم لانقاذ عملية السلام ان تراعي ثلاثة شروط هي: أولاً: ان تلتزم الاتفاقات الموقعة كأساس ومرجعية لعملية السلام. وثانياً: وقف الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب في الاستيطان وتهويد القدس. وثالثاً: تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية: المطار، الميناء، الممر الآمن، والافراج عن المعتقلين".