بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - تبنى المجلس الوطني العراقي قرار القيادة العراقية وقف التعامل مع اللجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل، فيما اعتبر رئيس اللجنة ريتشارد بتلر القرار العراقي "تحدياً خطيراً لمجلس الأمن". وكان أعضاء المجلس الوطني العراقي ال 250 عقدوا أمس جلسة استثنائية وتبنوا قراراً "يؤيد بقوة البيان الصادر عن الاجتماع المشترك لمجلس قيادة الثورة وقيادة قطرالعراق لحزب البعث العربي الاشتراكي المتضمن وقف كل اشكال التعامل مع اللجنة الخاصة ورئيسها ووقف كل انشطتها داخل العراق بما في ذلك نشاط الرقابة". وأعلن رئيس المجلس سعدون حمادي لدى افتتاح الجلسة "ان القيادة العراقية اتخذت قرارها وقف التعامل مع اللجنة الخاصة بعدما ظهر على السطح ما كان يقوله العراق من ان اللجنة الخاصة ورئيسها ضالعة في العمل من اجل اطالة امد الحصار". وطالب اعضاء المجلس البرلمانات العربية والدولية ب "دعم الموقف العراقي بوجه سياسة الابادة التي تمارسها الادارة الاميركية". وعرض نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ووزير الخارجية محمد سعيد الصحاف خلال الجلسة، آخر تطورات العلاقة مع اللجنة الخاصة ومجلس الامن واجابوا عن اسئلة أعضاء المجلس. وقال عزيز ان العراق اتخذ قراره قطع العلاقة مع اللجنة الخاصة بعدما تبنى مجلس الامن الجمعة الماضي رسالة "لا توفر أي ضمانة لرفع الحصار" في حال اجراء المراجعة الشاملة. وكان مجلس الأمن سعى الجمعة الماضي الى طمأنة بغداد في شأن الاسراع في عملية المراجعة الشاملة هذه لكنه رفض التعهد بأن تقود الى رفع الحظر مثلما يطلب العراق. ويطالب العراق للعودة عن قراره بأن يبحث مجلس الأمن رفع الحظر النفطي واعادة تشكيل اللجنة الخاصة في شكل يجعلها غير خاضعة لتأثير الولاياتالمتحدة وبإقالة رئيسها الاسترالي ريتشارد بتلر. واعتبر عزيز ان محصلة ما يجري في مجلس الأمن "سيئة لأن التوازن سيئ". وقال عن مواقف الدول الأعضاء في مجلس الامن إن العراق لا يتوقع ان تقف "الدول الصديقة فرنسا والصين وروسيا" مع العراق في شكل كامل، مضيفاً "اننا يمكن ان نقول إن هذه الدول صديقة للعراق وليس هناك تناقض بين مصالحنا ومصالحها". واعتبر "ان الدول الدائمة العضوية تتحدث عن وحدة مجلس الأمن دفاعاً عن مواقعها بسبب الامتياز الذي فرضته الحرب العالمية الثانية للدول الخمس". وأشار إلى أن اعضاء مجلس الامن يتعرضون لضغوط اميركية. لكنه أكد أن العراق سيواصل تحركه الديبلوماسي لشرح موقفه. وقال: "إن قضية العراق هي الآن أفضل مما كانت عليه في السابق وان هذا الفهم لا يقتصر على مستوى الافراد وإنما هو على المستوى الرسمي أيضاً". وكان طارق عزيز أكد أول من أمس أن العراق يحاول حماية نفسه من الجواسيس الأميركيين والإسرائيليين ولا يسعى لمواجهة عسكرية برفضه التعاون مع مفتشي الأممالمتحدة. وقال في مقابلة مع شبكة "سي. إن. إن" من بغداد: "إننا لا نقامر ولا نسعى لمواجهة ... إذا غيروا موقفهم واعطوا العراق حقوقه من خلال تخفيف العقوبات ورفعها فسنستأنف التعاون فوراً". وزاد ان لجنة التفتيش "فرع للموساد الاستخبارات الإسرائيلية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ... لجنة التفتيش ليست وكالة دولية محايدة ونزيهة وتعمل بصورة مهنية، بل أداة بيد الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية". وسئل عزيز عما يريده العراق قبل استئناف التعاون، فأجاب: "إذا كان مجلس الأمن جاداً في شأن رفع العقوبات، وإذا كان جاداً في شأن إعادة تشكيل لجنة التفتيش وانشاء هيئة دولية حقيقية متعاونة وصادقة للتعامل مع مسألة نزع السلاح ومتابعة مهمة المراقبة فلا بأس". وأضاف: "لسنا ضد تنفيذ قرارات الأممالمتحدة من حيث المبدأ. لسنا ضد العمل مع المنظمة الدولية بهدف نزع السلاح". وحمل عزيز الولاياتالمتحدة المسؤولية عن تعطيل مساعي تخفيف العقوبات أو رفعها. وقال: "العراق يمتثل منذ سبع سنوات ونصف سنة ومجلس الأمن لم يتخذ أي خطوات نحو تخفيف العقوبات أو رفعها ... والسبب بسيط هو ان الولاياتالمتحدة لا تريد ذلك. والولاياتالمتحدة تستغل موقعها القوي في مجلس الأمن كي تمنع اتخاذ أي خطوات نحو تخفيف العقوبات أو رفعها". وكان رئيس لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل عن العراق أونسكوم ريتشارد بتلر حذر أول من أمس من خطورة قرار العراق قطع علاقته بالهيئة التي يرأسها. وقال في تصريح الى شبكة "سي ان ان": "إن ذلك جدي لأن مراقبة" القدرات العسكرية العراقية على أمد طويل "هي القضية الكبرى". وأوضح أنه بفضل هذه المراقبة تتمكن الأممالمتحدة من التأكد من ان العراق لن يعيد تكوين قدراته العسكرية "بواسطة المداخيل النفطية" عندما يرفع عنه الحظر. وأكد بتلر أنه لا ينوي سحب فريق "أونسكوم" من العراق حيث لا يشمل قراره الطرد. وقال نحن مستعدون لاستئناف العمل فوراً. وتوجه بتلر الى المسؤولين العراقيين وقال: "إنكم على وشك اتمام أكبر جزء من نزع الأسلحة. انتم تعرفون ما نريد، الحقيقة. انتم تعرفونها فاعطونا اياها. ان ذلك احسن طريق".