بغداد، القاهرة - أ ف ب - اتهمت الصحف العراقية رئيس اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع اسلحة العراق المحظورة ريتشارد بتلر بپ"استفزاز العراق" وافتعال ازمة جديدة تبرر ضربة اميركية لبغداد. وأوضحت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي امس ان تركيز بتلر على طلب وثائق من العراق هو "بداية استفزاز مقصود لاثارة العراق وتصوير موقفه على انه رافض للتعاون مع الأممالمتحدة لتستغله الادارة الاميركية لشن عدوانها العسكري على العراق". وأضافت ان بتلر يفعل ذلك بهدف "استفزاز العراق لاعطاء ذريعة للأميركيين الذين ما زالت تحضيراتهم مستمرة للقيام بعدوان غادر على العراق مع وعيد وتهديد بما يسمى بالمعارضة رغم معرفتها بأنها كسيحة". وحذرت بغداد من ان استئناف التعاون مع مفتشي الأممالمتحدة "لا يعني سكوت العراق على تصرفات اللجنة الخاصة التي كانت سبباً في الازمات السابقة والابقاء على الظلم على العراق نتيجة استمرار الحصار". واستنكرت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم بمطالب بتلر الحصول على وثائق جديدة ووصفها بأنها "لعبة جديدة" مؤكدة "ان المجتمع الدولي لم يعد يملك الاستعداد لتقبل اتهامات لا يسندها اي دليل ملموس". وتساءلت "الثورة": "هل ينبغي ان ننتظر سنوات اخرى حتى نيأس وحتى يدرك المجتمع الدولي ان الامر ليس سوى لعبة اميركية جديدة؟". وشددت على ضرورة ان يبدأ مجلس الأمن "المراجعة الشاملة من دون ابطاء وعدم السماح لبتلر بتحويل عملية نزع السلاح بعد انجازها الى عملية بحث عن وثائق". وأكدت الصحيفة ان "عملية المراجعة الشاملة ستعريه بتلر من آخر ورقة توت يتستر بها". وكانت بغداد استأنفت في 14 تشرين الثاني نوفمبر الماضي التعاون مع مفتشي نزع الاسلحة الدوليين ما جنب العراق ضربة اميركية - بريطانية. ويشترط مجلس الأمن "التعاون الكامل" من جانب العراق قبل اجراء مراجعة شاملة للعقوبات المفروضة عليه منذ العام 1990. وتأمل بغداد ان تؤدي المراجعة الشاملة الى رفع هذه العقوبات. من جهة اخرى، اعرب وزير العدل العراقي شبيب المالكي عن امله بأن تتخذ الدول العربية المبادرة في رفع الحظر الدولي المفروض على بغداد من دون انتظار موافقة الأممالمتحدة. وقال المالكي لدى وصوله مساء السبت الى القاهرة "نأمل بأن يكون الموقف العربي في المرحلة المقبلة أقوى وأفضل مما هو عليه الآن ... ونطمع في أن يبدأ رفع الحصار من جانب الدول العربية". وأشار المالكي في تصريح نقلته وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية الى ان "الموقف المصري من الازمات الاخيرة في العراق متفهم تماماً للأوضاع"، مضيفاً ان بغداد "تأمل في الزيد من حصر في المستقبل". واتهم الوزير العراقيالولاياتالمتحدة ب "خلق الذرائع لاستمرار الحصار وتمهيد الاجواء لما يفكر فيه الاميركيون من احتمالات العدوان" على العراق "مستفيدة من ارتباط اللجنة الخاصة بالاستخبارات الاميركية". وذكر من الذرائع قضية الوثائق الخاصة بالتسلح العراقي التي تطالب بها اللجنة الخاصة. وقال ان العراق "سلم منذ سنتين اكثر من مليوني وثيقة للجنة ولم تعد لديه اي وثائق تتعلق بأعمال اللجنة". ويشارك الوزير العراقي في القاهرة في اجتماع وزراء العدل العرب الذي بدأ اعماله امس الأحد في مقر الجامعة العربية