قالت دوائر اقتصادية اماراتية ان اقتصاد الإمارات والوضع المالي والنقدي والنشاط التجاري مع العالم الخارجي لم يتأثر بسبب الهجمات العسكرية الأميركية والبريطانية على العراق. ولفتت الى أن الاستثناء الوحيد في ذلك كان توقف الرحلات البحرية لنقل الركاب والبضائع بين دبي وميناء أم قصر العراقي بعد تعرضه لضربات عسكرية مباشرة. وأكد مصرفيون في الإمارات عدم قيام المستثمرين والمدخرين في البنوك الإماراتية بتحويل أجزاء من أرصدتهم وودائعهم للخارج وذلك لثقتهم المطلقة باقتصاد الإمارات وليقينهم بأن استثماراتهم في السوق المحلية هي بمنأى عن المخاطر. ولفت مصرفيون الى أن التأثير انحصر في أسعار صرف العملات الأجنبية، إذ تأثر معظمها سلباً بانخفاض أسعارها باستثناء الدولار الذي شهد ارتفاعاً في سعر صرفه وزيادة في الطلب عليه. وقال متعاملون في السوق ان الدولار نفذ من السوق من معظم محلات الصرافة الذي اضطر الى السحب من أرصدته لتوفير الدولار ومقابلة الطلب المتزايد عليه، فيما ذكر أصحاب هذه المحلات ان الحركة كانت نشطة ازاء العملات الأجنبية الأخرى بسبب ارتفاع وزيادة التحويلات الخارجية من قبل المقيمين في الامارات لأسرهم في الخارج لمواجهة حاجات شهر رمضان والأعياد الاسلامية والمسيحية. وشهدت أسواق الإمارات خلال الأيام الأخيرة نشاطاً واسعاً في مختلف القطاعات في اطار الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان. وسجلت السوق ارتفاعاً في أسعار الخضراوات والفواكه فيما سجلت انخفاضاً في أسعار سلع استهلاكية أخرى، وتتوقع السوق ارتفاع الطلب والمبيعات في معظم المراكز التجارية بنسبة تزيد على 30 في المئة خلال الفترة المقبلة بسبب قدوم الأعياد، ونتيجة قيام المراكز التجارية بحملات ترويجية تشمل مختلف السلع والبضائع. وأعلن أمس عن وقف الرحلات البحرية بين دبي وميناء أم قصر العراقي بعد تعرضه للقصف في اطار الهجمات الأميركية والبريطانية الأخيرة على العراق. وذكر مسؤولون في شركة "نايف مارينز سرفيسز" التي تؤمن هذا الخط البحري ان الباخرة "جبل علي - 1" أوقفت رحلاتها الى ميناء أم قصر بعد اتصالات مع المسؤولين أكدت اصابته. ويتوقع المسؤولون في الشركة ان تستأنف "جبل علي - 1" رحلاتها الى ميناء أم قصر بعد انتهاء العمليات العسكرية، خصوصاً وأن موقع رسوها في هذا الميناء لم يتأثر بالقصف. وكانت السفينة "جبل علي - 1" قامت بأول رحلة بحرية بين دبي وميناء أم قصر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بعد موافقة الأممالمتحدة على تشغيل هذا الخط. وتوقعت مصادر تجارية أن ترتفع نسبة الحركة التجارية بين الإماراتوالعراق في الفترة المقبلة بعد أن مرت بمرحلة متذبذبة خلال الأشهر الأخيرة. وقالت المصادر إن الإمارات ستلعب دوراً مهماً في عمليات إعادة الإعمار في العراق باعتبارها مركزاً اقليمياً لمعظم الشركات العالمية، ونقطة استراتيجية للاستيراد وإعادة التصدير. ويلفت المراقبون الى أن الحركة والاتصال بين الامارات وبغداد سينشط ان في الجانب الانساني أيضاً من خلال زيادة المساعدات الانسانية من الأدوية والمواد الغذائية للشعب العراقي.