بغداد - أ ف ب، رويترز - صرح رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي امس السبت بأن العراق سيطلب من الدول العربية التوقف عن تطبيق الحظر الدولي المفروض عليه وذلك اثناء اجتماع الاتحاد البرلماني العربي المقرر عقده في عمان اليوم الاحد. وقال حمادي قبل مغادرته بغداد متوجها الى عمان على رأس وفد برلماني للمشاركة في الاجتماع ان الوفد "سيطالب بضرورة رفع الحصار عن العراق من قبل الاقطار العربية بصورة تامة" كما سيطلب من "المجالس النيابية العربية اتخاذ قرارات تلزم الحكومات العربية بالغاء الحصار". واضاف حمادي في التصريح الذي اوردته وكالة الانباء العراقية ان الوفد "سيقدم شرحاً عن حجم العدوان والتدمير الذي احدثه العدوان الاميركي - البريطاني في المنشآت المدنية والخسائر البشرية". وشدد على "ضرورة محاسبة المعتدين الاشراس" وعلى "حق العراق بالمطالبة بالتعويض الكامل عن الخسائر التي الحقها العدو بشعبه ومنشآته". وكان رئيس مجلس النواب الاردني عبدالهادي المجالي صرح الخميس ان "غالبية الدول العربية قد وافقت على حضور الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي باستثناء الكويت التي ابلغت الامانة العامة للاتحاد باسباب عدم حضورها". وتفرض الاممالمتحدة حظراً متعدد الاشكال على العراق منذ احتلاله الكويت في اب/اغسطس 1990 قبل ان يقوم تحالف عسكري دولي بقيادة الولاياتالمتحدة بتحريرها في شباط/فبراير 1991. صحف بغداد ورفضت الصحف الصادرة في بغداد أمس السبت اي تنازل بشأن رفع الحظر المفروض على العراق منذ ثماني سنوات كما رفضت مسبقا اي مبادرة روسية او صينية او فرنسية يمكن ان تحملها على القبول بحل وسط في هذا المجال، وتكهنت بإقالة ريتشارد بتلر رئيس لجنة الأممالمتحدة الخاصة المكلفة ازالة اسلحة العراق المحظورة، اونسكوم. وكتبت صحيفة "القادسية" الرسمية "لا نرتضي لرفع الحصار بديلاً"، وأضافت ان العراق "يرفض اي مبادرة التفافية ايا كان مصدرها تقوم على المهادنة والمراوغة بغية اطالة امد الحصار". "بابل" من جهتها كتبت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي الابن الأكبر للرئيس العراقي صدام حسين ان بغداد لا تنتظر شيئا من المبادرات الروسية والصينية والفرنسية المحتملة. وقالت الصحيفة ان "روسيا لعبت ادوارا عديدة وطلبت من العراق تنازلات لم نقبل بها الا بصعوبة بالغة الا اننا لم نجن مقابلها اي ثمرة تذكر، لذلك يجب ان لا نعول كثيرا على موقف روسيا". واضافت ان "الصين لا تصوت على القرارات وتكتفي باصدار بيانات ... ولا يمكن ان ننتظر منها اكثر". وتابعت: "اما فرنسا فان مواقفها متذبذبة وكثيرا ما يتساءل الشعب العراقي هل هي معنا أم ضدنا ام ماذا؟ ومشروعهم الاخير الذي قدموه الى مجلس الامن خير دليل على ازدواجية الموقف الفرنسي، بل لا مبالغة بالقول، انتهازيته". وبعد انتهاء الضربات العسكرية الاميركية والبريطانية الاخيرة التي وجهت للعراق قدم الرئيس الفرنسي جاك شيراك ثلاثة اقتراحات شددت الديبلوماسية الفرنسية على القول انها ليست "خطة" تسوية. وينص الاقتراح الفرنسي على اعتماد تنظيم جديد واقرار وسائل جديدة لعمليات مراقبة التسلح العراقي وبحث رفع الحظر النفطي مع اعتماد مراقبة مالية "صارمة" لطريقة استخدام بغداد عائداتها النفطية، واخيرا تحسين ظروف معيشة العراقيين. وقالت "بابل" ان اقصى ما يمكن ان تحصل عليه الدول الثلاث هذه "لن يذهب اكثر من تنحية الثور الاسترالي رئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر من منصبه وتعيين شخص آخر". وشنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا ضربات جوية على العراق دامت اربعة ايام الاسبوع الماضي بعد تقرير لبتلر افاد بأن بغداد لا تتعاون بالكامل مع المفتشين. وانسحب المفتشون من بغداد قبل ساعات من بدء الهجمات. وانقسم مجلس الأمن بشأن الغارات اذ عارضت روسياوالصين الحملة العسكرية وطالبت موسكو باقالة بتلر. وتوقعت الصحيفة ان تكون المرحلة المقبلة في مجلس الأمن "دفع روسيا الى اقناع العراق بقبول عودة اللجنة الخاصة بتركيبة خارجية جديدة مع الحفاظ على جوهرها وهو خدمة الاغراض الاميركية الصهيونية". وختمت الصحيفة قائلة ان الشعب العراقي الذي ما زال يضمد جراحه "نتيجة العدوان الامبريالي الصهيوني لن يقبل الا برفع الحصار ... وهذا ما نناضل بل ونقاتل ونضحي من اجله". وحضت صحيفة "العراق" الرسمية وزراء خارجية الدول العربية المقرر اجتماعهم في القاهرة الأربعاء المقبل على ادانة الهجمات الجوية الاخيرة والاتفاق على تحدي عقوبات الأممالمتحدة المفروضة على العراق منذ غزوه الكويت عام 1990. ومضت تقول في مقال افتتاحي في الصفحة الأولى انه يتحتم على وزراء الخارجية العرب اتخاذ موقف مشابه لموقف الجماهير العربية وذلك برفع العقوبات وادانة "العدوان". وكان الناطق باسم وزارة الاعلام العراقية اكد اول من امس الجمعة ان "اونسكوم قتلتها" صوايخ وطائرات القوات الاميركية - البريطانية وانها اصبحت "جزءاً من الماضي". وقال ان "اصرار الولاياتالمتحدة على عودة مفتشي الأممالمتحدة الى ممارسة دورهم القديم يعني انها تريد عودة جواسيسها للقيام بدورهم في افتعال الازمات بين العراقوالأممالمتحدة".