بغداد، نيويورك، لولييا السويد - أ ف ب، رويترز - اعلن قائد احدى حاملتي الطائرات الاميركيتين في مياه الخليج أمس ان القوات الاميركية مستعدة لتوجيه ضربة الى العراق في حال تفاقم الازمة مع بغداد. وقال الاميرال جون ناتمان لصحافيين، بينهم مراسل وكالة "فرانس برس" نظمت لهم زيارة لحاملة الطائرات "نيميتز": "نحن هنا ومستعدون ولدينا قوة ضاربة كبيرة". وفيما اكدت بغداد توصلها الى اتفاق مع ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع الاسلحة العراقية اونسكوم، كرر وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف امس في لولييا اقصى شمال السويد طلب موسكو "اعادة تشكيل" اللجنة لتسوية الازمة بين مجلس الامن وبغداد. لكنه اعتبر ان "العراق يجب ان يفعل كل شيء ليسمح بتطبيق قرارات الاممالمتحدة على اراضيه". واعلن في بغداد امس ان بتلر توصل الى اتفاق مع نائب رئيس الوزراء السيد طارق عزيز على عقد اجتماع لخبراء من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اضافة الى المانيا، في أول شباط فبراير المقبل لتقويم عملية نزع الاسلحة العراقية. وأفادت "وكالة الانباء العراقية" الرسمية التي اذاعت نبأ الاتفاق الذي يعتبر استجابة لأحد مطالب العراق، ان الاجتماع "سيشارك فيه خبراء من البلدان الخمسة الدائمة العضوية في المجلس اضافة الى المانيا وعناصر من اللجنة الخاصة". ولم تحدد مكان عقد الاجتماع، لكن مصدراً ديبلوماسياً اشار الى ان الاجتماع الأول سيعقد في بغداد او فيينا. وتوقعت ان تتناول هذه الاجتماعات "موضوعين اساسيين هما رؤوس الصواريخ وعنصر الپ"في اكس"، وهو غاز محظور اتهم العراق بانتاجه. وكان بتلر اشار الاثنين في تصريح صحافي الى ان اجتماعات لجنة التقويم الفنية ستبدأ خلال الاسبوعين المقبلين. وأوضح ان العراق طالب بعقدها لپ"الخروج من الطريق المسدود" لكنه أكد ان برنامج الاسلحة الجرثومية العراقي الذي يقلق اللجنة الخاصة "ليس ناضجا" كي يمكن وضعه على جدول اعمال لجنة التقويم الفنية. الجولة الثانية وأعلنت الوكالة العراقية ان بتلر اجرى امس جولة ثانية من المحادثات مع طارق عزيز شارك فيها عامر محمد رشيد وزير النفط العراقي وعامر السعدي مستشار مكتب الرئيس العراقي وعدد آخر من المسؤولين. وكان رئيس اللجنة اكد اول من امس ان محاولات العراق تحديد مهلة ينهي خلالها مهمته امر "يتنافى مع المنطق"، وكرر مطالبته بأن تسمح لبغداد للمفتشين بالوصول الى كل المواقع من دون اي شرط، معرباً عن الأمل بپ"التوصل الى تفاهم في شأن مطالبة مجلس الأمن بانصياع العراق لقرارات المجلس". وذكر انه سيحاول التوصل الى حل لمسألة تفتيش قصور الرئاسة. والى رئيس اللجنة الخاصة شارك في المحادثات مع الجانب العراقي في بغداد مساعد بتلر، الاميركي تشارلز دويلفر ومفوضون في اللجنة من كنداوالصين وايطاليا، والخبير الروسي في الاسلحة البالستية نيكيتا سميدوفيتش. واشنطن ووصف السفير الاميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون ليل الاثنين - الثلثاء تهديد الرئيس العراقي صدام حسين بالموافقة على توصية البرلمان العراقي تحديد عمل اللجنة الخاصة المكلفة نزع الاسلحة العراقية المحظورة بستة شهور بأنه "غير مقبول". وقال ان "مجلس الأمن رفض هذا الامر، وربما لهذا السبب يشعر صدام بأنه محبط". وأشار الى ان "التطور الأبرز سيكون نتائج زيارة بتلر" لمعرفة "هل سيتمكن مفتشو الأممالمتحدة من الدخول من دون اي شرط الى كل المواقع" التي يريدون زيارتها. وصرح سفير الصين في بغداد امس بأن بلاده تريد ان تستكمل "اونسكوم" مهماتها بسرعة، معرباً عن تأييده تشكيلاً "متوازناً" لفرق التفتيش الدولية. وأشار السفير صن بي غان الى ان عدداً من خبراء الاسلحة الصينيين سينضمون الى اللجنة الخاصة و"نحن نشارك في المهمة التفتيش هذه كي نسرع في عملية التفتيش وسعياً الى تحقيق العدالة. موقفنا ان اللجنة يجب ان تكون متوازنة التشكيل تضم خبراء من بلدان عدة". وبدت تصريحات السفير مخالفة لموقف وزير الخارجية الصيني كيان كيشين الذي أوضح لنظيره البريطاني روبن كوك في بكين الاثنين ان بلاده تؤيد موقفاً متشدداً مع العراق. وجاء هذا التوضيح على لسان ناطق باسم الخارجية البريطانية اول من امس. وأمس افاد مصدر في السفارة الصينية في العاصمة العراقية ان سفير الصين سيجتمع مع بتلر وديبلوماسيين آخرين من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. احتمالات المواجهة الى ذلك اعلنت وزيرة الخارجية السويدية لينا هغيلم - والن في لوليا شمال ليل الاثنين ان بلادها التي تشغل الآن مقعداً في مجلس الأمن تأمل بالتوصل الى "حل سلمي" للأزمة مع العراق. وقالت: "سيكون من الخطير جداً ان يؤدي ذلك مجدداً الى صراع عسكري، ولا يمكنني ان اقول ان هذا الامر الصدام العسكري لن يحصل، لكن السويد ستعمل كل ما في امكانها لمنعه". وجاء في تقرير بثته "وكالة الأنباء العراقية" ان طارق عزيز بعث برسالة الى رئيس مجلس الأمن الان دوجاميه سلمها اليه سفير العراق لدى الأممالمتحدة نزار حمدون أكد فيها "ان عدد الخروق الجوية لحرمة الاجواء العراقية خلال العام الماضي 21709 خروق منها 19033 خرقاً في جنوبالعراق و2676 في شماله". معروف ان طائرات اميركية وبريطانية وفرنسية تشارك في فرض حظر على تحليق الطيران العراقي في الشمال والجنوب. تظاهرات ولليوم الثاني شهدت بغداد امس تظاهرات ضخمة شارك فيها آلاف من الرجال والنساء للاعلان عن استعدادهم لمواجهة هجوم اميركي محتمل، وهتفوا بشعارات معادية للجنة الخاصة مطالبين برفع الحظر المفروض على العراق منذ غزوه الكويت. ورفع المتظاهرون الذين زاد عددهم على خمسة آلاف شخص لافتات كتب عليها "فلتسقط اميركا" و"ام المعارك حرب الخليج طريق الامة لاسترداد حقوقها" و"سحقاً لأعداء العراق". كما رفعوا صوراً للرئيس صدام حسين، وهتفوا "كل الشعب حرس جمهوري"، ووصفوا خبراء فرق التفتيش بأنهم "عملاء اميركا". ولدى مرورهم امام منصة في حي المنصور، وقف عليها عضو قيادة حزب البعث الذي نظم التظاهرة، علي حسن المجيد، هتف المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا صدام". معروف ان السلطات العراقية دعت الاحد المواطنين الى التطوع في مقرات الحزب للتوجه الى "ساحات التدريب" استعداداً لمواجهة محتملة مع الولاياتالمتحدة. وأكد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ان التدريب سيشمل مليون متطوع. وأرسلت اميركا الى الخليج تعزيزات عسكرية كبيرة منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ولها في المنطقة الآن حاملتا طائرات. "لا يخشى المواجهة" واتهمت صحيفة "الجمهورية" الحكومية العراقية بتلر امس بأنه اصبح "المصدر الأساسي لافتعال الازمات مع العراق" لأنه يتجاهل المطلب العراقي باعادة "التوازن" الى فرق التفتيش، والذي "صار مدعوماً من قبل الغالبية" لا سيما فرنسا وروسيا والصين. وتعتبر بغداد ان الفرق "خاضعة للهيمنة الاميركية - البريطانية". وتوجهت الصحيفة الى بتلر: "لو كنت محايداً لما شكلت الفريق الذي جاء الى العراق برئاسة سكوت ريتر" وضم غالبية من الاميركيين والبريطانيين، فرفض العراق تسهيل مهماته، ما ادى الى سحب الفريق. وأكدت صحيفة "بابل" ان العراق لا يخشى المواجهة العسكرية مع اميركا. وكتبت الصحيفة التي يشرف عليها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي ان "الجهاد الاكبر اقترب وكل فرص النصر الاكبر توافرت لنا، وما علينا سوى مواصلة اصرارنا على رفض استمرار لعبة الموت التي تمارسها اللجنة الخاصة. فمن دون الاصرار لن تجبر اميركا على التراجع، وبه سنهزمها ان ارتكبت العدوان". وأشارت الى تقارير عن عزم الولاياتالمتحدة توجيه ضربة للعراق معتبرة ان "32 الف جندي اميركي سيكونون اهدافاً جيدة تصطادها الجماهير العراقية المسلحة قبل ان يتدخل الجيش العراقي". ورأت ان "العدوان اياً تكن طبيعته وحجمه لن يكون اقسى وأوسع وأخطر" من حرب الخليج التي "خرج العراق منتصرا" فيها.