اغلقت السلطات الاسرائيلية امس الضفة الغربية وقطاع غزة حتى اشعار آخر، وذلك بحجة توفر معلومات استخبارية تؤكد عزم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس على تنفيذ هجوم "لم تشهد له اسرائيل مثيلاًَ" حسب وزير الدفاع الاسرائىل اسحق موردخاي. وتزامنت هذه الخطوة مع حملة تصعيد يشنها اليمين الاسرائيلي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قبل الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي ستحاول التوصل الى اتفاق على المرحلة الثانية من الانسحاب الاسرائيلي من الضفة تمهيداً لعقد قمة ثلاثية بين الرئيسين بيل كلينتون وياسر عرفات ونتانياهو في واشنطن منتصف الشهر الجاري. وفي هذا الاطار، هدد وزراء ونواب يمينيون باطاحة حكومة نتانياهو في حال تم الاتفاق على تسليم مزيد من اراضي الضفة الى الفلسطينيين، واذا قدم نتانياهو تنازلات في شأن "مكافحة الارهاب". وطالبوا بأن يكون تطبيق أي اتفاق يبرمه نتانياهو مشروطاً بموافقة مسبقة من الحكومة. كذلك شنّ المستوطنون حملة لعرقلة عملية الانسحاب، وعلقوا ملصقات في القدس تدعو اولبرايت للعودة الى بلادها، فيما قالوا انهم سيوفدون ممثلين عنهم الى واشنطن لحشد تأييد الكونغرس ضد الانسحاب. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير البنى التحتية ارييل شارون اعرب بدوره عن "معارضته التامة" لانسحاب عسكري اسرائيلي من 13 في المئة من الضفة الغربية تقترحه الولاياتالمتحدة، لكن نتانياهو يحاول تهدئته بالتلويح له بتعيينه وزيراً للخارجية. من جهة اخرى، وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات قرار اسرائىل اغلاق الاراضي الفلسطينية بأنه "عقاب جماعي" يمثل "عقبة رئيسية امام بناء الثقة". وكشفت مصادر أمنية اسرائيلية انها احبطت هجوماً انتحارياً خططت له "حماس" الاسبوع الماضي، مشيرة الى ان وحدة "جفعاتي" الخاصة في الجيش الاسرائيلي اكتشفت فتحة في سياج يفصل غزة عن الدولة العبرية شمال غزة وطاردت المتسللين الذين عادوا أدراجهم الى مناطق السلطة الفلسطينية في غزة، وان اجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلتهم بعدما أبلغت بالحادث، وعثر في حوزة المعتقلين على كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة الرشاشة.