واصلت لجنة التوجيه العليا الفلسطينية - الاسرائىلية اجتماعاتها في القدس امس بحضور المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس. وكان اتفق على عقد هذا الاجتماع خلال المحادثات التي جرت اول من امس برعاية وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت والرئيس ياسر عرفات ونتانياهو، وذلك على امل ان تتمكن هذه اللجان التي شكلت قبل عامين تقريبا، من الاتفاق على تسوية القضايا المتبقية من المرحلة الانتقالية مثل مطار غزة ومينائها والممر الآمن واطلاق المعتقلين في السجون الاسرائىلية والمنطقة الصناعية ومسائل اقتصادية. وبدأت امس معالم الاستراتيجية التفاوضية بالتبلور والتي بدا ان اولبرايت نجحت في اقناع الطرفين بانتهاجها. وتقضي هذه الاستراتيجية باجراء مفاوضات مكثفة بصورة متوازية بعد معاودة تصنيف مواضيع الخلاف الى ملفات صعبة واخرى يمكن حلها، وثالثة يمكن العمل لتسويتها في مفاوضات واشنطن خلال القمة الثلاثية التي ستعقد في واي بلانتايشن والتي من المقرر ان يلعب الرئيس بيل كلينتون دوراً رئيسياً فيها. وبحسب هذه الخطة، تقرر عقد مفاوضات ثلاثية للبحث في الاتفاق على القضايا الامنية برعاية رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. إي والمسؤولين الامنيين من الجانبين. ونقطة الخلاف التي تصطدم بها هذه المفاوضات هي كيفية الاتفاق على مبدأ "التبادلية" الذي يصر عليه الفلسطينيون بدلاً من "الاشتراطية" الذي يطالب به الاسرائيليون. وفي هذا الصدد، يتمسك الفلسطينيون بمذكرة التفاهم الامني التي اتفقت عليها الاطراف الثلاثة في 17 كانون الاول ديسمبر 1997. وبالنسبة الى القناة التفاوضية الثانية، فهي اجتماعات اللجان المشتركة التي تبحث في قضايا المرحلة الانتقالية برعاية روس. اما القضايا الاكثر صعوبة وتشمل الاتفاق على المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار ووقف الاجراءات احادية الجانب وآليات تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وقضية الانسحابات عموما، فاتفق على انهائها في محادثات واشنطن منتصف الشهر الجاري برعاية كلينتون نفسه. ويلاحظ ان كل هذه الاجتماعات يحاط بالكتمان. وقالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" امس ان اولبرايت شددت خلال محادثاتها مع عرفات ونتانياهو اول من امس على ضرورة التقيد بعدم الادلاء بأي تصريحات يمكن ان تؤثر في سير المفاوضات. واتفق على ان تتحدث اولبرايت فقط الى الصحافيين لاعطائهم فكرة عما يحدث بعد اجتماع اريتز. لكن مسؤولا فلسطينيا اعلن على هامش الاجتماع الثلاثي في القدس برئاسة كل من كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وسكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه، قرب التوصل الى اتفاق على طريقة عمل مطار غزة، الأمر الذي سيتيح تشغيل المطار قبل نهاية السنة. وقال فايز زيدان، مدير الطيران المدني التابع للسلطة الفلسطينية لوكالة "فرانس برس": "بحثنا في كل المسائل المتعلقة بالمطار ونحن قريبون جدا من التوصل الى نص اتفاق". وأوضح ان الاتفاق في شأن المطار "ستوضع اللمسات الاخيرة عليه في واشنطن على الارجح. وسيكون بامكاننا بعدها فتحه خلال 24 ساعة". وضمن ردود الفعل الفلسطينية على الجهود الاميركية، ابدت اوساط السلطة ارتياحا من تفعيل الدور الاميركي، لكنها تحفظت عن اعطاء أي تقويم أو توقعات محددة في شأن النتائج.