بغداد، الكويت، واشنطن، القدسالمحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اكد العراق مجدداً رفضه التعاون مع لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم قبل رفع الحظر النفطي عنه، كما انتقد، للمرة الاولى، مواقف كل من روسياوفرنساوالصين من الازمة الجارية بينه وبين الاممالمتحدة. وفي اطار الحملات التي تقودها الولاياتالمتحدة وبريطانيا للضغط على العراق يبدأ وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون اليوم محادثات في الكويت التي حمّلت بغداد امس مسؤولية الازمة مع "اونسكوم". وفيما يواصل مراقبو الاسلحة الدوليين مغادرة العاصمة العراقية، ذكر مسؤولون ان الاستعدادات العسكرية جارية لضربة عسكرية محتملة ضد العراق. وفي بغداد اتهم نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الولاياتالمتحدة امس ب "الاصرار على ابقاء الحصار على شعب العراق". وقال ان بلاده لن تستأنف التعاون مع مفتشي نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة الا اذا رفع مجلس الامن الحظر النفطي المفروض على العراق منذ ثماني سنوات. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن عزيز قوله "ان العراق الذي نفذ ما فرض عليه من التزامات بموجب القسم ج الخاص بالاسلحة المحظورة متمسك بموقفه الى حين ايفاء مجلس الامن بالتزاماته المقابلة تجاهه وفي مقدمها تطبيق الفقرة 22 من القرار الرقم 687 كبداية للرفع النهائي والشامل للحصار الجائر". وتنص هذه الفقرة على رفع الحظر النفطي عندما يتخلص العراق من اسلحته المحظورة. انتقادات عراقية وصدرت في بغداد امس انتقادات لفرنساوروسياوالصين معربة عن الاسف لكون هذه الدول لا تعارض بما يكفي من القوة تهديدات الولاياتالمتحدة بمهاجمة العراق. وذكرت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي "ان العربدة الاميركية الجديدة ضد العراق تأتي اعتماداً على الوضع المضطرب في روسيا وانشغال الروس في اوضاعهم الداخلية". واضافت "ان كل ما قدمته روسيا هو بيان عام يحذر من النتائج على مستقبل الاوضاع في المنطقة في الوقت الحالي" مذكرة بأن روسيا كانت في اثناء ازمة شباط فبراير الماضي من اشد المعارضين لضرب العراق. كما اعربت "بابل" عن الاسف ل "تراجع الموقف الفرنسي الى الوراء" ولأن الصين "لاذت بالصمت". وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعتبر السبت قرار العراق ايقاف التعامل مع اللجنة الدولية الخاصة "غير مفهوم وغير مقبول في الوقت نفسه". وقال ان "فرنسا، مثل سائر اعضاء مجلس الامن، تتخذ موقفاً شديد الحزم يبدو ان المجتمع الدولي بأسره يؤيده". الى ذلك اكدت الصحف العراقية امس ان العراق مستعد لمواجهة اي هجوم اميركي وشددت على ان التهديدات لن تثنيه عن المطالبة برفع الحظر. وذكرت صحيفة "القادسية" ان العراق "أعد العدة لمواجهة الاحتمالات كلها والخيارات جميعها باقتدار عال يستند الى قاعدة الايمان العميق بحتمية انتصاره الحاسم المبين في معركته الشريفة العادلة لرفع الحصار". واعتبرت ان التهديدات الاميركية الحالية اصبحت "اسطوانة مشروخة تدور على ايقاع الخضوع المطلق لمجلس الامن لقرارات اميركا التي تصدر باسم مجلس الامن". الموفد الفلسطيني وواصل الموفد الفلسطيني عزام الاحمد وزير الاشغال في السلطة الفلسطينية اتصالات في العاصمة العراقية. وقال انه اجتمع امس الى وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف وبحث معه في "التهديدات الاميركية ضد العراق"، وشدد على "ضرورة تحرك المنظمة الدولية لانهاء معاناة الشعب العراقي عن طريق رفع الحصار". واكد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "يواصل اتصالاته على الصعيدين العربي والدولي لبلورة موقف عام يمنع اللجوء الى القوة العسكرية من جهة ودفع لجهود باتجاه رفع الحصار المفروض على الشعب العراقي من جهة ثانية". روبرتسون واعلنت السفارة البريطانية في الكويت في بيان امس ان الوزير روبرتسون سيجري محادثات مع المسؤولين الكويتيين ويتفقد وحدات بريطانية مقاتلة خلال زيارته الكويت. واوضحت ان روبرتسون الذي كان يتوقع ان يكون وصل في ساعة متقدمة من ليل الاحد سيجري مشاورات مع الحكومة الكويتية في شأن الوضع الحالي في العراق وسيزور العسكريين البريطانيين في قاعدة علي السالم الجوية غرب مدينة الكويت والتي تربض فيها طائرات بريطانية مقاتلة من نوع "تورنادو". وكان روبرتسون زار الكويت في ايلول سبتمبر 1997 وعقد في حينه صفقة لبيع صواريخ للبحرية الكويتية، وهو ثالث وزير دفاع غربي يزور الكويت في اقل من اسبوعين بعد الفرنسي آلان ريشار والاميركي وليام كوهين. وكان روبرتسون وصف الرئيس العراقي صدام حسين بأنه ديكتاتور قاس ومخادع. وقال قبل توجهه الى الكويت "ان القوات البريطانية العاملة على طائرات تورنادو وفرقاطات بحرية في الخليج تواجه ديكتاتوراً قاسياً في العراق ... لن احتاج لتذكير الكويتيين ولا قواتنا التي تخدم في الكويت بالخطر الذي يمثله صدام حسين ونظامه على هذا الجزء المتقلب من العالم وبالتالي على كل الاستقرار الدولي في واقع الامر". وقال في تصريح لشبكة "سكاي" التلفزيونية: "انهم يعرفون هناك على مقربة من صدام ... ان خداعه في الماضي قاده الى اخفاء طموحه لامتلاك اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية ورأينا في الماضي انه ربما يستخدمها ثانية ... الناس يعرفون ما يواجهونه ... انهم يعرفون اين يقفون. انهم يقفون دفاعاً عن القانون والنظام الدوليين". مجلس الوزراء الكويتي وقدم ولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح شرحاً لمجلس الوزراء امس عن نتائج زيارة كوهين للكويت الاربعاء الماضي، وفحوى المحادثات التي اجراها، "تركزت على تطورات الموقف بين العراقوالاممالمتحدة". في اعقاب اعلان العراق وقف تعاونه مع الاممالمتحدة. واشار الشيخ سعد الى تأكيد الوزير الاميركي على التزام الولاياتالمتحدة الحفاظ على امن الكويت ودول المنطقة. المفتشون يغادرون وفي بغداد، اكدت مسؤولة في الاممالمتحدة امس ان 15 من مراقبي الاسلحة سيغادرون العراق اليوم وبعد غد الاربعاء بعدما اوقف العراق تعاونه مع لجنة الاممالمتحدة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم. وقالت كارولين كروس المساعدة الخاصة لمدير مركز المراقبة والتحقق في بغداد ان نحو ستة مراقبين سيغادرون العراق اليوم ويتبعهم تسعة آخرون الاربعاء. وغادر 15 مراقباً العراق السبت بعد قرار رئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر تقليص عدد العاملين في بغداد بنسبة 20 في المئة. واضافت كروس انه بعد الاربعاء سيبقى في البلاد ما يزيد قليلاً على مئة مراقب. الاستعدادات العسكرية وعلى صعيد الاستعدادات العسكرية لاحتمال توجيه ضربة الى العراق، قال الناطق باسم البيت الابيض ديفيد ليفي انه لا يتوقع ان يصدر كلينتون قرارات نهائية في شأن الخيارات المطروحة بما فيها شن هجمات صاروخية ضد اهداف عسكرية كما حدث في الماضي. واضاف ان "العراق بحاجة الى الاذعان فوراً … لقد اوضحنا ان هذا مسلك غير مقبول … ما زالت جميع الخيارات مطروحة". وقال موظفون كبار في الادارة الاميركية ان صبر كلينتون وكبار مستشاريه لشؤون الامن القومي اوشك على النفاد مع ما وصفوه بأنه "لعبة القطة والفأر التي يحب صدام ان يلعبها … والوقت يمضي". وقال مسؤول في البيت الابيض تعليقاً على الازمة "هذا لن يستمر … وسينتهي بسرعة". واوضح مسؤولون بارزون في الادارة الاميركية في الايام الاخيرة ان التخطيط جار على قدم وساق لضربات عسكرية لمعاقبة صدام على مسلكه. وترابط في الخليج وبالقرب منه حاملة الطائرات الاميركية ايزنهاور وعشرين سفينة قتالية اخرى بينها سبع سفن قادرة على اطلاق صواريخ بعيدة المدى من طراز "توماهوك كروز". ولواشنطن 174 طائرة حربية في المنطقة بينها خمسون على ظهر الحاملة ايزنهاور. "باتريوت" الى اسرائيل وفي القدسالمحتلة ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية امس ان الولاياتالمتحدة قررت نقل بطاريات صواريخ "باتريوت" مضادة للصواريخ موجودة في اوروبا الى اسرائيل تحسباً لاحتمال حصول ضربة جوية اميركية ضد العراق. واضافت الصحيفة ان من الممكن ان تنقل الولاياتالمتحدة البطاريات في غضون 48 ساعة بهدف تأمين الدفاع الجوي الاسرائيلي في شكل افضل في حال اطلق العراق صواريخ على اسرائيل كما حصل في حرب الخليج العام 1991.