بدأت آثار الحرب الامريكية على العراق تلقي بظلالها القاتمة على قطاعات عديدة هامة ومؤثرة.. فكما نشرنا امس تأثر قطاع شركات الطيران العربي حيث اعلن بعض المسئولين ان الخسارة المتوقعة ستصل الى 10 مليارات دولار مما جعل مجلس المنظمة الدولية للطيران (الايكاد) يوافق مبدئيا على تأسيس برنامج تأمين الطيران العالمي ضد مخاطر الحرب لتغطية خسائر شركات التأمين. ومن القطاعات التي تأثرت ايضا قطاع الموانئ والسفن مما اضطر شركات التأمين لرفع الرسوم الى اكثر من الضعف على السفن المتجهة الى الموانئ العراقية كما صرح بذلك مصدر مسئول في سوق لويدز للتأمين. واضاف المصدر لقد ارتفع التأمين على جسم السفينة وآلاتها ما بين 5ر7 - 10 بالمائة بينما كانت الزيادة في وقت سابق كانت 5ر3 بالمائة للرحلات المتهجة لميناء ام قصر العراقي. وقد دافعت شركات التأمين الكبرى عن الذي رأت قائلة ان الاسعار تتحدد وفق المخاطر المقدرة. وفي روما قال ادج اريكسون المسؤول عن خدمات النقل البحري في برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة نشعر بقلق شديد بشأن التكلفة. في نهاية الامر فان المانحين هم الذين سيعانون منها. وقد فاقت الزيادة ما حدث اثناء حرب الخليج عام 1991م عندما ارتفعت اسعار التأمين الى خمسة في المائة من القيمة التأمينية للسفينة. وقال نفس المصدر ان اسعار التأمين على الشحنات ارتفعت كذلك الى خمسة في المائة من قيمة البضاعة المنقولة. لكنه لم يوضح مستوى الاسعار قبل بدء الحرب. من جهة ثانية قال وزير المواصلات ورئيس مجلس ادارة مؤسسة الموانىء الكويتية الشيخ احمد العبدالله الصباح ان زيادة اسعار التأمين على البواخر والسفن القادمة الى موانىء الكويت قد تؤثر بصورة محدودة على حركة النقل البحري القادمة الى الكويت. وقال الشيخ احمد العبدالله عقب ترأسه اجتماعا خاصا بمجلس ادارة المؤسسة ان ذلك امر طبيعي وقد يؤدى الى لجوء العديد من السفن والبواخر الى الموانىء القريبة. وكانت بعض شركات التأمين قد أعربت عن عزمها على رفع أسعار رسوم التأمين بسبب المخاطر التي قد تتعرض لها السفن في ظل تصاعد العمليات العسكرية في العراق. وأوضح الشيخ أحمد أن المؤسسة وعلى الرغم من تطور العمليات العسكرية في المنطقة لم تتلق اي طلب من اية شركة نقل بحري بتغيير وجهتها واستبدالها بموانىء اخرى في المنطقة. واضاف قائلا ان المؤسسة على العكس من ذلك تلقت خطابات شكر عديدة من شركات نقل عالمية ومنها شركة (مرسك) التى تعتبر واحدة من اكبر شركات الشحن البحري العالمي على اداء العاملين في الموانىء الكويتية وخطط الطوارىء الخاصة بها. وحول تأثير وصول المعدات العسكرية لقوات التحالف عبر موانىء الكويت على حركة الواردات الكويتية اكد ان الاولوية تعطى لاحتياجات السوق المحلي مشيرا الى التفهم الكامل من قوات التحالف الدولية لذلك. من جانبه قال المدير العام لمؤسسة الموانىء الكويتية الشيخ الدكتور صباح جابر العلي ان موانىء الكويت آمنة ولم تغلق مؤكدا ان الامور في حركة موانىء الكويت مطمئنة وتسير وفق ما هو مخطط لها. اما في المملكة فقد اوضح احمد الشعلان مدير خدمات التسويق في الشركة الوطنية للتأمين التعاوني ان الشركة ملتزمة بالتسعيرة الجديدة للتأمين ووصف الزيادة بانها طبيعية وغير مؤثرة. واكد مصدر في وزارة التجارة ان الزيادة في اسعار التأمين على السفن في الموانئ لن تؤثر اطلاقا على المستهلك عند وصول البضائع الى الاسواق. واضاف ان وزارة التجارة سوف تفرض عقوبة مالية على استغلال مثل هذه الحالات ورفع الاسعار في الاسواق. وفي الموانئ لم يحدث تغيير بعد رفع شركات التأمين اسعار بوالصها على السفن حيث ابقت على رسوم رسو السفن وقدومها ومغادرتها ثابتة وبقيت اجور القدوم او المغادرة عند مستوى 1000 ريال فيما تحتسب اجور ازالة النفايات بقيمة 100 ريال عن كل يوم في مطار ميناء الملك عبدالعزيز. واكد نعيم النعيم مدير عام ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام جاهزية الميناء لاستقبال السفن التي تصل من مختلف المناطق مستبعدا اغلاق الميناء خلال الايام المقبلة في ظل الظروف الراهنة.